سؤال تتهرب نفسك عن الجواب عنه..
 

السلام عليكم ورحمة الله
ايها المباركون ، جال في خلدي أمر فقلت ألقيه إلى إخواني وأحبابي ولو على عجل :
وقع في نفسي ان القيامة قامت ، والناس وقوف بين يدي الله ،خشعا أبصارهم ،وجلة قلوبهم ، عراة من كل شئ إلا من فعالهم، والخلائق عنق واحد يرتجفون قائلين :يارب سلم سلم ،إذنادى منادي الله :يا طلبة العلم تقدموا ،فتقدم كل من يظن نفسه طالب علم ،ثم نودي فيمن تقدم :من كان علمه الأماني والإدعاء فليرجع ، فرجع من القوم زمرة، ثم نودي فيمن بقي :من تعلم العلم رجاء مزاحمة الأقران ، والتفوق على الخلان ، وتحصيل الشواهد ، والسير على العوائد،فليرجع .فذلت رقاب ، وارتفع العتاب،ورجع الناس زرافات وافرادا ، ولم يبق إلا نفر قليل فنادى فيهم منادي الله :لايبق هاهنا إلا من عمل بما علم فارتجفت الأفئدة ، ولانت الجلود من شدة الخشية ، فما بقي من القليل إلا قليل ، وإذاالصيحات مرتفعة:ماأغنى عني ادعائيه ،هلك عني علميه ،(وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا )، عظم الخطب إذا ،وظن الناس بأنفسهم سوءا ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فسمع الناس مناد ينادي (من كان محبا لهؤلاء فليقبل فإن المرء مع من أحب ) فانبسطت أسارير الوجوه بعد تمعر ،وعاد الأمل بعد إياس . ثم نادى منادي الله (من جلس مع هؤلاء ساعة من ليل او نهار فليقبل،فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم )فاقبل الناس زمرا مهللين مكبرين ، ثم سمع الناس كلام الجبار (إن رحمتي سبقت غضبي) (أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ) فحينئذ لاتسل عن الفرحة ، ويالله ماأعظم قول نعم بعد قول لا.
سألت نفسي من أي الطوائف ستكون ؟
فأقسم أن العلم لا أدعيه ، والعمل مقصر فيه وإن كنت أرتجيه ، أما الإخلاص فعزيز، وأنى لمثلي به وان كنت أبتغيه .فلم يبق إلا حبكم يا طلبة العلم ويا أهل العلم ، ولم يبق إلا سعة رحمة الله ..والمعول على كرم الله وفضله , والرجاء في ساعة جلسناها معكم نبتغي بركة مجالسكم . على ان النفس مشتاقة ان تكون مع الاوائل .اللهم إني أبرا من الحول والقوة إلا بك .
فهلا سألت نفسك اخي , وأخيتي من أي الطوائف عساك تكون أو عساك تكونين ؟