تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الأول
 

في قوله تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

وقع الاختلاف في مرجع الضمير في قوله تعالى : ( له) على قولين:
الأول : أنه يعود على الذكر ( القرآن) : وعليه أكثر المفسرين، ومنهم مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد وغيرهم ، ودليلهم:
1-أن الأصل عود الضمير على أقرب مذكور - وهو القرآن- إن لم يصرفه صارف
2-أن هذا التفسير يتوافق مع معاني آيات أخرى في القرآن وهو أرجح من غيره ، كقوله تعالى: ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ، وقوله تعالى: ( إنّ علينا جمعه وقرآنه) وفي هذا بيان تعهد الله تعالى بحفظه وتبليغه.

الثاني: أن مرجع الضمير للرسول صلى الله عليه وسلم، منهم : مقاتل بن سليمان، والفراء، وابن جرير ، والزمخشري والبغوي، وغيرهم .ودليلهم:
1-أن هذا الآية تتوافق مع معنى قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس) سورة المائدة
ويرد هذا القول :
أولا: أن الحجر سورة مكية، والمائدة مدنية، فلا يترجح هذا الاستشهاد.
ثانيا: أن الغاية من حفظ النبي صلى الله عليه وسلم هو لتبيلغ القرآن والدين، وبعد انتهاء المهمة النبوية اختار صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى
فالأصل هو حفظ القرآن ، وهذا رجحه الشيخ الشنقيطي رحمه الله

فوائد يوم الأحد
 

6. مقاصد التأليف في جمع القرآن:

1. تبصير طلاب العلم بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه.
2. دراسة المرويات في هذا الباب من الأحاديث والآثار وتخريجها وبيان أحكامها.
3. الرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن وثبوته ألفاظه.
وهذا المعارف من أهمّ ما ينبغي أن يعتني به طالب علم التفسير.

مباحث جمع القرآن
كلام أهل العلم في جمع القرآن مُجْمَلٌ في المباحث التالية:
1. مقدمات في جمع القرآن.
2. جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
3. كتابة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، والتعريف بكُتّاب الوحي.
4. معارضة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والعرضة الأخيرة.
5. جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
6. جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
7. كتابة المصاحف العثمانية.
8. الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
9. ترتيب السور والآيات في المصاحف.
10. مصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
11. جواب ما أشكل من الروايات والمسائل في شأن جمع القرآن.

من أجود الكتب التي أفردت في دراسة جمع القرآن :

1 - كتاب "جمع القرآن حفظاً وكتابة"، للدكتور علي العبيد، نشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
2 - وكتاب "جمع القرآن في عهد الخلفاء الراشدين" للدكتور فهد بن سليمان الرومي.
3 - وكتاب " جمع القرآن في عهد الخلفاء الراشدين"، للدكتور عبد القيوم السندي، نشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أيضاً.
4 - وكتاب " جمع القرآن دراسة تحليلية لمروياته"، للدكتور أكرم الدليمي، وهو رسالة علمية في جامعة بغداد.
5 - وكتاب "جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث" للأستاذ: محمد شرعي أبو زيد، وهو رسالة علمية

لجمع الصحابة رضي الله عنهم للقرآن نوعان :

- النوع الأول: الجمع الفردي؛ والمراد به أن يجمعه الفرد من أوّله إلى آخره في صدره حفظاً واستظهاراً، وقد جمعه بهذا المعنى جماعة من قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: عثمان بن عفان وأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت،وغيرهم.

- النوع الثاني: الجمع العام، وهو أن تكون كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا تبقى آية غير محفوظة و عدد هولاء كثير يصعب حصرهم، وتحصل الطمأنينة بحفظهم وضبطهم.

الحكمة من تأخير جمع القران الكريم في مصحف واحد الى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :
قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)ا.هـ

فوائد يوم الأحد
كلما درس طالب العلم مراحل جمع القرآن ازداد يقينا أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى قد حفظه بحفظه فلم ولن يستطيع كائنا من كان أن يزيد أو ينقص فيه حرفا ، كما يستطيع الرد على الطاعنين والمتشككين بقلب ثابت وحجة دامغة .
قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

فوائد يوم الإثنين
لابد من معرفة أن أولى مراتب جمع القرآن الكريم وأصلها هي جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم جمعا تاما محفوظا لا يتفلت ولا يختلف.

فوائد يوم الأثنين
 

معنى تأليف القرآن:
أي جمع آيات كل سورة منه ، ووضع الآيات في موضعها التي أرادها الله.
كيف كان تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر كُتَّاب الوحي بتأليف القرآن أي جمع آيات كلّ سورة منه ووضع الآيات في مواضعها التي أرادها الله، ولم يكن الوحي قد انقطع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أوحي إليه بشيء من القرآن بعث إلى بعض الكتّاب من أصحابه فكتبوا له وعيّن لهم مواضع الآيات من كلّ سورة .
الدليل:
ومما رُوي عن ابن عباس عن عثمان بن عفان أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشىء دعا بعض من يكتب له فيقول: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) ، وإذا أنزلت عليه الآيات قال: (( ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) ، وإذا أنزلت عليه الآية قال: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) ). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي .

الدرس الثاني
لم يجمع القرآن في شيء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه لامرين :
- أنه محفوظ في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وهو معصوم من ان ينساه.
-انه ما زال ينزل الوحي فهو معرض للنسخ وللزيادة لذلك لو جمعت لكان هذا عرضة لاختلاف المصاحف .
وكذلك لم تدع الحاجة لجمع القرآن فالقرآن ينزل طريا والصحابة يحفظونه .

عدد كتبة الوحي :
اختلف في عدد كتبة الوحي على أقوال :
1- ثلاثة عشر كاتبا ، ذكرهم الحافظ عبد الغني المقدسي والحافظ المزي
2- ستة عشر كاتبا ، ذكرهم علي بن الحسين المسعودي
3- ثلاثة وعشرون كاتبا ، ذكرهم عمر بن شبة النميري
4- اثنان وأربعون كاتبا ، ذكرهم الحافظ زين الدين العراقي
5- أربعة وأربعون كاتبا ، ذكرهم أبو عبدالله محمد بن علي بن حديدة الأنصاري
6- ثمانية وأربعون كاتبا ، ذكرهم الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ، غير أن أسماء بعض من ذكرهم فيه نظر .

فوائد يوم الثلاثاء
 

عبد الله بن الأرقم -رضى الله عنه-:

استكتب النبي -صلى الله عليه وسلم-عبد الله بن الأرقم؛ فكان يكتب إلى الملوك ،فبلغ من أمانته عنده أنه كان يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب ثم يأمره أن يطبقه ثم يختم لا يقرأه لأمانته عنده،( أي فضل هذا )هذا فضل الله يؤتيه من يشاء!!

وشهود العرضة هنا يحمل على واحد من ثلاثة معانٍ كلها صحيحة:

المعنى الأول: أن يكون حاضراً في المجلس الذي نزل فيه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الصحابة من يشهد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

المعنى الثاني: أن يراد به أن يكون حاضراً في ذلك الوقت في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم حضور القارئ المعتني بمعرفة ما نُسخ وما أُثبت من القرآن، وإن لم يحضر مجلس العرض؛ فيصدق عليه أنه شهد العرضة الأخيرة لمعرفته بما تضمنته من نسخ .

والمعنى الثالث: أن تكون هذه اللفظ قد رويت بالمعنى وأنَّ المراد بها عرض الصحابي قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة.