شيخنا الكريم آمل بيان هذه المسألة من مقدمة النكت والعيون
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في علمكم وعملكم ،،،
شيخنا الكريم ذكر الماوردي في تفسيره (( إذا جاز أن يريد معنيين بلفظين في محل واحد متغايرين لعدم التنافي بينهما جاز أن يريدهما بلفظ واحد فما وجه الجامع عنده))
فعلق عليه بعض الشراح بعد ذكر ذلك : فما وجه الجامع عنده (أي عند الماوردي) ولِمَ إذا دل لفظ على معنى يحلق به لفظ يدل على معنيين متغايرين دلالة واحدة والحكمة لا تقتضي ذلك بل تأباه وتنفيه ، والدليل على ذلك أن المجتهد بأمور في هذا اللفظ بحكم واحد مكلف طلب ما يوجب الترجيح ولو كان كما ذكرَه لحمله المجتهد بأول وهلة على الحكمين المتغايرين اللذين دل عليهما فلا إعجاز ولا فصاحة في خطاب له معنيان متنافيان.
وفقكم الله هلا تكرمتم ببيان مراد الماوردي رحمه الله وببيان مراد الشارح من كلامه.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عبارة ( فما وجه الجامع عنده) لعلها تراجع من الأصل فالأظهر أنها مقحمة أو مصحفة.
وكلام الماودري جيد ظاهر المعنى ، وقد أخطأ الشارح في موضعين:
الأول : قوله: (والحكمة لا تقتضي ذلك بل تأباه وتنفيه) فهذه دعوى مجردة .
والثاني: قوله: (فلا إعجاز ولا فصاحة في خطاب له معنيان متنافيان) ولعله غفل عن قول الماوري قبله في أن هذا الضرب في المعنيين غير المتنافيين .
فقوله: ( متغايرين) المغايرة لا تقتضي التنافي ، فليس كل متغايرين متافيين.

فإذا كان اللفظ يحتمل معنيين أو أكثر فلا مانع من إرداتهما جميعاً كما أن المعنيين قد يرادان بلفظين مختلفين في محل واحد ، ويكون كل منهما مراداً.
والمثال يوضح المقال:
في قوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} قرئ بفتح التاء وضمها ، ومعنى قراءة الفتح غير معنى قراءة الضم ، وكلاهما مراد .
وقوله تعالى: {وما هو على الغيب بظنين} وفي قراءة : (بضنين) فهذان لفظان في محل واحد لكل لفظ منهما معنى ، وكلاهما مراد .
فكذلك اللفظ الواحد الذي يحتمل معنيين لا يتنافيان ويمكن الجمع بينهما ولا يمنع من إرادتهما دليل منفصل فقد جرى صنيع المحققين من المفسرين على القول بهما إما باعتبار الأصل الجامع إن أمكنت معرفته أو باعتبار كل معنى منهما مراداً بدلالة اللفظ عليه.
مثال ذلك: قول الله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} فسر الدلوك بالزوال ، وفسر بمقاربة الغروب، وفسر بالغروب، والدلوك في اللغة يتاول هذه المعاني كلها.
وكذلك غسق الليل : فسر بغروب الشمس، وفسر بغياب الشفق وفسر باجتماع ظلمة الليل وذلك في منتصفه ، وغسق الليل يتناول هذا كله.
وقوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب} فسر الغاسق بالليل، وفسر بالقمر، وفسر بغيره، والغاسق يطلق على هذه الأشياء وغيرها، وكل غاسق فهو مراد في هذه الآية إذا وقب.
وليس في هذا تنافي بل اللفظ يتناول هذه المعاني كلها.
نعم يخرج من هذه المعاني ما لا يحتمله السياق ، وما يدل الدليل المنفصل على عدم اعتباره.

جزاك الله خير الجزاء شيخنا الكريم
وأعتذر على تأخري في الرد
لقد أوضحتم المطلوب ولكن لا زال لدي إشكال في عبارة : (فما وجه الجامع عنده) فهي من صلب كلام الشارح وهل هناك ربط بين هذا وبين ما ذكر في البحر المحيط :"أن نسبة الْمُشْتَركِ إلى جميع معانيه كنسبة العام إلى أفراده، والعام إذا تجرد عن القرائن وجب حمله على الجميع بطريق الحقيقة فكذا المُشْتَرَكُ"
بارك الله في علمكم وعملكم

إذا كانت من كلام الشارح فلا إشكال.
فيكون كلام الماوردي مستقيماً لا إشكال فيه.

المشترك اللفظي داخل في هذه المسألة لكنها غير محصورة فيها، بل يدخل فيها مشترك الأساليب أيضاً كالأساليب التي تحتمل الاستفهام والإنكار أو الإنكار والتعجب، ونحو ذلك، وكذلك المعاني المختلفة لحروف المعاني بما يحتمله السياق كما في قوله تعالى : {اقرأ باسم ربك} اختلف في معنى الباء على نحو خمسة عشر قولاً، والصحيح قبول ما يحتمله السياق منها .
وهذه المسألة محكومة بمسألة التفسير بالاحتمال اللغوي، وهل ما تحتمله الدلالة اللغوية تفسر به الآيات؟
في هذه المسألة تفصيل.

كتب الله لكم الأجر وسددكم في الدنيا والآخرة ونفع بكم شيخنا الكريم

وفقكم الله شيخنا هل لكم أن تدلوني على بعض الكتب التي عنيت بذك