![]() |
صفحة الطالب: أبو صهيب
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد : فهذا ما اعان الله به من تلخيص للكتاب الموسوم بالرسالة التبوكية لمؤلفه محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى. يمكن تقسيم الكتاب الى سبعة اقسام وتحت كل قسم مسائل : 1- المقدمة 2- تمهيد 3- الهجرة الى الله 4- الدافع الى الهجرة 5- الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 6- حال الاتباع وانواعهم 7- شد الرحال 1- موضوع الكتاب : المقصد من هذا المؤَلف هو بيان الهجرة الى موطن الانسان الاصلي وبيان ما يعين على ذالك لسلوك الطريق والوصول بامان والتحذير من العقبات التي تحول دون ذالك 2- المقدمة : أ- ابتدا المؤلف رحمه الله تعالى بمقدمة بديعة كعادته في استحضار المعاني البعيدة وربطها باصل الموضوع والذي شدني واستوقفني كثيرا هو وجه ربط هذه المقدمة بموضوع الكتاب وهو الهجرة وبعد تامل لاحظت انه اثناء تناوله للمقدمة بعد استدلاله بقوله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ركز على جانب منها اكثر من غيره وهو قوله تعالى{ وتعاونوا على البر والتقوى } والسر في ذالك والله اعلم انه لما كان المهاجر الى الله قد يستوحش الطريق كان لابد له من ركب يستأنس بهم ولما كان الطريق الى الله لا الى غيره كان لابد للركب من صفات تليق بالذي هم سائرون اليه يتعاونون عليها الا وهي البر والتقوي ومن لازمها عدم التعاون على الاثم والعدوان3- تمهيد : أ- الهجرة لابد لمن ارادها ان يتزود بما يعينه وكذالك الهجرة الى الله ورسوله وزادها التقوى الا انه اذا لم يسترشد بمن يدله فانه سيظل الطريق لذا بدأ المؤلف رحمه الله تعالى بلفت الانتباه الى ان الارشاد يأتي من الذي بيده الارشاد وان هذه الهجرة هي مقصد الشارع لذا اوجبها على العباد ، وان الهجرة هجرتان والمقصود هنا الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله والثانية تابعة لها4- الهجرة الى الله : أ- قال تعالى { ففروا إلى الله } :5- الدافع الى الهجرة : أ- اصل الهجرة ومحركها الحب والبغض6- الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أ- طريق سالك الهجرة شديد وعلى غير المشتاق وعِر وبعيد ح- قال تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فيه دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين وهذه الأولوية تتضمن أموراً :v أن يكون احب إلى العبد من نفسه لان الأولوية أصلها الحب فيلزم من ذالك سائر لوازم المحبة خ- قال تعالى : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } وفيها مسائل :v الهداية في طاعة الرسول لا في غيرها ، فإنها معلقة بشرط فتنتفي بانتفائه د- قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا } وفيها مسائل :v النداء باسم الإيمان إشارة إلى أنكم إن كنتم مؤمنين فالإيمان يقتضي منكم ما سيذكر ذ- قال تعالى : { المص * كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتندر به وذكرى للمؤمنين ، اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون } :7- حال الاتباع وانواعهم :v الأمر باتباع ما أنزل على رسوله والنهي عن اتباع غيره أ- حال الاتباع وحال من اتبعوهم المشتركين في الضلالة:v قال تعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه ، يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخد فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني . وكان الشيطان للإنسان خذولا }:ü كل من اتخذ خليلا غير الرسول له نصيب هذه المقالة لا محالة v قال تعالى : { يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا } :ü التمني والاعتذار لا ينفع يوم القيامة حتى لو كان تمنى طاعة الله ورسولهv قال تعالى : {....قال : ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ، كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم : ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاً من النار . قال : لكل ضعف ولكن لا تعلمون . وقالت : أولاهم لأخراهم : فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون } ب- حال الأتباع المخالفون لمتبوعيهم : :8- شد الرحال :v قال تعالى { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب . وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا . كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار } :ت- حال الأتباع السعداء وهم نوعان :ü الاتباع هو الذي ينفع لا دعوى الاتباع أ- زاد السفر وطريقه ومركبه :v زاده العلم الموروث من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلمب- تدبر آيات الله ودوام التفكر فيها: |
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم
والمشاركات حسنة نافعة وأقربها إلى الكمال مشاركة الأخت أم بدر وفقها الله لو أنها ذكرت المبحث المتعلق بتدبر القرآن وبقية المشاركات حسنة نافعة فاقت ما كنت أتوقعه ودلت على حسن إدراك وفهم. وفقكم الله جميعاً وينبغي أن يفرق بين تلخيص الكتاب وتلخيص مقاصد الكتاب فمشاركة الأخ الكريم أبي صهيب ثرية ببيان محتويات الكتاب فهي كالكشاف التحليلي له وهذه الطريقة في التلخيص نافعة جداً لكنها ليست من غرضنا في هذه المرحلة فالمقصود هو تلخيص مقاصد الكتاب ليتبين الطالب معرفته لها ويعرف ما استند إليه المؤلف في بيانها. ومقصود الرسالة الكلي هو بيان معنى الهجرة إلى الله ورسوله وآدابها وأحوال الأتباع والمتبوعين. ومراده بالهجرة إلى الله تعالى تحقيق الإخلاص في عبادة الله تعالى. ومراده بالهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم تحقيق المتابعة. وهذان الأمران هما مقتضى الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله. وهذه الرسالة القيمة تصلح مقدمة لكتابه الحافل (طريق الهجرتين وباب السعادتين) وسنأتي على قراءة هذا الكتاب في مراحل لاحقة بإذن الله تعالى. سنواصل اقتراح عدد من الرسائل حتى نتم التطبيقات المطلوبة على الدرس الأول ثم ننتقل إلى الدرس الثاني - بإذن الله تعالى -. |
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة عبارة عن وصية جامعة لما فيه صلاح الدنيا والاخرة وقد كانت جواب لمن سالها فجاءت اجابته رحمه الله تعالى مرتكزة على الجمل التي سال عنها السائل مقاصد الرسالة: 1- الوصية بالتقوى استنادا الى ما وصى به سبحانه وتعالى في قوله{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } . وبما وَصَّى به النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ إلَى الْيَمَنِ{ فَقَالَ : يَا مُعَاذُ : اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ } مع اشارة الى ان الحديث تفسير للوصية القرانية وبيان وجه كون هذه الوصية جامعة وان المقصود من الحديث ذكر السيئة وكيفية محو اثارها ثم التنبيه الى ما اخبر به الصادق المصدوق من اتباع الامتين المغضوب عليها والضالة في الوقوع في المعاصي وبيان ان الحديث فيه عاصمة من هذه القاصمة وان ذلك يشترك فيه العالم والعامي وهذا كله في بيان حق الله واما حق العباد فجماع الوصية به حسن الخلق وبيان مرتبتيه مع بيان ان التقوى هي الجامع لما سبق 2- ثم ارشد رحمه الله الى ان يَنْبُوعَ الْخَيْرِ وَأَصْلَهُ : إخْلَاصُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عِبَادَةً وَاسْتِعَانَةً استنادا لقوله تعالى: { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وقَوْلِهِ : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } وغيرها من الايات 3- ثم بين رحمه الله للسائل ان أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ يختلف فيه الناس لكن مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا وسناده في ذالك حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ : { سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ : الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ } وايضا ما رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعُهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ } ثم بين رحمه الله المعنى الواسع للذكر حتى ادخل فيه طلب العلم وجعله من افضل الاعمال بعد الفرائض ثم دل من اشتبه عليه الامر في الافضل الى الالتجاء الى الله بالاستخارة والدعاء والالحاح فيه 4- وكان جوابه رحمه الله عن ارجح المكاسب ان دله على الكسب الحقيقي حيث قال "َالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِكِفَايَتِهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ" استنادا لقول النبى صلى الله عليه وسلم ": { كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْته فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْته فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ } وَفِيمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَعَ فَإِنَّهُ إنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ } " وقوله تعالى { وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } الى غير ذالك 5- ثم بين كيف للمسلم ان ينظر الى الكسب استنادا لما رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ ان النبي صلى الله علىه وسلم قال: { مَنْ أَصْبَحَ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إلَّا مَا كُتِبَ لَهُ . وَمَنْ أَصْبَحَ وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ؟ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ } واما نوعه الذي تقوم به حياته فهذا يختلف الناس فيه فان قصد جهة فبالاستخارة ينال المطلوب 6- ثم بين رحمه الله لمستوصيه عن الكتب ان الحال يختلف ايضا من شخص لاخر باعتبارات وان جِمَاعَ الْخَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وان تكون هِمَّتُهُ فَهْمَ مَقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِر كَلَامِهِ وَإِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شيء فَلْيَدْعُ بِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ : اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } 7- ومن الكتب المصنفة ارشده الى صحيح البخاري مع غيره مما يقوم باصول العلم 8- فكانت هذه الوصية جامعة لخيري الدنيا والاخرة |
اقتباس:
نستدرك هذا ان شاء الله في الرسالة القادمة |
بسم الله الرحمن الرحيم
جمل من مقاصد الرسالة : 1- ابتدا المؤلف رحمه تعالى الرسالة ببيان حال البدن مع المرض وبيان سبب فساده وما يضعفه وبيان ما به يرجع الى طبيعته تمهيدا لالحاق ما يقرر في المحسوس بما هو المقصد من الرسالة وهو مرض القلب 2- عرف رحمه الله مرض القلب بانه نَوْعُ فَسَادٍ يَحْصُلُ لَهُ يَفْسُدُ بِهِ تَصَوُّرُهُ وَإِرَادَتُهُ وهو الم يحصل في القلب كالغيض من العدو استنادا لقول الله عز وجل { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ } { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } وان المرض يقوى بمثله ويضعف بضده وان تاثره بالمرض من ورود شهوة او شبهة اقوى من تاثر السليم تم بين سبب المرض وانه نوع جهل دون الجهل المطلق 3- ثم بين رحمه الله ان َالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى وَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ وهذا انما يكون بالقران لانه مزيل للامراض وايضا به ينمو ويتزكي وزكاته انما تكون بالتوحيد والايمان لكن هذا مع الانقطاع عما يمرضه من ترك المعاصي والفوحش وغيرها واستند في ذالك الى ايات من كتاب الله من ذالك قوله تعالى{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } وقوله : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }الى غير ذالك من الايات 4- ثم بين ان َصَلَاحُ الْقَلْبِ فِي الْعَدْلِ وَفَسَادُهُ فِي الظُّلْمِ وان العمل له اثر في القلب من نفع او ضر استنادا لقول الله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } ولقول بعض السَّلَفِ : إنَّ لِلْحَسَنَةِ لَنُورًا فِي الْقَلْبِ وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ لَظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ وَسَوَادًا فِي الْوَجْهِ وَوَهَنًا فِي الْبَدَنِ وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ وَبُغْضًا فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ 5- ثم بين ان َأَصْلُ صَلَاحِ الْقَلْبِ هُوَ حَيَاتُهُ وَاسْتِنَارَتُهُ استنادا لقول الله عز وجل { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } واردفها بكم من الايات التي تدل على المقصود 6- ثم بين رحمه الله تعالى ان العبد حتى يَنْتَفِعُ بِمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْإِيمَانِ مِنْ مَدْحِ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَذَمِّ شُعَبِ الْكُفْرِ ان يفهم النصوص التي جاء فيها الذم وبيان عيب الانسان على اساس ان المسلم داخل في الذم ايضا ومن امثلة ذالك قوله تعالى { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } و قَوْلِهِ : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } 7- ومن حياة القلب بين ان الحياء مشتق من الحياة وانه المانع له من القبائح التي تفسد القلب وانطلق في بين هذه المسئلة استندا لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ } 8- ثم بدأ بعد ذالك في بيان افة من افات القلوب الا وهي الحسد فبين معناه واقسامه وبين الممنوع منه والجائز واستطرد كثيرا في بيان الجائز منه حتى تكاد تقول ان الرسالة في بيانه والسبب في ذالك ما بينه رحمه الله من قلة من ينجوا منه 9- ثم اردف ذالك بداء العشق الذي يصيب القلب فبينه وانه يقرن غالبا بِالْفِعْلِ الْمُحَرَّمِ ثم اوضح ما يصرف الانسان عن هذا الداء من الصبر والانابة والمحبة والخوف 10- ثم ختم رسالته رحمه الله بان سائر الامراض تدفع بالصحة وصحة القلب تكون بالايمان والايمان يكون بالعلم النافع والعمل الصالح ومن ذالك لزوم الاذكار |
صفحة الطالب: أبو صهيب
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا تلخيص لمقاصد رسالة الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لمؤلفها الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السعادة وراحة القلب والطمئنة هي مطلب كل الناس ولذالك اسباب دينية وطبيعية وعملية ولا تجتمع الا للمؤمن والمؤلف رحمه الله تعالى في رسالته هذه حررها لذكر الاسباب التي تعين المسلم على تحقيق السعادة وذالك في نقاط : 1- اول الاسباب وهو العماد الايمان والعمل الصالح استنادا لقوله تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) واردفها رحمه الله تعالى ببيان ان المؤمن يستمد من هذا الايمان ما تستقيم به حياته وانه حتى الذي يحصل معه من المصائب والنوائب فان ما معه من الايمان يستثمرها ليجعلها له خيرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) على عكس غير المؤمن 2- السبب الثاني الاحسان الى الخلق قولا وفعلا وبانوع المعروف به يدفع الله الهموم والغموم عن البر والفاجر الا ان المؤمن يحصل له من الدفع اضعاف ما يحصل لغيره واستند في ذالك لقوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) 3- السبب الثالث ويشترك فيه المؤمن مع غيره مع عظم الاجر للمؤمن وهو الاشتغال بما ينفع من الاعمال او العلوم النافعة اذ انها تدفع القلق الناشئ عن التوتر وتخلي القلب من الاشتغال بما يكدر صفوها 4- السبب الرابع الاهتمام بالحاضر والانقطاع بالفكر عن الماضي والمستقبل استنادا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يستعيذ من الهم والحزن مع الجد في اصلاح حاضره مستعينا بالله لاتمامه واستند في ذالك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) 5- ومن الاسباب ايضا ذكر الله والاكثار منه وهو من اعظمها واجلها لقول الله عز وجل (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) 6- ومن ذالك التحدث بعم الله الظاهرة والباطنة لان ذالك يؤدي الى شكرها ويدفع الله بها الهم والغم 7- ومن انفع الاسباب ايضا ان ينظر الانسان الى من دونه ليعرف فضل الله عليه فتطمئن نفسه واستند في ذالك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) 8- ومن اسباب ذالك نسيان ما مضى وبعده عن القلق لما يستقبل وذالك بعظم التوكل على الله والدعاء لاصلاح ما يستقبل استنادا لفعل النبي (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) 9- السعي الى تخفيف الازمات باحتمال الاسوء والمبادرة بالفعل حسب الامكان مع الاعتماد على الله وحسن الثقة به 10- قوة القلب وعدم الالتفات الى ما يتوهم من حدوث المكاره وزوال المحاب وتندفع باعتمد القلب على الله، والتوكل عليه استنادا لقول الله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) 11- الارشاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) فيه توطين النفس على توقع ما لا تحب والنظر الى المحاب وانها تزيل الهم وتطمئن النفس على ما يفوت واستدراكه بما يجد من المحاسن 12- النظر الى قصر الحياة وان العاقل ينبغي ان يحياها فيما يسعده وعكسه مما يزيد في قصرها لانه ضد الحياة الصحيحة 13- المقارنة بين المكروه والنعم عند حصول المكروه او الخوف منه سيجد ان ما يحصل له من النعم اضعاف ما حصل له من المكاره 14- عدم الاشتغال باقوال الناس فيك خاصة السيئة منها وان ذالك يضرهم ولا يضرك الا اذا جعلتها همك 15- ان تعلم انك اسير افكارك فاجعلها فبما يعود عليك بالنفع 16- ان الا تطلب الشكر الا من الله وتعود نفسك على ذالك قال تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) 17- الالتفات الى الامور النافعة وعدم الالتفات الى ما يجلب الهموم والاكدار 18- لا تؤجل عمل اليوم الى الغد 19- اجعل من اعمالك الاهم فالاهم واستغل ما تميل اليه النفس وابتعد عما يجلب السئامة والملل وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه |
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اردنا ان نختصر هذه الرسالة بما يفي بالمطلوب يمكن ان نقول انها تفسير لقوله تعالى ( اياك نعبد واياك نستعين )وهذا هو توحيد الله تعالى بدأ رحمه الله بجملة من الايات يستدل بها على ما سيعتمده فكل جملة مما جعلها عماد لرسالته الا وسنادها في هذه الايات قدم بين يدي رسالته بمقدمة قرر فيها ان كل مخلوق حي يحتاج الى مطلوب محبوب ومعين للوصول اليه ودفع لمكروه ومعين لدفعه ثم بين ذالك من تسعة اوجه كلها ترجع الى هذا الذي قرره الوجه الاول بين رحمه الله ان ذالك من محاب الله فيطلب لانه هو المطلوب دون ما سوه ويستعان به على المطلوب لا بغيره وهذا معنى قَوْلِهِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الوجه الثاني حاجة الخلق الى التوحيد كحاجتهم واعظم الى الخلق لان به يحصل لهم الصلاح في الدنيا واللذة في الاخرة الوجه الثالث انقطاع العبد الى الله في دفع الضر وجلب النفع وهذا يفتح للعبد لذة المناجاة التي تكون احب اليه مما قصده بذالك والله عز وجل في القران يدعو عباده بهذا الوجه الى الاول الوجه الرابع الذي ينال به المطلوب محبة الله اذ ان محبة غيره وان كان فيها لذة فان ضررها اكثر وهو حاصل بوجود المحبوب او بفقده الوجه الخامس صلاح العبد في عبادة الله واستعانته وخذلانه في الاعتماد على غيره والتوكل عليه استنادا لقول الله عز وجل {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} الوجه السادس والسابع والثامن والتاسع ان الله وحده هو الذي يطلب منك لتنتفع انت بالامتثال بخلاف من دونه فانه يفعل ذالك لحاجته هو ولو كان في ذالك ضرر عليه مع عدم قدرة المطلوب على النفع الا باذن الله ولو اجتهد لتحصيل ذالك فلا يكون الا ما اراد الله وملاحظة هذا يمنعك ان ترجو المخلوق او ان تطلب منه منفعة لك ثم بين ان الذي لا يستطيع ان ينفع نفسه كيف به ان ينفع غيره ثم عاد رحمه الله ليبين ما به بدا وهو تلازم العبادة والاستعانة وحاجة الانسان لهما |
مدار الرسالة في بيان آفة التوحيد الشرك وطريق التخلص منه وبيان انحراف العباد عن التوحيد المطلوب بمجاوزة الحد في ما هو مقرر عندهم وبيان ما يحرك القلوب . ويتلخص ذالك في النقاط التالية :
1- بيان خطورة الشرك وعظم عصيان الله به استنادا لقول الله {إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ)) 2- الله عز وجل هو المستحق للعبادة لذاته و ما سواه مفتقر مقهور بالعبودية لا يصلح ان يكون إلها استنادا لعدد من الآيات من ذالك قوله تعالى {إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}. 3- بيان ان جميع العبادات لا تخرج أن تكون إما أمر ونهي ومحبة وخوف ورجاء وهذا مقتضى الإلهية وإما ان تكون تسليم وتفويض وترك الإختيار وهذا مقتضى الربوبية وكل هذا مجموع في قوله تعالى { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 4- من خلال قول الله تعالى { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قرر رحمه الله مشهدين استنادا إلى ركني الآية حيث ان أولاها حوت مشهد الإلهية وآخرها فيها مشهد الربوبية وأن الفقيه في عبودية الله هو من جمع بين المشهدين لا من طغى عليه مشهد الربوبية حتى غاب عن مشهد الإلهية أو بعضه وسبب من هذا حاله أنه عبد الله على مراده هو لا على مراد الله 5- ثم بين رحمه الله أن الشرك الذي يكفر به صاحبه نوعان شرك في الإلهية وشرك في الربوبية وأن شرك الإلهية هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين مع إقرارهم بربوبية الله حيث قال تعالى على لسانهم -{مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقال تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 6- ثم بين رحمه الله كيفية التخلص من شرك الربوبية وذالك بالنظر إلى المعطي الأول بالشكر والنظر إلى من كان سببا بالمكافئة للتخلص من تعلق القلب إلا بالمعطي الأول وهو الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم(( مَنْ أَسْدَى إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوَا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ )) ومما يقوي هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس (( وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك لَمْ يَنْفَعُوك إلَّا بِشَيْءِ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك لَمْ يَضُرُّوكَ إلَّا بِشَيْءِ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )) 7- ثم اردفه ببيان أن الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد ومثل له بما يقع منه في المحبة والخوف والرجاء وهذه الثلاثة كلما قويت عند العبد تجاه مولاه صغرت عنده تجاه غيره وطريق التخلص من هذه الآفات كلها الإخلاص لله عز وجل قال الله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} 8- ثم عقد فصلا بين فيه أن المحبة والخوف والرجاء هي التى تدفع وتحرك القلوب إلى الله تعالى وأن أقواها المحبة وهي لا تنقطع حتى في الآخرة وتلقي بالعبد في السير إلى محبوبه فإن فقدت أو ضعفت فبالذكر ومطالعة الآلاء والنعماء يتحرك والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب والرجاء يقوده |
سبق التعليق على مشاركات أم مجاهد وأم بدر وباغية الخير وفقهن الله
وإن كان بعضهن قد زاد على بعض في ذكر بعض المقاصد التفصيلية إلا إن جميع المشاركات قد أتت على أهم المقاصد التي ينبغي استذكارها جيداً - الأخت رتيل: مشاركة موفقة وسديدة ، واصلي بارك الله فيك. - الخنساء: يمكنك إرفاق الملف بعد ضغطه إذا كنت تستخدمين جداول أو رسومات بيانية لا تظهر في حقل المشاركة واصلي أداء التطبيقات وفقك الله - وليد بن عبد الله أحسنت بالتفطن للمقصد الثاني، وهو أن هذه الوسائل تحصل للمؤمنين على أكمل وجه وأيسر سبيل. مشاركة موفقة بارك الله فيك ملاحظة1: ما عبرت عنه بالأسانيد هي مقاصد، ومرادنا بالسناد ما يعتضد به المؤلف لبيان المقصد كالأدلة الشرعية والعقلية وغيرها ملاحظة 2: فاتك ذكر بعض المقاصد، آمل أن تستدرك ما فاتك عند الاختبار. - المتقية: مشاركة موفقة – واصلي بارك الله فيك. - أم أيمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مشاركة موفقة بارك الله فيك، لكن حاولي الاختصار حتى لا تستثقلي المشاركات مستقبلاً وحتى تكون هذه المهارة لك معتادة خفيفة على النفس السبب 16: سناده ما بينه المؤلف بعده، فإن الإنسان إذا أشغل نفسه بما يؤذى به من القول وسوغ لذلك الكلام أن يتملك مشاعره ضره ذلك الكلام وأثر فيه أثراً سيئاً السبب 17: أن منشأ العمل الفكرة ، فالأفكار النافعة تثمر أعمالاً نافعة، والأفكار السيئة تنتج أعمالاً سيئة، ومحاربة الفكرة وقطعها، أهون من قطع العزيمة وثنيها، وثني العزيمة أهون من قطع العمل عند بدئه ... (زدت في العبارة زيادة في الشرح والتوضيح، وإلا فإنه يكفيك أن تقولي: إن الأفكار منشأ الأعمال، مع فهمك لمدلول هذه العبارة بحيث لو احتجت لشرحها أحسنت وأجدت. - طابة مشاركة سديدة وموفقة، وأحسنت بفكرة التصنيف وهذا مثال لما يمكن القارئ القيام به من أنواع التصرف الحسن في التلخيص بما يعين على الضبط والفهم والاستذكار. وفقك الله - أبو صهيب مشاركة موفقة ووافية بالمطلوب بارك الله فيك. - طيبة مشاركة موفقة ووافية بالمطلوب وفقك الله . - أحمد حسن مشاركة حسنة موفقة ، وفقك الله - الياسمين مشاركة موفقة بارك الله فيك ملاحظة: قولك في بيان المقصد: (بيان الأسباب التي من أجلها يمكن للإنسان أن يحيى حياة سعيدة طيبة.) العبارة تحتاج إلى تحرير، فعبارة (من أجل) لا تطلق على الأسباب وإنما على الغايات والأهداف |
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصد العام للرسالة : الرسالة توضيح لسبب مخالفة الصراط المستقيم من هذه الأمة وقد ركز فيها المؤلف على طائفة دون أخرى وهم من شابه النصارى من العباد ويمكن ترتيب هذا المقصد في النقاط التالية : 1- بدأ المصنف رحمه الله هذا الفصل ببيان قوله صلى الله عليه وسلم ( الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ ) بجملة من الآيات من ذالك قوله تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} وقوله: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} وغيرها من الآيات الدالة على المقصود 2- طلب الدعاء للهداية إلى الصراط المستقيم وتكراره دليل على عدم الأمن من الانحراف عنه استنادا لقوله تعالى في سورة الفاتحة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} 3- وقوع ذالك من الأمة تأكيدا لخبر الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: ( لَتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ ؟) 4- من انحرف من علماءنا ففيه شبه من اليهود ومن انحرف من عبادنا ففيه شبه من النصارى واستند في ذالك إلى قول بعض السلف 5- من أمثلة الانحراف عن الصراط المستقيم الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم كما غلت النصارى في عيسى 6- من أشرف الأوصاف التي وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم أنه عبد لله ومن حرصه على ذالك سعيه عليه الصلاة والسلام في تحقيقه كي لا تقع أمته في الغلو فيه حيث قال للذي قال له ما شاء الله وشئت أجعلتني لله ندا وقوله (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) وغير ذالك من التحذيرات 7- الغلو في الأنبياء في هذه الأمة وقع من طائفتين ضُلال الشيعة إضافة إلى غلوهم في الأئمة وجهال المتصوفة إضافة إلى غلوهم في الصالحين 8- من توهم فِي نَبِيِّنَا أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ شَيْئًا مِنْ الْأُلُوهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جِنْسِ النَّصَارَى 9- لما بين رحمه الله أن من الأمة من وقع في ما وقعت فيه الأمم السابقة خاصة في الغلو في الأنبياء بصرف الحق المختص بالله للرسول بين رحمه هذين الحقين : 10- حق الرسول: ويكون بطاعته ومحبته وتوقيره وتعزيره ونصره وتحكيمه والرضا بحكمه وتحكيمه والرضى بحكمه والتسليم له والصلاة والسلام عليه وتقديمه على النفس والأهل والمال ورد ما يتنازع فيه إليه فهذا ونحوه هو ما يستحقه صلى الله عليه وسلم وكل مسألة استند فيها إلى آية أو حديث ومن ذالك قوله تعالى في طاعته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} إلى غيرها ن الآيات 11- حق الله :ويكون بتوحيده وإخلاص الدين له وعبادته والإستعانة به وكل ما يدخل تحت ذالك من الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ وَالْخَشْيَةِ وَالرَّجَاءِ وَالْإِنَابَةِ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ كُلُّ هَذَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وقد استند في كل مسألة إلى آية أو حديث ويجمع ذالك قوله تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وقوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} إلى غير ذالك من الآيات 12- ثم بين رحمه الله أن جميع الرسل إنما بعثوا ليبينو لقومهم حق الله وهو أن يعبدوه وحده ويجتنبوا عبادة غيره حيث قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وغيرها 13- ثم بين رحمه الله أن هذين الحقين هو تفصيل لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله اللتين هما أصل الدين فَمَا كَانَ مِنْ تَوَابِعِ الْأُلُوهِيَّةِ فَهُوَ حَقٌّ مَحْضٌ لِلَّهِ. وَمَا كَانَ مِنْ أُمُورِ الرِّسَالَةِ فَهُوَ حَقُّ الرَّسُولِ 14- ومن أسباب الجروج عن الصراط المستقيم الْخُرُوجُ عَنْ الشَّرِيعَةِ الْخَاصَّةِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ الَّذِي فِيهِ مُشَابَهَةُ الصَّابِئِينَ أَوْ النَّصَارَى أَوْ الْيَهُودِ وَهُوَ قياس فاسد ومثله من يشبه الأمر الديني الشرعي بالأمر الطبيعي البدعي لما بينهما من القدر المشترك |
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع استخراج العماد وشئ من السناد من مقدمة المرتبع الأسنى يمكن إبراز عنوان لهذه المقدمة في الجملة التالية :(علم العبد بربه وأثره في سلوكه وتعلقه به) إذا تجاوزنا مقدمة المقدمة التي احتوت على براعة استهلال يمكن تقسيم الموضوع إلى النقاط التالية : 1- أولا :علم العبد بربه من أشرف العلوم وأجلها فهو العلم الجدير بأن يشغل العبد وقته به ويقدم التضحيات لأجل الوصول إلى غايته لأنه العلم الأصل وغيره من العلوم موصلة إليههذا ما تيسر إيراده وأسأل الله الإخلاص والصواب |
أحسن الله إليكم جميعًا وبارك بكم لهذا الحرص على التعلم .
المشارَكات التي وَفَتْ بمقاصدها واستكملت أَسْنِدَتها هي مشارَكات الفضلاء : أبو إبراهيم المسلم وأبو صهيب وأبو البراء ، ومشارَكات الفاضلات : طابة وباغية الخير وأم عائشة ومسلمة ولله الحمد ، أسأل الله للجميع التوفيق والسداد . وهناك ملحظ عام وجدتُه في كل من مشارَكات الأخوات : سماء العلا وطيبة ومسلمة ولله الحمد ، حيث وقع أثناء تناولهن المقصد الثالث ( أرجح المكاسب ) ؛ فذكرن منزلة المال وأنه بمنزلة الخلاء ... إلخ ، وهذا تمثيل من شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته ، إلا أنه ينبغي للمختصِر حال اختصاره لكتاب ما أو لرسالة ما أن يُعْرِض كليا عن ذكر التمثيلات والتشبيهات المقربة للمعاني الأصلية المراد إثباتها وهذا من آكد خصائص الاختصار ، فليُتَنَبَّه له . - وليد بن عبدالله : جعلتَ للرسالة مقصدا رئيسا واحدا ، بينما هي إجابات أربع لأسئلة أربعة ، ولعل للعنوان أثر في انتحائك هذا الفهم ؛ وهو "الوصية الجامعة" . وعناوين الرسائل العلمية أحيانا تكون كاشفة لمحتواها كاملا ، وأحيانا تُوسَم الرسائل بما يغلب على هذا المحتوى لأهميته واستغراقه غالب الرسالة ، ورسالة شيخ الإسلام غالبها في المقصد الأول فكان العنوان بها ، وإلا فالرسالة لها أربعة مقاصد ليتك تستخرجها مستفيدا من سؤال السائل وفقك الله . - أبو إبراهيم المسلم : اقتباس:
- أم مجاهد : اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
- الخنساء : اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
- المتقية : لو أنكِ ذكرتِ إجابة شيخ الإسلام على السائل عن أفضل كتاب في الحديث وهو صحيح البخاري لَوَفَتْ إجابتكِ وتمت مقاصدكِ جميعها وفقكِ الله وزادكِ علما وفهما . - سماء العلا : الرسالة لها أربعة مقاصد بارك الله فيكِ ، ويبدو أن العنوان التبس عليكِ كما التبس على الطالب وليد بن عبدالله ، وقد أوضحتُ ذلك أعلاه فراجعيه . ولو وضعتِ عند كل مقصد رقمَهُ واختصرتِ قليلا لَتَمَّ تلخيصكِ وَوَفَى بالمطلوب وفقكِ الله . - الهاجرية : جعلتِ الأسئلة عِمادًا والأجوبة سِنادًا رحمكِ الله ، ولو أعدتِ كتابة المقاصد الأربع مرتبة مع ذكر سِناد كل مقصد بعده مباشرة لَوَفَى واجبكِ وتمت استفادتكِ بارك الله فيكِ . - طيبة : لو اختصرتِ أكثر عند المقصد الأول ، ونَبَّهْتِ عند المقصد الرابع ولو إشارةً إلى صحيح البخاري لَتَمَّتْ جُمَلُكِ وحَسُنَ تلخيصكِ وفقكِ الله . - أحمد حسن : لِنَتَسَلْسَلْ مع بنودك وفقك الله : رقم (1) مقصد أول أصيل في الرسالة ، أحسنت بالإتيان به . رقم (2) بيان وتوضيح للمقصد الأول ، فهو تابع لا مقصد رئيس . رقم (3) استطراد مهم داخل في المقصد الأول ، ولا ينبغي ذكره عند التلخيص . رقم (4) سناد للمقصد الأول وليس مقصد . رقم (5) هنا أتيتَ بالمقصد الثاني من الرسالة مع سناده وفقك الله . رقم (6) أصل في كل شيء وهو داخل في المقصد الثاني . رقم (7) وهذا المقصد الثالث من الرسالة ، وقد أَثْبَتَّهُ إلا أنك أغفلتَ السناد . رقم (8) ورقم (9) معًا : بيان منك للمقصد الرابع والأخير من الرسالة وفقك الله . - رشيد : لَمْ تَنُصّْ على مقاصد الرسالة ، وبالتالي فلَمْ تأتِ بأي سناد حفظك الله ، وجوابك متضمن لمقاصد ثلاث من مقاصد الرسالة الأربع ، فلو أعدتَ ما كتبتَ بالتنصيص على كل عماد مع سناده لوفيتَ بالمطلوب بارك الله فيك . - محمد حساني : لِنَتَسَلْسَلْ مع بنودك وفقك الله : رقم (1) مقصد أول رئيس ، وقد أتيتَ به مع سناده وفقك الله . رقم (2) تابع للمقصد الأول . رقم (3) مقصد ثانٍ أَثْبَتَّهُ وفقك الله . رقم (4) مقصد ثالث إلا أنه فَقَدَ أهم جُمَلِهِ وهي ( الثقة بكفاية الله وحسن الظن به في طلب الرزق ) . رقم (5) تابع للمقصد الثالث . رقم (6) مقصد رابع صحيح ، إلا أنك لَمْ تُشِر إلى صحيح البخاري حفظك الله . |
أحسن الله إليكم جميعًا وبارك بكم وسهل لكم إلى العلم خير السُّبُل وأقْوَمُها .
الفضلاء والفضليات .. أبو صهيب والمتقية وطابة وأحمد حسن جُمَلُكُم تامة وتلخيصاتكم مستوفاة وفقكم الله ، ولم أجد سوى ملاحظتين : - المتقية : اقتباس:
- أحمد حسن : اقتباس:
" وَقَالَ : { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } { الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } وَهِيَ التَّوْحِيدُ وَالْإِيمَانُ الَّذِي بِهِ يَزْكُو الْقَلْبُ فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ نَفْيَ إلَهِيَّةِ مَا سِوَى الْحَقِّ مِنْ الْقَلْبِ وَإِثْبَاتَ إلَهِيَّةِ الْحَقِّ فِي الْقَلْبِ وَهُوَ حَقِيقَةٌ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ . وَهَذَا أَصْلُ مَا تَزْكُو بِهِ الْقُلُوبُ . " أ.هـ . |
أحسن الله إليكم جميعا وبارك بكم ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح ابتغاء وجهه الكريم إنه سميع مجيب .
