![]() |
سؤال عن قول لابن تيمية عن محركات القلوب إلى الله الثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء
قال شيخ الاسلام:
اقتباس:
|
اقتباس:
فإن ما يدفع القلب للعمل ثلاثة أمور: المحبة ، والخوف ، والرجاء فمن أحب الله أطاعه ، ومن خاف الله أطاعه، ومن رجا ثواب الله أطاعه فمن المؤمنين من يغلب عليه دافع المحبة فيطيع الله عز وجل محبة له، مع خوفه من الله ورجائه له ، لكن الذي يغلب على قلبه المحبة وصدق التقرب إلى الله عز وجل ومن المؤمنين من يغلب عليه الخوف من الله فيطيع الله خوفاً منه ، سواء خاف عقابه الدنيوي أو عقابه الأخروي فالذي يحمله غالبا على فعل الطاعات واجتناب المحرمات خوفه من الله ومن المؤمنين من يغلب عليه رجاء ثواب الله فتجد أن أكثر ما يحمله على فعل الطاعات واجتناب المحرمات هو رجاء ثواب الله وفضله والكمال أن يجمع العبد بين هذه الثلاثة ، فيطيع الله محبة له، وخوفاً منه ، ورجاء لثوابه وفضله. اقتباس:
والجمع بين هذه الثلاثة هو منهج السلف الصالح وهو الذي عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض ضلال الصوفية بالتفريق بينها وزعموا أن من يعبد الله محبة له فقط أعلى وأكمل ممن يعبد الله رجاء لثوابه أو خوفاً من عقابه ، حتى كان بعضهم يدعو: (اللهم إن كنت تعلم أني أطيعك رغبة في جنتك فاحرمني منها!!) وهذا ضلال مبين وخسران عظيم إن لم يرحمه الله لجهله وقلة عقله فإن الله أمر بسؤاله من فضله ورغب في ثوابه فمن ترك رجاء الله فقد عصى الله وحذر الله من عقابه وعذابه فمن لم يخف الله فقد عصى الله والمقصود أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الجمع بين هذه العبادات العظيمة فيعبدون الله محبة له كما وصفهم الله بقوله: (والذين آمنوا أشد حباً لله) ويعبدون الله خوفاً من عقابه كما أمرهم الله بقوله: (وخافون إن كنتم مؤمنين) وجعل صفة الرجاء فرقاناً بين المؤمنين والكافرين فقال: (وترجون من الله ما لا يرجون) ورغبهم في ثوابه وأمرهم وسؤاله من فضله فقال : (واسألوا الله من فضله) . اقتباس:
فإن من أحب الله سار إليه وتقرب إليه ، والسير إليه يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فهو سير معنوي على الصراط المستقيم الذي هو الطريق إلى المحبوب الأعظم فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إليه وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون مسارعة العبد في الطاعات ومسارعته في الكف عن المحرمات وخوفه من الله يمنعه من الانحراف عن الصراط المستقيم فلا يتعدى حدود الله وهو يخاف عقاب الله ، ورجاؤه لفضل الله يحفزه لفعل الطاعات ويؤمله لقاء الله تعالى والفوز بقربه والتنعم بعظيم ثوابه نسأل الله تعالى من فضله وبركاته. اقتباس:
الأول : كثرة الذكر ، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره فكثرة الذكر من أثر المحبة ، وهي أيضاً سبب لتحصيل المحبة وزيادتها ، كما أن الغفلة سبب لنقصها وضعفها فينبغي أن يكثر المؤمن من ذكر الله عز وجل بقلبه ولسانه ويحتسب ذلك في ما يفعله من الطاعات الأمر الثاني: تذكر نعم الله عز وجل ، فإن العبد إذا تأمل وتذكر كثرة نعم الله تعالى عليه أفضى به ذلك إلى محبة الله ، فإن النفس السوية مجبولة على محبة المنعم إليها ، وتذكر النعم والتحدث بها من أسباب شكرها ، وشكر النعم من أسباب زيادتها ، فلا يزال العبد يذكر الله ويشكره فتزداد نعم الله عليه وتتضاعف أضعافاً كثيرة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. كما أن من استمرأ الغفلة ابتلي بقسوة القلب وقلة الشكر وحلول النقم وزوال النعم نعوذ بالله من زوال نعمته وفجاءة نقمته وتحول عافيته . وبيَّن رحمه الله أيضاً أسباب زيادة الخوف من الله في القلب فإذا تأمل العبد آيات الوعيد العظيمة وأهوال يوم القيامة بل إذا تأمل وحشة القبر علم أنه إذا لم يصلح الله له عمله خاب وخسر وشقي الشقاء العظيم وتدبر آيات الوعيد يزيد الخشية من الله في قلب العبد المؤمن ويغسل الران ويذهب القسوة ويزجر عن المعصية ويحض على التذلل لله وحسن التأدب معه جل جلاله وهذا هو العلم النافع (إنما يخشى الله من عباده العلماء) |
الساعة الآن 07:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir