سؤال عن معنى: «تضمين الفعل»
 

التفسير وعلوم القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
في تفسير قوله تعالى: {بأييكم المفتون} وردت هذه الجملة: وإنما دخلت الباء في قوله: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} لتدل على تضمين الفعل في قوله: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} وتقديره: فستعلم ويعلمون، أو: فستُخْبَر ويُخْبَرون بأيكم المفتون. والله أعلم.
لم أفهم معنى تضمين الفعل جيدًا .. أرجو الإيضاح
بارك الله فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التضمين هو أن يُشرب اللفظ معنى لفظ آخر لم يذكر دلّ عليه الحرف الذي عُدّي به اللفظ الأول.
مثال ذلك:
قول الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} ضمّن لفظ الأكل معنى الجمع والضمّ، ولذلك عدّي بـ(إلى) فكان المعنى لا تأكلوا أموالهم وتجمعوها إلى أموالكم.
وأمّا قوله تعالى: {بأيّكم المفتون} فالمشهور فيه قولان للمفسرين:
الأول: أن الباء بمعنى (في) ، أي ستعلمون في أيّ الفريقين المفتون: في فريق المسلمين أو في فريق الكافرين.
والقول الآخر: أن المفتون بمعنى الفتون ، كالمعقول بمعنى العقل، ومنه قول كعب بن زهير:
نواحة رخوة الضبعين ليس لها .. لما نعى بكرها الناعون معقول
أي: ليس لها عقل.

وأما القول المذكور هنا وهو أن الإبصار مضمّن معنى الإخبار فهو قول له حظ من النظر، لأن الإخبار يعدّى بالباء، فكأن المعنى على هذا القول: فستبصر وتخبر ويبصون وبخبرون معترفين بأيّكم المفتون.
وأقرب منه أن يكون مضمّنا معنى اليقين لأن اليقين يتعدّى بالباء وهو ألصق بالتبصّر، فيكون تقدير المعنى بالتضمين على هذا الوجه: فستبصر وتتيقّن أنت في نفسك ويبصرون ويتيقنون بأيّكم المفتون.
والله تعالى أعلم.

جزاكم الله خيرًا