المشارَكات وفت بالمقصود الأول منها وهو الاستفادة من المقروء ، وقد حُزتُموه جميعًا وفقكم الله ، أما المقصود الثاني وهو مدى استيفاء المشارَكة للمطلوب فقد حازَهُ الفاضلان : أبو صهيب وطابة بارك الله فيهما ونفع بهما وزادهما علما وفهما . - وليد بن عبدالله : أحسنتَ في ذكر المقصد الرئيس من هذه الرسالة وهو تقرير توحيد الله عز وجل عبادةً واستعانةً ، وقد قرر شيخ الإسلام هذا المقصد الرئيس بوجوه تسع ظَنَنْتَها حفظك الله مقاصد ، وهي ليست كذلك ، وإنما هي استدلالات موجِبَة لتقرير المقصد الرئيس ، فَتَأَمَّلْها وفقك الله . لاحِظْ أيضا بارك الله فيك أن الوجوه التي جعلتَها مقاصد وذكرْتَ لكل منها سنادًا أن مقصودك وسنادك هما هما واحد ، إلا أن المقصد بلفظك والسناد بلفظ شيخ الإسلام ، ومعلوم أن السناد ليس هو المقصد ، وإنما هو دليل عليه أو استدلال أو تعليل له ، فلو أعدتَ صياغة التلخيص بناءً على هذا الإيضاح لَأَجَدْتَ وانتفعتَ . - طيبة : بارك الله فيكِ ذكرتِ مقدمة لمقصدٍ رئيسٍ لم تَنُصِّي عليه ، ثم تَسَلْسَلْتِ في ذكر وجوه تقرير هذا المقصد الرئيس ولَمْ تَنُصِّي عليه أيضًا ، ولو أنكِ ذكرتِ المقصد الرئيس وأوجزتِ أكثر في وجوه تقريره مع ذكر شيء من أسندة هذه الوجوه والاستغناء عن بعض التفريعات الأخيرة لَحَسُنَ تلخيصكِ وَوَفَى . - أم مجاهد : أسهبتِ في ذكر تفريعات المقدمة حفظكِ الله ، ولو اختصرتِ الوجوه بجُمل مفيدة وافية من إنشائكِ واقتصرتِ في السناد على دليل واحد لَكانَ تلخيصكِ أتم وتطبيقكِ أمثل وفقكِ الله . - أم عائشة : بارك الله فيكِ ، لو تركتِ بعض التفريعات الأخيرة لَتَمَّتْ جُمَلكِ واستكملتِ المطلوب . |
بارك الله فيكما ونفع بكما ..
أتيتما على بيان المقاصد بما يكفي ويشفي على تفاوت يسير بينكما في الاقتضاب والتفصيل. |
بسم الله الرحمن الرحيم ü الرسالة عموما تتحدث عن التوبة وأنواعها وما الذي يجوز منها وما الذي يمتع وتعلقها بأنواع الخلق ü ونذكر في هذا التطبيق النقاط الأساسية التي تأسست عليها الرسالة وما استند عليه المؤلف رحمه الله في دعم هذه المقاصد في النقاط التالية : ü بدأ رحمه الله بذكر الايات والاحاديث الدالة على التوبة والحث عليها وأغلبها هي سناد لما سيذكره من المقاصد بعد ذالك . ثم بدأ بذكر المقاصد على النحو التالي : ü التوبة نوعان واجبة ومستحبة ومراتب الناس فيها إما الاقتصار على الواجبة فيكون من الأبرار المقتصدين أو الجمع بين التوبتين فيكون السابقين المقربين أو الامتناع عنهما فيكون من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين o السناد :ü سبب عدم التوبة إما الجهل الذي يفضي إلى الضلال أو الغي الذي يفضي إلى اتباع الشهوات وهذا هو حال الأمتين اليهود والنصارى ومن شاكل شاكتهم من هذه الأمة وقد يجتمعان فيصبح البلاء قويا ويصير صاحبه مغضوبا عليه ضالا وهذا يكون كثيرا بسبب حب الرئاسة والعلو في الأرض§ استند لمجموعة من الآيات من ذالك قوله تعالى : {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم} o السناد :ü يعاقب العبد على كل من الذنبين بالآخر كما يثاب المؤمن على الحسنة بحسنة§ أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين o السناد :ü الغي كما يكون في شهوات البطون يكون أيضا في شهوات الرئاسة والكبر والعلو فالأولى تكون لأهل الإيمان ثم يتوبون وتمتنع الثانية عنهم§ أما الأولى فقوله تعالى :{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } o السناد :ü التوبة تكون مما يكون العبد قد كان عالما به وتكون مما لم يكن عالما به فإن الإنسان كثيرا ما يكون غير عالم بوجوب الشيء أو قبحه ثم يتبين له فيما بعد وجوبه أو قبحه§ قوله تعالى {وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} o السناد :ü التوبة تصقل القلب وتجليه مما عرض له من رين الذنوب§ قال سبحانه:{ إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما }قال أبو العالية قال أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب o السناد :ü التوبة من الإعتقادات أعظم من التوبة من الإرادات§ قال النبي صلى الله عليه و سلم:(( إن العبد إذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله:{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} )) o السناد تعليل وهو :ü يلزم الإنسان التوبة من الاعتقاد الفاسد لأنه معاقب عليه كما يعاقب الكفار على كفرهم§ أن من ترك واجبا يعتقد وجوبه أو فعل قبيحا يعتقد قبحه كان ذلك الإعتقاد داعيا له إلى فعل الواجب ومانعا من فعل القبيح فلا يكون في فعله وتركه ثابت الدواعي والصوارف بل تكون دواعيه وصوارفه متعارضة ولهذا يكون الغالب على هذا التلوم وتكون نفسهم لوامة o السناد :ü الاعقتاد المغفور كالخطأ والنسيان الذي لا يؤاخذ الله به هذه الأمة يتاب منه أيضا كما يتاب من غيره§ قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إليه إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم} o السناد تعليل وهو :ü التوبة من الحسنات لا تجوز عند أحد من المسلمين بل من تاب من الحسنات مع علمه بأنه تاب من الحسنات فهو إما كافر وإما فاسق وإن لم يعلم أنه تاب من الحسنات فهو جاهل ضال§ أن توبته معناها أنه رجع من الباطل إلى الحق وإن كان الله قد عفى عنه ما رجع عنه لعجزه إذ ذاك o السنادتعليل وهو :ü التوبة مما يعده المرء حسنات له وهو مقصر في فعله أو خائف من تقصيره في فعله هذه مشروعة للأنبياء والمؤمنين§ لأن الحسنات هي الإيمان والعمل الصالح فالتوبة من الإيمان هي الرجوع عنه والرجوع عنه ردة وذلك كفر والتوبة من الأعمال الصالحة رجوع عما أمر الله به وذلك فسوق أو معصيةقال تعالى:{ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين } o السناد :ü ليس في المؤمنين إلا من له ذنب من ترك مأمور أو فعل محظور§ قال تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} وقد روى عن عائشة أنها قالت يا رسول الله أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخاف فقال لا يا بنت الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه وهذا لأن الله تعالى يقول في كتابه: {إنما يتقبل الله من المتقين} o السناد :ü دعوى العصمة في المؤمنين وما يشبه ذلك هو من أقوال الغالية من النصارى وغالية هذه الأمة وابتدعها في الملتين منافقوها§ قال صلى الله عليه و سلم "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" o السناد :ü الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه ليسوا معصومين مما يتاب منه كما ادعاه قوم من أهل الكلام من المعتزلة وتوبتهم من الذنوب التي تابوا منها يرفع الله بها درجاتهم وعصمتهم هي من أن يقروا على الذنوب والخطأ فإن من سوى الأنبياء يجوز عليهم الذنب الخطأ من غير توبة والأنبياء عليهم السلام يستدركهم الله فيتوب عليهم ويبين لهم§ قال الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} o السناد :§ قال تعالى:{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد } |
بسم الله الرحمن الرحيم الرسالة عموما تتحدث عن ثلاثة أنواع من أسباب المغفرة جاءت مجموعة في حديث قدسي وكانت مقاصد الرسالة مع سنادها على النحو التالي : ü السبب الأول للمغفرة الدعاء مع الرجاء o السناد :ü الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة§ قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)). o السناد :ü من موانع اجابة الدعاء عدم حضور القلب§ قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} o السناد :ü من أسباب إجابة الدعاء الإلحاح والرجاء ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء§ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((ادعو الله و أنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ )). o السناد :ü أهم ما يسأل العبد ربه في الدعاء مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة§ جاء فى الآثار: (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال: يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي فإنى أحب أن أسمع صوته). o السناد :ü من رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه ويعوضه خيرا منها : إما أن يصرف عنه بذلك سوءا أو يدخرها له فى الآخرة أو يغفر له بها ذنبا.§ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( حولها ندندن )) يعنى حول سؤال الجنة والنجاة من النار. o السناد :ü مهما عظمت ذنوب العبد فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهي صغيرة فى جنب عفو الله ومغفرته.§ وفى المسند وصحيح الحاكم عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له فى الآخرة وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها )). o السناد :ü السبب الثانى للمغفرة الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان، وهو السحاب، وقيل: ما انتهى إليه البصر منها§ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا دعا أحد فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ )). o السناد :ü الاستغفار فى القرآن تارة يؤمر به وتارة يمدح أهله وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره§ قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( قال الله تعالى يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك )). o السناد :ü المغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله§ قوله تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}. o السناد :ü الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب هو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وإذا صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات كان داعيا قويا للاستجابة§ أن نصوص الاستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار o السناد :ü قد يكون الإصرار مانعا من الإجابة§ يروى عن لقمان أنه قال لابنه: (يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لي فإن الله ساعات لا يرد فيها سائلا). o السناد :ü من قال استغفر الله وأتوب إليه وهو مصر بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله: (وأتوب إليه)§ فى المسند من حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (( ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون )). o السناد :ü جمهور العلماء على جواز أن يقول التائب: (أتوب إلى الله) إن كان مقلعاً عن المعصية بقلبه وأن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية؛ فإن العزم على ذلك واجب فى الحال. خلافا لمن قال بعكسه§ تعليل ذالك أنه غير تائب؛ فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير كذالك. o السناد :ü أفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثنى بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة.§ ما جاء فى حديث كفارة المجلس: (أستغفرك اللهم، وأتوب إليك). o السناد :ü الإكثار من الاستغفار سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودأب الصالحين§ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (( سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) o السناد :ü دواء الذنوب الاستغفار§ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: (( ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) من رسول الله صلى الله عليه وسلم o السناد :ü من زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق بأذيال من قلت ذنوبه فالتمس منهم الاستغفار§ حديث أبى ذر مرفوعا: (إن لكل داء دواء، وإن دواء الذنوب الاستغفار). o السناد :ü من كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العدد والإحصاء فليستغفر الله مما علم§ كان عمر يطلب من الصبيان الإستغفار ويقول: (إنكم لم تذنبوا). o السناد :ü السبب الثالث من أسباب المغفرة التوحيد وهو السبب الأعظم فمن فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة.§ فى حديث شداد بن أوس عن النبى صلى الله عليه وسلم: (( أسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب )). o السناد :§ قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} |
أبو صهيب: تلخيصك وافٍ ونافع جداً، وفقك الله ونفع بك.
|
أبو صهيب: تلخيصك قيم جداً، وفقك الله وبارك فيك، وآمل أن تعتني - عند إيرادك لحديث أو أثر - بذكر من خرجه ولو رمزاً، فتعوُّدُ ذلك من طالب العلم له فوائد علمية جليلة.
|
الساعة الآن 12:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir