معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=976)
-   -   سؤال: ما المراد بالساق في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35577)

حسن تمياس 18 محرم 1431هـ/3-01-2010م 12:15 AM

سؤال: ما المراد بالساق في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}؟
 
ما المراد بالساق في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}؟

أم بدر 18 محرم 1431هـ/3-01-2010م 01:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن تمياس (المشاركة 293747)
ما المراد بالساق في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}؟

اشتداد الكرب والهول ، من قول العرب : كشفت الحرب عن ساقها ، إذا اشتدت ، وهذه الآية ليست من آيات الصفات ، وأما صفة الساق لله جل وعلا فمستفاد من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} حيث يقول ما معناه صلوات الله وسلامه عليه: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله - وفي رواية قدمه - فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : حسبي حسبي .

هكذا فهمت من الشيخ مساعد الطيار ، ووجه حديث البخاري الذي ذكره الشيخ محمد الأشقر في تفسيره بأنه في موقف آخر غير الموقف الذي ذكره الله عز وجل في الآية ، واستدل لفهمه هذا بقول ابن عباس لما فسر الآية باشتداد الأمر .
أرجو من شيخنا الفاضل توجيه ما فهمتُ.

عبد العزيز الداخل 19 محرم 1431هـ/4-01-2010م 03:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بدر (المشاركة 293748)
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن تمياس (المشاركة 293747)
ما المراد بالساق في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}؟

اشتداد الكرب والهول ، من قول العرب : كشفت الحرب عن ساقها ، إذا اشتدت ، وهذه الآية ليست من آيات الصفات ، وأما صفة الساق لله جل وعلا فمستفاد من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} حيث يقول ما معناه صلوات الله وسلامه عليه: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله - وفي رواية قدمه - فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : حسبي حسبي .

هكذا فهمت من الشيخ مساعد الطيار ، ووجه حديث البخاري الذي ذكره الشيخ محمد الأشقر في تفسيره بأنه في موقف آخر غير الموقف الذي ذكره الله عز وجل في الآية ، واستدل لفهمه هذا بقول ابن عباس لما فسر الآية باشتداد الأمر .
أرجو من شيخنا الفاضل توجيه ما فهمتُ.

هذه المسألة فيها أقوال المشهور منها قولان مأثوران عن السلف:
القول الأول: أن المراد ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي صح تفسير الآية به من حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري
وهو قول عبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ورواية عن قتادة
فأما حديث أبي هريرة فرواه الدارمي في سننه وابن أبي عاصم في كتاب السنة، كلاهما من طريق محمد بن إسحاق قال أخبرني سعيد بن يسار قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا فيقولون ننتظر إلهنا فيقول هل تعرفونه فيقولون إذا تعرف إلينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ويبقى كل منافق فلا يستطيع ان يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).
والحديث حسن الإسناد قد صرح ابن إسحاق بالتحديث عندهما، وقد صرح فيه بتفسير الآية وتلك حجة قاطعة للنزاع.
وأما حديث أبي موسى الأشعري فرواه ابن أبي عاصم في السنة من طريق علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وفيه: (فينظرون إلى الله تبارك وتعالى ، فيخرون له سجدا ، ويبقى قوم في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك ، وهو قول الله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
وأما أثر ابن مسعود فرواه عبد الرزاق وابن جرير ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والدارقطني في كتاب الرؤية.
وأما حديث أبي سعيد المشهور في الصحيحين فليس فيه تصريح بتفسير الآية به، ومع هذا فقد فسر الآية به بعض السلف لأن ذكر الساق في الآية ورد مجملاً وقد بينته السنة كما فعل البخاري في صحيحه حيث بوب باباً في كتاب التفسير باب يوم يكشف عن ساق، ثم ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري.
وقد قال بهذا القول محمد بن نصر المروزي وابن جزي في التسهيل، وابن القيم


القول الثاني: المعنى يكشف عن كرب وشدة وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ورواية عن قتادة.
وقال به الثعلبي، وابن كثير.

وهو قول تحتمله اللغة لولا ما صح من التفسير النبوي.

وكثير من مفسري أهل السنة ذكروا القولين كما فعل ابن جرير والبغوي وغيرهما مع تسليمهم وإيمانهم بما صح من أحاديث صفة الساق على ما يليق بجلال الله وعظمته.
وأما المعتزلة والأشاعرة فقد سلكوا مسلك التأويل في الآية والأحاديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وَتَمَامُ هَذَا أَنِّي لَمْ أَجِدْهُمْ [أي السلف] تَنَازَعُوا إلَّا فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ } فَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَطَائِفَة أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الشِّدَّةُ أَنَّ اللَّهَ يَكْشِفُ عَنْ الشِّدَّةِ فِي الْآخِرَةِ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَطَائِفَةٍ أَنَّهُمْ عَدُّوهَا فِي الصِّفَات ؛ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ . وَلَا رَيْبَ أَنَّ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ مِنْ الصِّفَات فَإِنَّهُ قَالَ : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ } نَكِرَةٌ فِي الْإِثْبَاتِ لَمْ يُضِفْهَا إلَى اللَّهِ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ سَاقِهِ فَمَعَ عَدَمِ التَّعْرِيفِ بِالْإِضَافَةِ لَا يَظْهَرُ أَنَّهُ مِنْ الصِّفَاتِ إلَّا بِدَلِيلِ آخَرَ وَمِثْلُ هَذَا لَيْسَ بِتَأْوِيلِ إنَّمَا التَّأْوِيلُ صَرْفُ الْآيَةِ عَنْ مَدْلُولِهَا وَمَفْهُومِهَا وَمَعْنَاهَا الْمَعْرُوفِ ؛ وَلَكِنْ كَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَجْعَلُونَ اللَّفْظَ عَلَى مَا لَيْسَ مَدْلُولًا لَهُ ثُمَّ يُرِيدُونَ صَرْفَهُ عَنْهُ وَيَجْعَلُونَ هَذَا تَأْوِيلًا ، وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ).

وأما حديث صفة القدم وقول الله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) فهو في موقف آخر.


الساعة الآن 01:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir