سؤال: هل الجهمية مُجْمع على تكفيرهم؟
 

طائفة التجهم التي كفرت فاعل الشرك ظاهرا لكنها حكمت بإيمانه الباطن.. هل هذه الطائفة مجمع على تكفيرها أم هناك خلاف؟ وإن كان فمن اختلف فيهم؟

الجهمية الأوائل كفّار بالإجماع، وهم أتباع جهم بن صفوان، لكن صار لفظ التجهّم يطلق على من يقول ببعض ما قالوا به؛ كالمعتزلة والكلابية والماتريدية والأشعرية؛ فيتفطّن لهذا.
فإذا كان المراد بالجهمية أتباع جهم بن صفوان فلا شكّ في كفرهم، وإن كان من أوائل المعتزلة القائلين بخلق القرآن ففي تكفيرهم قولان للسلف، فإنّ هؤلاء لم يتابعوا جهماً في أقواله.
وأمّا الذين ذكرت قولهم فهم المرجئة، والإرجاء قد شاع في طوائف وهو على درجات، وأشدّه إرجاء الجهمية؛ إذ أخرجوا القول والعمل من اسم الإيمان؛ فكلّ من أقرّ بوجود الله فهو مؤمن عندهم، وعلى أصلهم يكون فرعون مؤمناً، فهؤلاء أشد الفرق إرجاء وهم كفار بالإجماع، ويليهم من المرجئة: الكرامية والأشاعرة، ثم مرجئة الفقهاء.
وأمّا من فعل الشرك ظاهراً فإن كان فعله ظاهر في الدلالة على الشرك فيحكم عليه بما ظهر من فعله إلا أن يكون رجلاً معروفاً بالإسلام وذكر ما يبيّن عذره؛ فلا يحكم عليه بالكفر حينئذ.
وأما إن كان فعله مشتبها فلا يحكم على صاحبه بالاشتباه إلا بعد التبيّن عند الحاجة إلى الحكم.