![]() |
سؤال عن تفسير السعدي لقوله تعالى: {وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة نوح قوله: اقتباس:
|
اقتباس:
تفسير السعدي هاهنا فيه نظر، ولعله أراد الهروب من إشكال كيف يدعو النبي على قومه بالإضلال وهو قد جاء لهدايتهم، ولعل منشأ الإشكال أن السعدي رحمه الله ذهب إلى أن الذين أضلوا هم الرؤساء كما في تفسيره لأول الآية: ( {وقد أضلوا كثيراً} أي: وقد أضل الكبار والرؤساء بدعوتهم كثيراً من الخلق. والصواب أن الإضلال صادر من الرؤساء والمرؤوسين و{كثيراً} بيان لكثرة صدور هذا الفعل منهم، ونوح عليه السلام قد أسند الفعل إليهم كلهم. فالكبراء أضلوا بأمرهم العامة بألا يتبعوا نوحاً عليه السلام، والعامة شاركوا في الإضلال بالموافقة والمتابعة فأضل بعضهم بعضاً بتلك المتابعة، ولا شك أن من العامة من إذا رأى تتابع الناس على أمر تابعهم عليه، فصاروا كلهم ظالمين مضلين. فوقع منهم إضلال لبعضهم، وعاد عليهم إضلالهم بأن ضلوا بالموافقة والمتابعة، حتى الكبراء لما وافقهم العامة زادوا ضلالاً وطغياناً. فدعاء نوح - عليه السلام - عليهم لظلمهم وإضلالهم؛ فمن أضل غيره يناسب أن يعاقب بأن يضلَّ هو. والله تعالى أعلم. |
الساعة الآن 10:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir