![]() |
صفحة الطالبة: الحياة عقيدة
التطبيق الأول : طالبة العلم : الحياة عقيدة
يلحظ القاري أن المؤلف - رحمه الله - أشار في مقدمة رسالته إلى ثلاثة أشياء: 1- المقصد ( أو الهدف أو الغاية ) : راحة القلب و الحياة الطيبة في هذه الدار وفي دار القرار 2- وعن رؤية : وهي أن الإيمان هو الأصل لتحصيل تلك الغاية ، وأشار إليها في قوله : " لا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين"أ.هـ 3- ورسالة : ما هي السعادة كلها ؟ وكيف تتحقق ؟ وما هي الشقاوة كلها؟ وكيف نحذرها؟ واعتمد المؤلف لتقريب عماده وسناده بعقد مقارنة بين نوعين من البشر : 1- مؤمن بر عاملٌ بمقتضى إيمانه 2- وكافر ، فاجر ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان وذكر جملة من الأسباب لتحصيل المطلوب ومنها : 1- الإيمان والعمل الصالح : وسناده قوله تعالى : "( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)". 2- الإيمان والصبر : فالمؤمن يتميز بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه وسناده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (رواه مسلم.). 3- المؤمن ثابت القلب مطمئن النفس الإيمان ،وفاقد الإيمان بعكس هذه الحال فهو لا يرجوا ثوابا ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه وسناده قوله تعالى :(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) (سورة النساء: آية 104). 4- المؤمن يحصل له من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف وسناده قوله تعالى: " (واصبروا إن الله مع الصابرين (سورة الأنفال: آية 46) 5- الإحسان والصدقة عن إخلاص واحتساب.. وسناده قوله تعالى : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) (سورة النساء: آية 114). 6- العبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك، ويستسلم للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره ، ويرضى ويسلم وسناده قوله صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (رواه مسلم.) 7- الإكثار من ذكر الله قال تعالى.. وسناده قوله تعالى : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (سورة الرعد: آية 28) 8- اغتباط العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها وسناده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) (رواه البخاري) 9- أن يصرف العبد فكره عن قلقه من أجل الأمور المستقبلة ،ويتكل على ربه بقلب حاضر ونية صادقة من أجل صلاح مستقبله الديني والدنيوي... وسناده حرص النبي صلى الله عليه وسلم فيما كان يدعو به: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) (رواه مسلم.). وكذلك قوله: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) (رواه أبو داود بإسناد صحيح).. 10- جهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه،وسناده قوله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (سورة الطلاق: آية 3) أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه. 11- الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن في معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بيننا وبينه علاقة واتصال؛ فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ، ليبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً ، وسناده قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) (رواه مسلم) 12- أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون تكلف مقلق، وأن تكون معاملة العبد مع الله وأن لا يرجو إلا وجه الله، وسناده قوله تعالى : (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) (سورة الإنسان: آية 9). 13- أن يتخير العبد من العمل أنفعه وأن يفقه الموازنة بين الأولويات ؛ المهم فالأهم فإذا عزم يتوكل على الله ، وسناده قوله تعالى :" فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
الساعة الآن 06:33 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir