![]() |
سؤال عن فضل الصيام في شدة الحر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل، هلا تحدثنا عن فضل الصيام في شدة الحر، وطول النهار؟ جزاكم الله خيراً. |
اقتباس:
الصيام في شدة الحر له فضل عظيم فهو دليل على قوة الإيمان وشدة محبة الله تعالى وإيثار الآخرة على الأولى وقد روي عن معاذ بن جبل وعبد الله بن عمر وأبي الدرداء رضي الله عنهم أنهم ذكروا عند موتهم أنهم لم يأسوا من الدنيا إلا على ظمأ الهواجر أي: الصيام في اليوم الشديد حره. وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (صوموا يوماً شديداً حره لطول النشور، وصلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور). ونقل عن بعض نساء السلف أنهن كن يتحينَّ بصيام التطوع اليوم الشديد حره؛ لأن العمل إذا كان مؤنته ونصبه أكثر كان أجره أعظم. ولما حضرت الوفاة عامر بن عبد الله وهو من العباد الزهاد ومن خيرة التابعين بكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: (ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء). رواه ابن أبي شيبة والبيهقي وغيرهم. فالعابد لعظم يقينه بمحبة الله تعالى للعمل ورضاه به وأنه قربة إليه صار يحب العبادة محبة شديدة ولا يبالي بنصَبها، بل يجد فيه من اللذة والأنس ما لا يجده أصحاب اللهو في لهوهم؛ كما روى ابن المبارك في الزهد عن معضد أنه قال: (لولا ظمأ الهواجر وطول ليل الشتاء ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل ما باليت أن أكون يعسوبا). فجعل هذه العبادات هي معنى إنسانيته، وأنه لولاها لما كان بينه وبين الحيوان فرق. فالعزيمة على الصيام في شدة الحر من دلائل صحة الإيمان، والتذمر منه من علامات ضعف الإيمان وضعف محبة الله تعالى في قلب العبد. |
جزاك الله خيراً، وبارك في علمك وعملك.
|
الساعة الآن 01:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir