![]() |
بحث سيرة مفسر : أبيّ بن كعب -رضي الله عنه -
أُبيّ بن كعب الأنصاري - رضي الله عنه – - اسمه ونسبه : هو : أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ، سيد القراء له كنيتان : أبو المنذر كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو الطفيل كناه بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [1] - ولادته ونشأته: من أعلام القرن الأول ، لم تحدد المصادر تاريخ ولادته ولا مكانها إلا أنه نشأ بالمدينة على اعتبار أنه مدني . - شيوخه : تلقى القرآن من رسول الله وهو رطب فكان هو معلمه صلى الله عليه وسلم . - تلاميذه : تتلمذ على يديه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فقد روى عنه بنوه محمد والطفيل ، وابن عباس زر بن حبيش وأبو أيوب وعبادة بن الصامت ، وأبو العالية الرياحي وسعيد بن المسيب وغيرهم .[2] - صفاته : عن عيسى بن طلحة قال : كان أبيّ دحداحاً –يعني ربعه - ليس بالقصير ولا بالطويل . وعن عباس بن سهل : كان أبيض الرأس واللحية [3] - فضله ومناقبه : شهد العقبة الثانية وشهد بدراً والمشاهد كلها . وجمع القرآن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - واعتنى به أتم الإعتناءفعرض على النبي - عليه السلام - وحفظ عنه علماً مباركا ، وكان رأسا في العلم والعمل رضي الله عنه . [4] وقال ابن عباس : قال أبيّ لعمر : إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب . [6] وقال أنس : ( جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار : أبيّ ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد أحد عمومتي ) .[7] وكان أبيّ ممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه . قال الواقدي : ( أول من كتب لرسول الله مَقدمه المدينه أبيّ بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب : وكتب فلان ،). وكان هو وزيد بن ثابت يكتبان الوحي ويكتبان كتبه الى الناس [8] - أقوال العلماء فيه : قال فيه سيد العلماء وإمام الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم : ما رواه أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبيّ بن كعب ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) .[9] كان عمر بن الخطاب يقول :أبيّ سيد المسلمين [10] وقال معمر : عامة علم ابن عباس من ثلاثة : عمر ،وعلي ، وأبيّ .[11] وعده مسروق من أصحاب الفتيا فعن مسروق أنه قال : كان أصحاب القضاء من رسول الله ستة : عمر ،وعلي ، وعبدالله ، وأبيّ ،وزيد وأبو موسى [12] عن أبي العالية قال : كان أبي صاحب عبادة ، فلما احتاج الناس إليه ، ترك العبادة وجلس للقوم .[13] - طلبه للعلم : عن أبي المهلب ، عن أبي قال : إنا لنقرأه في ثمان ليال - يعني القرآن - . [14] كان أبيّ بن كعب من علماء الصحابة ، وكان من أعلمهم بكتاب الله تعالى ، ولعل من أهم عوامل معرفته بمعاني كتاب الله أنه كان من أحبار اليهود العارفين بالكتب القديمة وما ورد فيها . كما أنه كان من كتاب الوحي مما يجعله عالماً بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ، كما أنه عُدّ من المكثرين في التفسير الذين يعول على تفسيرهم [15] - نبذة من أخباره : عن أبيّ بن كعب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله عزوجل أعظم ؟ فقلت : الله لا اله الا هو الحي القيوم . قال : فضرب على صدري وقال : ليهنك العلم أبا المنذر .[16] وقال أبو نضرة العبدي : قال رجل منا يقال له جابر أوجويبر : طلبت حاجة الى عمر رضى الله عنه والى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر فقال : ‘ن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا الى الاخرة وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الاخرة . فقلت : ياأمير المؤمنين من هذا ؟ فقال : هذا سيد المسلمين أبيّ بن كعب . [17] عن أبي العالية قال : قال رجل لأبي بن كعب: أوصني ، قال : اتخذ كتاب الله إماما ، وارض به قاضيا وحكما ،فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم ، شفيع ، مطاع ، وشاهد لا يُتهم ، فيه ذكركم وذكر من قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبركم وخبر ما بعدكم .[18] - آثاره : سبق أن أشرنا إلى سعة علمه رضى الله عنه ومنزلته بين الصحابة الكرام في أنه كان يعد من فقهاء الصحابة ومن أصحاب القضاء والفتيا ، وعلاوة على ذلك كونه من كبار قراء الصحابة ، حيث أنه قرأ عليه الكثير من كبار الصحابة ، فعن عبد الله بن عمرو مرفوعا : استقرئوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود ، وأبي ، ومعاذ ، وسالم مولى أبي حذيفة . [19] كما أنه رُوي عنه في التفسير ، ورُوي أيضا عنه في الحديث ، فروى عنه ابن عباس قصة موسى والخضر وذلك في " الصحيحين " . وله في الكتب الستة نيف وستون حديثا [20] - نماذج من تفسيره : كان رضي الله عنه من المفسرين رواية ودراية ، ويتضح ذلك مما روي عنه في التفسير ، فعن الطفيل عن أبيه يعني أبيّ بن كعب قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : ( وألزمهم كلمة التقوى ) قال : شهادة أن لا اله الا الله .[21] وعن أبي العالية ، عن أبي في قوله تعالى : ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال : هن أربع ، كلهن عذاب ، وكلهن واقع لا محالة ، فمضت اثنتان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس وعشرين سنة ، فألبسوا شيعا ، وذاق بعضهم بأس بعض ، وبقي ثنتان واقعتان لا محالة : الخسف والرجم .[22] - وفاته : اختلف في تاريخ وفاته رضي الله عنه : فقيل أنه توفي سنة 22 من خلافة عمر . وقيل أنه توفي سنة 30 من خلافة عثمان .[23] ---------------------------------------------------- [1] أسد الغابة في معرفة الصحابة/ ج 1 ص 17 [2] سير أعلام النبلاء / ج 1 ص390 [3] سير أعلام النبلاء /ج1 ص390 [4] سير أعلام النبلاء / ج1 ص390 - الإصابة لابن حجر /ج 1ص 26 [5] سير اعلام النبلاء / ج 1 ص391 [6] سير أعلام النبلاء / ج1 ص 391 [7] سير أعلام النبلاء / ج1 ص 391 [8] الاستيعاب ص68 - الإصابة ج1 ص26 [9] اسد الغابة / ج1 ص18 10] اسد الغابة / ج1 ص 17 [11] سير أعلام النبلاء/ ج 1 ص 398 [12] اسد الغابة / ج 1 ص 18 [13] سير اعلام النبلاء / ج1 ص 399 14] سير أعلام النبلاء/ ج1 ص 398 [15] التفسير والمفسرون . / كتاب الكتروني ، مرقم آليا 24 /2 . المكتبة الشاملة ). [16] الاستيعاب ص66 [17] سير أعلام النبلاء / ج1 ص 392 [18] سير أعلام النبلاء / ج1 ص 393 [19] سير أعلام النبلاء /ج1 ص 395 [20] سير أعلام النبلاء /ج1 ص 402 [21] أسد الغابة / ج 1 ص18 [22] سير أعلام النبلاء / ج 1 ص 393 [23] أسد الغابة / ج1 ص18 ................................................................ - المراجع : - سير أعلام النبلاء / للإمام محمد بن أحمد الذهبي - مؤسسة الرسالة . من موقع اسلام ويب /المكتبة الإسلامية / قسم السير والتراجم. - أسد الغابة في معرفة الصحابة/للإمام ابن الأثير - دار ابن حزم. - الاستيعاب في معرفة الأصحاب / لأبن عبد البر – تحقيق محمد البجاوي – دار الجيل (4مجلدات تم دمجها في مجلد واحد من المكتبة الوقفية ) . - الإصابة في تمييز الصحابة / للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني – المكتبة العصرية . - التفسير والمفسرون / للدكتور : محمد حسين الذهبي – كتاب إلكتروني مرقم آلياً –المكتبة الشاملة . |
الساعة الآن 02:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir