سؤال: هل الحمد يكون باللسان فقط أم بالقلب واللسان معاً؟
 

إذا كان الحمد باللسان فقط فهل إذا أنعم الله علي بنعمة ثم قلت: الحمد لله لا يجب أن يكون الحمد بالقلب بل باللسان فقط؟

بل يجب أن يكون الحمد بالقلب واللسان، ومن حمد الله بلسانه وهو غير معتقد الحمد بالقلب فهو منافق، لكن كلام العلماء الذين قالوا: إن الحمد يكون باللسان كان في معرض بيان الفرق بين الحمد والشكر، واختلفت منطلقاتهم في التفريق؛ فمنهم من نحى المنحى اللغوي المجرّد؛ فقالوا: الحمد يكون باللسان والشكر يكون بالعمل؛ ولم يتطرّقوا لصحّة صدور الحمد من العبد لاقتصارهم على التفريق اللغوي، وإلا فإن الحمد باللسان وإن صح تسميته حمداً لغةً؛ فإنه لا يصحّ شرعاً ولا ينفع صاحبه إلا إذا كان عن اعتقاد صادق من القلب بأنه الله تعالى مستحق للحمد.
ومن أحسن من فرّق بين الحمد والشكر ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين إذ قال: (والفرق بينهما : أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه ، وأخص من جهة متعلقاته ، والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب .
ومعنى هذا: أن الشكر يكون : بالقلب خضوعا واستكانة ، وباللسان ثناء واعترافاً ، وبالجوارح طاعة وانقيادا.
ومتعلقه: النعم دون الأوصاف الذاتية ، فلا يقال : شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه ، وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله.
والشكر يكون على الإحسان والنعم ، فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس ، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس ، فإن الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب واللسان)ا.هـ.