رأيت كأني كنت مع الشيخ العلامة صالح آل الشيخ
 

فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رأيت كأني كنت مع الشيخ العلامة صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ و كان ينصح بالدراسة في هذا المعهد و يتكلم عن التدرج في طلب العلم؟
و أحيانا رأيت كأني في الحرام المكي.
فما تأويل هذه الرؤى؟
و هل يمكنكم أن تبينوا لنا ما هو منهاج أهل السنة و الجماعة في الرؤى؟
أفيدونا و بارك الله فيكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خيراً رأيت ، وعليك بالدراسة في المعهد فأرجو أن تنتفع به كثيراً ، وعليك بمراعاة التدرج في طلب العلم ، فربما نفسك تنازعك للمطولات قبل وقتها ، لكن الاشتغال بها قبل إحكام أصول العلم يفوّت على الطالب خيراً كثيراً.

اذكر الرؤيا تامة.

الخلاصة أن أهل السنة يعتقدون أن الرؤيا الحسنة التي يراها الرجل الصالح أنها من الله وأنها حق ، وأنها تسر المؤمن ولا تغرّه، وأنها لا تحل حراماً ولا تحرّم حلالاً، ولكنها تبشير بخير أو تحذير من شر، أو إرشاد لما ينفع ، أو مواساة لمحزون، وتسكين لخائف، وأما ما يراه الإنسان مما يفزعه أو يزيّن له المعاصي أو يقنطه من رحمة الله أو يوغر صدره على المسلمين فكل ذلك من الشيطان فيستعيذ بالله من شر ما رأى ولا يضره ذلك.
ومن العابرين من يصيب في تعبيره، ومنهم من يخطئ فمن أصاب رجي له خير بإصابته ، ومن أخطأ وهو أهل للاجتهاد رجيت له مغفرة خطئه، والأجر على اجتهاده وحرصه على نفع إخوانه، ومن تكلم في التعبير من غير معرفة فهو ظالم لنفسه ظالم لغيره.
ومن رأى ما يسره فليحمد الله وليستبشر بفضل الله ولا يدع العمل ولا يتوانى فيه ؛ فإن فعل فإنما هو من المغترّين، ومن رأى ما يكره فليستعذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ، ولينفث عن يساره ثلاثاً، وليتحول عن جنبه، ولا يخبر بها أحداً فإنها لا تضرّه ما دام متبعاً لهذا الهدي النبوي.
والرؤى يراها الصالح وغيره، ومن لم ير رؤيا فلا يقدح ذلك في إيمانه وصدقه ، ولا تدل كثرة الرؤى على فضيلة صاحبها ، وإنما يتفاضل الناس بالتقوى لا بكثرة الرؤى.
والله تعالى أعلم.