![]() |
سؤال عن طبقات حجب القلب ومنها: الغيم والغين
اقتباس:
|
اقتباس:
هذه طبقات من الحجب تعتري القلب، وهي متفاوتة جداً ؛ فأشدّها الرّين وهو الحجاب الكثيف الذي يطبع به على القلب فلا يفقه، والعياذ بالله، وهذا خاصّ بالكفار، فلا يران على قلب المسلم ما دام معه إسلامه. وأخف منه الغيم، وهو غشاء يعتري القلب يحصل بسببه غفلة ونسيان وهذا يكون لبعض المسلمين عقوبة على بعض معاصيهم أو غفلتهم الشديدة عن ذكر الله، وقد يكون بسببه غفلة تودي بصاحبها إلى فعل معصية من المعاصي لضعف الإيمان ووجود الغيم على القلب الذي يمنعه من ملاحظة رؤية الله له عند اقترافه لتلك المعصية. وأخف من هذا وألطف "الغين" ، وهذا يقع للمقرّبين والأنبياء أيضاً كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة). وهي شيء يتغشّى القلب لكن لا يكون معه اتباع للباطل ولا تصديق به، وإنما يكون هذا لمن اعتاد الذكر الكثير واستنار قلبه استنارة عظيمة ثم غفل عن شيء من الذكر أو بعض الطاعات فيتغشّى القلبَ غشاء لطيف يغين عليه ، كما أنّ الشيء المنير إذا كان شديد الإنارة ثم ضعفت إنارته قليلاً ظهر أثر ذلك عليه مع بقائه منيراً. وهذه الأغشية هي من علم الغيب الذي نؤمن به ونحسّ ببعض آثاره وهو من شأن الأرواح كما روى الطبراني في الأوسط أن عمر بن الخطاب سأل عليّ بن أبي طالب: (ممَّ يذكر الرجل؟ ومم ينسى؟). فقال علي: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علت عليه سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء، وبينا الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسي، إذ تجلت عنه فذكر)) ). وقد حسنه الألباني رحمه الله. |
الساعة الآن 03:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir