![]() |
سؤال: كيف نجمع بين قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} وبين قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)؟
أحسن الله إليكم شيخنا
في معاني لا إكراه في الدين، ذكرتم [في ثلاثة الأصول وأدلتها]: اقتباس:
جزاكم الله خيرا |
اقتباس:
والقتال المأمور به لأجل تبليغ دعوة الله تعالى وإظهار دينه، ولذلك فإنّ من كان من أهل الكتاب والمجوس وأراد أن يبقى على دينه ويسالم المسلمين ويدفع الجزية قُبلت منه الجزية ولم يقاتل، ولو كان القتال لأجل إكراهه على الدين لم يكن لقبول الجزية وجه. ومما يوضّح هذا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولم يقل: (أمرت أن أقتل الناس) وفرق كبير بين مدلول اللفظتين، فإن القتال لا يكون إلا للفئة الممتنعة ذات الشوكة، وهؤلاء الكفار المتسلطون على من في سلطانهم من الناس ويمتنعون من الدخول في دين الله والحكم بما أنزل وتبليغ دعوة الإسلام إلى من في بلدانهم ، ولذلك كانت مقاتلتهم إذا لم يستجيبوا واجبة عند القدرة حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية وهم صاغرون، ويشترط عليهم أن لا يمنعوا أحداً من الدخول في دين الله وأن لا يظاهروا على المسلمين؛ فإن أبوا عُلم أنهم إنما يريدون الصدّ عن دين الله ومنع من في سلطانهم من الدخول في الإسلام؛ فلذلك يستحقون القتال. وأما أفراد الكفار غير المقاتلين فإنهم لا يقتلون هكذا؛ لأنهم إما أن يكون في بلاد المسلمين بعهد أمان أو في بلاد الكفار التي يقدمها بعض المسلمين بعقد فلا يحلّ لهم أن يُحدثوا في تلك البلاد حدثاً من قتل أو نحوه. وإنما يجوز قتل بعض أفراد الكفار في أحوال مخصوصة كالجاسوس وشديد الأذيّة للمسلمين إذا ظُفر به في غير عهد ولا عقد أمان؛ فإنّه يُقتل بأمر الحاكم المسلم، ولو افتات أحد من أفراد المسلمين فقتله فإنّ أمره إلى الحاكم إما أن يجيز عمله أو يدفع ديته إذا كان من قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق؛ كما دفع النبيّ صلى الله عليه وسلم للمشركين دية الرجلين الذين قتلهما عمرو بن أميّة الضمري في وقت هدنة لم يكن يعلم بها، ولو كان الأمر بالقتل يتناولهما لم يكن لدفع الدية وجه. فهذا كله مما تعرف به مقاصد الأمر بقتال الكفار، وأنه ليس لأجل إكراههم على الدخول في الدين، وإنما لأجل إزالة حكم أئمة الكفر الذين يصدون عن سبيل الله. |
السلام عليكم
سؤال عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ....)) إلى آخر الحديث. فهل هذا يتعارض مع قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}؟ لأنه من ضمن الأحاديث التي يجادلنا فيها الملحدين ولا أعرف الرد المناسب؟ |
في معالم الدين:
اقتباس:
سبقت الإجابة على هذا السؤال هنا |
الساعة الآن 08:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir