![]() |
سؤال عن الحكمة من إجابة دعاء بعض المشركين؟ وهل يجاب دعاء المشرك المضطرّ إذا أشرك بالله في دعائه؟
السلام عليكم
الكلام التالي مقتبس من شرح الشيخ صالح آل الشيخ. الاقتباس يتعلق في مسألة إجابة دعوة المشرك: اقتباس:
اقتباس:
قال جلا وعلا: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾. "دعاه" الهاء يعود الى رب العالمين. فإجابة المضطر تكون لمن دعا "الله" عز وجل في حالة الاضطرار ولهذا الآية ليست مطلقة وإنما الإجابة محصورة فقط لمن دعا "الله" في حالة اضطراره. هذا الذي يظهر لي والله أعلم. 1. "والله جل وعلا أطلق إجابة المضطر"، ممكن أحدكم يوضح لماذا ذكر الشيخ بأن الآية مطلقة؟ 2. هل الله عز وجل يجيب دعاء المشرك المضطر الذي دعا غير الله في حالة اضطراره؟ وجزاكم الله خيرا |
اقتباس:
وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)} فكان من شأن العرب أنهم يدعون الله في الكرب مخلصين له الدين، والله تعالى يجيب من يشاء منهم، وإجابتهم ليست دليلاً على صلاحهم، فإن المشرك لا حجة له. وكلام الشيخ حفظه الله هو في جواب شبهة قد يدلي بها بعض المشركين الذين يدعون الأولياء وغيرهم بأنهم يدعون الله متوسلين إليه بالولي فيستجاب لهم. ومنهم من يدعو الولي فيستجاب له. وهذا ليس دليلاً على أنهم على الحق، وإنما هي فتنة لهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أنه يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت، ويفتن أتباعه بأن تكون أرضهم مخصبة وماشيتهم سمينة، ومن يكفر به تمحل أرضهم وتهزل مواشيهم. وهذا كله من الفتنة، فالأحكام إنما تؤخذ من الكتاب والسنة، والله تعالى أخبر أنه يبتلي عباده ويمتحنهم، وأوجب إفراده بالعبادة وجوباً واضحاً لا لبس فيه فقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وأخبر أن من أشرك معه أحداً في عبادته فهو مشرك كافر مخلد في النار. فمن آمن بكلام الله تعالى ثم أتته مثل هذه الفتنة علم أنها فتنة وأن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، وأن دعاء غير الله شرك وضلال بعيد، وكفر مبين. وأما المفتون فيستدل بهذه الفتن على صحة الشرك ويكفر بما جاء في كتاب الله، وهنا تحصل الفتنة. والمقصود أن ما يحصل للمشركين من العجائب واستجابة الدعاء ونحو ذلك كله من الفتنة لهم ولا دليل فيه على أنهم على الحق، ولما فُتن أصحاب موسى بالعجل وقال بعضهم لبعض هذا إلهكم، وكان لذلك العجل المصنوع خوار فتنهم وظنوا أنه حقّ وهارون عليه السلام بين أظهرهم وقد قال لهم: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري} فأعرضوا عن اتباع الرسول واتبعوا السامري على إفكه وباطله وما فتنهم به. فكذلك حال المشركين اليوم يعرضون عن اتباع الرسل وتصديق كلام الله جل وعلا على وضوحه وقوة بيانه في القرآن العظيم ويتبعون طواغيتهم الذين يفتنونهم ويُرونهم الأهوال والأعاجيب فتنة لهم. |
الساعة الآن 10:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir