معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: ما المقصود بمراتب الدعوة؟ وهل هي على حسب الحال أم بالتدرج؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35692)

ساجدة فاروق 13 صفر 1430هـ/8-02-2009م 01:02 AM

سؤال: ما المقصود بمراتب الدعوة؟ وهل هي على حسب الحال أم بالتدرج؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في شرح الدرس الأول لشرح متن ثلاثة الأصول في شرح ابن عثيمين رحمه الله:
اقتباس:

(13) أي: الدعوةُ إلى ما جاءَ بِهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ شريعةِ اللَّهِ تَعَالَى على مَرَاتِبِها الثلاثِ أو الأربعِ التي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في قَوْلِهِ:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
ما المقصود بمراتب الدعوة؟
وهل هي على حسب الحال أم بالتدرج؟

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1430هـ/8-02-2009م 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساجدة فاروق (المشاركة 17616)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في شرح الدرس الأول لشرح متن ثلاثة الأصول في شرح ابن عثيمين رحمه الله:
اقتباس:

(13) أي: الدعوةُ إلى ما جاءَ بِهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ شريعةِ اللَّهِ تَعَالَى على مَرَاتِبِها الثلاثِ أو الأربعِ التي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في قَوْلِهِ:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
ما المقصود بمراتب الدعوة؟
وهل هي على حسب الحال أم بالتدرج؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لفظ المراتب يوحي بالترتيب ، والدعوة لها مراتب بعضها مقدم على بعض
فمن كانت تجدي معه الموعظة الحسنة لا يحسن أن يجادَل ، لأنه مستجيب منقاد للحق ليس لديه شبهة تمنعه من الانقياد له
وأما من كانت لديه شبهة صدته عن الحق وهو مقتنع بها فهذا ينتقل معه إلى مرتبة المجادلة بالتي هي أحسن
وأما الظالمون المعتدون الذين لا يليق بهم إلا الغلظة والشدة فيغلظ عليهم
وكذلك بعض من يرتكب المنكرات ويجاهر بها ولا يستجيب للنصح الرفيق فمثل هذا يغلظ عليه إذا كان أهل الحق في موقف قوة

والمقصود أن الدعوة لها مراتب لكل حال مرتبة تناسبها كما تدل على ذلك أدلة الشريعة

ولا يقتضي أن تكون على التدرج مطلقاً ، بل قد يقدم تلك المراتب على بعض لمصلحة شرعية تقتضيه
ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)
فبدأ بالإنكار باليد وذلك حين يكون للإنسان ولاية أو وجاهة تخوله الإنكار باليد ولم يخش فتنة أكبر .
وهذا الإنكار يختلف حاله ، فأحياناً يناسب أن يكون باللين والرفق ، وأحياناً يناسب أن يكون بالغلظة والشدة بحسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية
وإن كان الغالب أن الرفق مقدم على الشدة
والمرجع في هذا هو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه أحياناً يحسن بالداعية أن يغلظ في الخطاب ليبين للمدعو شناعة ما أقدم عليه ، كما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر في قصة صحيفة أهل الكتاب ، وكما أنكر على أسامة بن زيد في شفاعته في حد من حدود الله ، وكما انكر عليه أيضاً قتله من قال لا إله إلا الله في المعركة
حتى تمنى أسامة أنه لم يسلم إلا ذلك اليوم
وعامة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الغلظة في الإنكار تجده لبيان مراعاة حد من حدود الله ، وحرمة من حرماته
ليزجر المدعو عن ذلك ويبين له عظم شان تلك القضية.
وغالب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو استعمال الرفق واللين ولذلك فهو الأصل إلا حين تقتضي المصلحة الشرعية الغلظة والشدة

وهذا كما يجده الإنسان في تعامله مع أولاده ومن تحت يده من الصبيان ونحوهم فيجد أن بعض الأمور يناسب فيها الرفق واللين ، وبعض الأمور تقتضي الشدة والغلظة وعدم التهاون والتلطف معهم فيها ليميز أؤلئك الصبية أن بعض الأمور من الخطر عليهم اقترابها ، وليتربوا على مراعاة الحدود والحرمات.


الساعة الآن 01:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir