![]() |
سؤال عن قول الفوزان: «إن المشرك إذا كان يعترف بالله فلا يطلق عليه كافر»
استشكل علي قول الشيخ الفوزان:
اقتباس:
|
اقتباس:
وقول الشيخ إن المشرك إذا كان يعترف بالله فلا يطلق عليه كافر..إلخ لا يصح، وذلك لورود هذا الإطلاق في النصوص، ولعله سبق لسان منه فما كتب مفرغ من شرح صوتي. وبين الشرك والكفر تلازم ولذلك ورد وصف الكفار بالمشركين في القرآن الكريم ، ووصف المشركين بالكفار قال الله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة). وقال: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم) وقد جاء وصف كفرة أهل الكتاب بالشرك أيضاً كما في قوله تعالى : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون). وقال تعالى عن عموم الكفار من بني آدم: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين . وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم . ولقد أضل منكم جبلا كثيراً أفلم تكونوا تعقلون . هذه جهنم التي كنتم توعدون . اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون} والكفر الأكبر عبادة للشيطان وإشراك له فيما هو من خصائص حق الله عز وجل. وغير خاف أن الكفر وإن كان حكماً فهو يتضمن وصفاً في نفسه لأن معناه الجحود والنكران ومعناه الشرعي غير منفك عن معناه اللغوي : قال سلمة بن الخرشب الأنماري يصف فرار عامر بن الطفيل العامري: نجوت بنصل السيف لا غمد فوقه = وسرج على ظهر الرحالة قاتر خدارية فتخاء ألثق ريشها = سحابة يوم ذي أهاضيب ماطر فلو أنها تجري على الأرض أدركت = ولكنها تهفو بتمثال طائر فأثن عليها بالذي هي أهله = ولا تكفرنها لا فلاح لكافر وبين الكفر والشرك تلازم، ولذلك يطلق على المشرك أنه كافر وعلى الكافر أنه مشرك؛ لأن من أشرك بالله فقد كفر، ومن كفر بالله فقد اتخذ له نداً يطيعه من دون الله ولو كان مجرد هواه فيكون مشركاً بذلك، كما قال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} وكانت عبادتهم إياهم بطاعتهم في تحليل ما حرم الله وتحريم كما أحل الله كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن عديّ بن حاتمٍ: (أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا مّن دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يشركون} قلت: فقلت له: إنّا لسنا نعبدهم. قال: ((أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويحلّون ما حرّم الله فتحلّونه؟)). فقلت: بلى. قال: ((فتلك عبادتهم)). وكما قال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) |
الساعة الآن 10:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir