سؤال عن معنى: ((فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
 

لبيد بن الأعصم كان من الخزرج وهم من الأنصار ولهم مواقف في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا الخبيث قد دخل اليهودية ثم أظهر الإسلام وكان منافقاً، فلكونه كان يظهر الإسلام وهو يعمل هذا العمل الخبيث قد يُحدث إشهار أمره فتنة، كما حصلت فتنة لمّا اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبيّ بن سلول لمّا آذاه فكاد الأوس والخزرج أن يقتتلوا بينهم لولاً أن هدّأ النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بينهم ، وسكت عن حقه.

فهذا يُستفاد منه أن الساحر إذا كان له رَحِمٌ وأقارب لا يُصدقون ما يقال فيه، بل ربما يغضبون لغضبه ،ويتعصبون له؛ فإنه يُكتم أمره ولا يُظهر ، ويستعاذ بالله من شره؛ لأن الفتنة التي تكون بإظهار أمره أعظم من فتنة كتمانها؛ فالإظهار قد ينتج عنه قطيعة للأرحام وربما سفك للدماء وتباغض وتدابر بين أُسر كانت مؤتلفة متوادّة ، وهذا قد يكون أعظم ضرراً من السحر الذي يمكن التحرز منه بالتعويذات الشرعية والرقى النافعة.
لكن إذا وجد دليل بيّن ، وأمكن أن يُحال أمر الساحر إلى الحاكم بطريقة لا تؤدّي إلى قطيعة أرحام فهو أولى.