سؤال: ما هي المتون التي تنصحون بحفظها؟ وهل يغني كثرة الاطلاع عليها بين حين وآخر عن الحفظ؟
 

أحسن الله إليكم:
ما هي المتون التي تنصحون بحفظها؟ وهل يغني عن الحفظ كثرة الاطلاع عليها بين حين وآخر؟

الذي أوصي بحفظه دون تردد المتون التي تشتمل على الأدلة من الأحاديث والآثار؛ لأن الأدلة عدّة طالب العلم فإذا أحسن حفظها وفهمها أفاده ذلك كثيراً في تأصيل علمه.
وأما ما عدا ذلك فيحفظ ما يتيسر له:
فإن كان حفظ المنظومات متيسّراً له لا يجد فيه مشقة فهو أفضل، وليأخذ في كل علم بمتن يحفظه ويحسن دراسته وفهمه، ويكثر من مطالعته، فيحفظ بذلك أصول هذا العلم، ثم ما يستفيده من قراءاته المتنوعة ودراساته تكون زيادات على هذه الأصول التي حفظها.
وإن كان حفظ المتون المنثورة أيسر له حفظها.
وكثرة المطالعة والمدارسة نافعة جداً، وإذا اقترن الحفظ بحسن الفهم وجودة الاستنباط والتحليل كمّل العبد هذه المراتب، وحصّل تحصيلاً نافعاً مباركاً بإذن الله.
ومما أقترحه، وإن كانت الخيارات أمام الطالب متعدّدة وفي كلّ خير وبركة:
في العقيدة: الواسطية، أو سلم الوصول لحافظ الحكمي، أو السفارينية.
وفي أحاديث الأحكام: بلوغ المرام.
وفي أصول الفقه: مراقي السعود أو جمع الجوامع أو نظمه للسيوطي.
وفي النحو: ألفية ابن مالك فإن لم فالآجرومية.
وفي البلاغة : دروس البلاغة أو عقود الجمان.
وفي علوم الحديث: ألفية العراقي، فإن لم فالنخبة، وليعتن عناية جيدة بدراسة كتاب علوم الحديث لابن الصلاح.

وأما التفسير فأوصي فيه بدراسة تفسير مختصر يكون أصلاً للطالب يكرر قراءته ودراسته، ويضيف إليه ما يستجد من الفوائد على نسخته؛ فهذا أفضل للطالب؛ فإن بدأ بزبدة التفسير فجيّد.
والفقه كذلك؛ يأخذ مختصراً شاملاً ويحرص على قراءته وتفهّم مسائله ويكرر دراسته ويضيف إليه من الفوائد ما يستجد له.
ومن أنفع الأشياء لطالب العلم المعاصر الذي يستخدم تقنية المعلومات أن يحرص على أن يكون له في كل علم يطلبه ملف نصي يرتبه على ترتيب أبواب ذلك العلم، ويستخلص فيه المسائل والأدلة والأحكام والفوائد على هيئة كشافات تحليلية يصوغها بالطريقة التي تناسبه؛ ويضيف إليها ما يطّلع عليه من الأعمال العلمية والقراءات المنتظمة المتدرجة؛ فتنمو هذا الملفات بنماء تحصيله، ويستفيد من كثرة مطالعتها وتحسينها وتهذيب صياغتها رسوخ تلك المعلومات لديه، وهذه طريقة مجربة نافعة جداً، والله تعالى أعلم.