معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الرسالة التدمرية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   التشابه يكون في الألفاظ المتواطئة كما يكون في الألفاظ المشتركة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=1905)

عبد العزيز الداخل 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م 03:13 AM

التشابه يكون في الألفاظ المتواطئة كما يكون في الألفاظ المشتركة
 
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ التَّشَابُهَ يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُتَوَاطِئَةِ، كَمَا يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُشْتَرِكَةِ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُتَوَاطِئَةٍ، وَإِنْ زَالَ الِاشْتِبَاهُ بِمَا يُمَيِّزُ أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ مِنْ إِضَافَةٍ أَوْ تَعْرِيفٍ، كَمَا إِذَا قِيلَ: ( فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ) فَهُنَا قَدْ خُصَّ هَذَا الْمَاءُ بِالْجَنَّةِ، فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَاءِ الدُّنْيَا، لَكِنَّ حَقِيقَةَ مَا امْتَازَ بِهِ ذَلِكَ الْمَاءُ غَيْرُ مَعْلُومٍ لَنَا، وَهُوَ - مَعَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ مِمَّا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ - مِنَ التَّأْوِيلِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ.
وَكَذَلِكَ مَدْلُولُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِهَا، الَّتِي هِيَ حَقِيقَتُهُ، لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ.

محمد أبو زيد 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م 04:45 PM

توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس
 

(33) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
(وَلِهَذَا تَبَيَّنَ أنَّ التَّشَابُهَ يَكُونُ في الألفاظِ المُتَوَاطِئَةِ, كَمَا يَكُونُ في الألفاظِ المُشْتَرَكةِ التي لَيْسَتْ بِمُتَوَاطِئَةٍ).

الشرحُ:
أَقُولُ: هذا المَبْحَثُ المُتَعَلِّقُ بالمبحثِ السابقِ الذي كانَ سَبَبًا لضلالِ كثيرٍ من الناسِ، فالحاصلُ أنَّ شَيْخَ الْإِسْلاَمِ يقولُ: إِنَّ الألفاظَ نوعانِ:

نَوْعٌ: ألفاظٌ مُتَوَاطِئَةٌ وهي كُلِّيَّاتٌ عامَّةٌ تَصْدُقُ وتُطْلَقُ على أفرادٍ على سبيلِ المُوَافَقَةِ والمُوَاطَأَةِ على حَدٍّ سواءٍ. كالإِنسانِ الكُلِّيِّ العامِّ، فإِنَّ الإِنسانَ يُطْلَقُ على زيدٍ وعمرَ وبكرٍ على سبيلِ المُوَاطَأَةِ والمُوَافِقَةِ على حدٍّ سواءٍ.

ونوعٌ: ألفاظٌ مشتركةٌ، نحوَ: لَفْظِ "العَيْنِ"، فَلَفْظُ "العَيْنِ" يُطْلَقُ على عَيْنِ الشمسِ، وعلى عَيْنِ الرُّكْبَةِ، وعلى الذَّهَبِ، وعلى عَيْنِ الرأسِ، وعلى الماءِ النابِعِ من الأرضِ، وعلى ذاتِ الشيءِ.
ولكنْ لا عَلَى سبيلِ المُوَاطَأَةِ والمُوَافَقَةِ، بلْ على سبيلِ الاشتراكِ والمُبَادَلَةِ؛

لأَنَّ عَيْنَ الشمسِ وعَيْنَ الرأسِ وعَيْنَ الركبةِ والذَّهَبِ وذاتِ الشيءِ والماءِ النابعِ من الأرضِ ليستْ مِن أفرادِ لفظِ "العَيْنِ".
وإِنَّمَا العربُ قد وَضَعُوا لَفْظَ "العَيْنِ" لِكُلِّ هذهِ المعانِي عَلَى سبيلِ الاستقلالِ والبَدَلِيَّةِ والاشتراكِ.

محمد أبو زيد 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م 04:45 PM

التحفة المهدية للشيخ: فالح بن مهدي الدوسري
 

قولُه:
وبهذا يَتبيَّنُ أن التشابُهَ يكونُ في الألفاظِ المتواطِئَةِ، كما يكونُ في الألفاظِ المشترَكةِ التي ليست بمتواطِئَةٍ، وإن زالَ الاشتباهُ بما يُمَيِّزُ أحدَ النوعين، من إضافةٍ أو تعريفٍ، كما إذا قيلَ: فيها أنهارٌ من ماءٍ. فهناك قد خَصَّ هذا الماءَ بالجنَّةِ، فظَهَرَ الفرْقُ بينَه وبينَ ماءِ الدنيا. لكنَّ حقيقةَ ما امتازَ به ذلك الماءُ غيرُ معلومةٍ لنا. وهو مع ما أعدَّهُ اللهُ لعبادِه الصالحين مما لا عَيْنٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلْبِ بشَرٍ من التأويلِ الذي لا يَعْلَمُه إلا اللهُ. وكذلك مدلولُ أسمائِه وصفاتِه الذي يَختَصُّ بها، التي هي حقيقةٌ لا يَعلمُها إلا هو.

الشرْحُ:
يعني بهذه الأمثلةِ التي تَقدَّمَتْ في بحثِ (إنا) و (نحن) وبحثِ الوجودِ, يَتَبيَّنُ أن الاشتباهَ يكونُ في الألفاظِ المتواطِئةِ – وهي المتوافِقةُ لفظاً ومعنًى – كما يكونُ في الألفاظِ المشترَكةِ التي ليست بمتواطِئةٍ بل هي مشترَكةٌ اشتراكاً لفظيًّا فقط. ويَزولُ الاشتباهُ الحاصلُ بينَ الشيئين، ويَتميَّزُ أحدُهما عن الآخرِ بالنصِّ القاطعِ النافي للمماثَلةِ، ويَزولُ أيضاً بالتعريفِ والإضافةِ، فالمضافُ إلى الجنَّةِ يُعْرَفُ الفرْقُ بينَه وبينَ حقائقِ الدنيا بمجرَّدِ الإضافةِ إليها؛ لأن ما في الجنَّةِ أعظمُ وأكملُ مما في الدنيا.

وهكذا المضافُ إلى اللهِ يُعْرَفُ الفرْقُ بينَه وبينَ المضافِ إلى المخلوقِ بمجرَّدِ الإضافةِ؛ لأن صفاتِ العظيمِ عظيمةٌ. وكذلك التعريفُ فيَحصُلُ الفرْقُ بينَ المعلومِ المعهودِ وبينَ غيرِه بمجرَّدِ التعريفِ (بأل) وحينئذٍ فمعاني أسماءِ اللهِ وصفاتِه وما أَخبرَ به عن اليومِ الآخرِ معلومةٌ مفهومةٌ من الخِطابِ, وإن كنا نَجْهَلُ كيفيَّةَ ذلك؛ فإن حقائقَ ما وَعدَ اللهُ به في الآخرةِ داخلةٌ في قولِه تباركَ وتعالى في الحديثِ القُدْسيِّ: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)، ونَجْهَلُ حقائقَ أسماءِ اللهِ وصفاتِه؛ إذ هذا داخلٌ تحتَ قولِه تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ}.

محمد أبو زيد 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م 04:46 PM

التوضيحات الأثرية للشيخ: فخر الدين بن الزبير المحسِّي
 

التَّشَابُهُ في الألفاظِ المتواطئةِ

قولُه: (وبهذا يَتَبَيَّنُ أنَّ التَّشَابُهَ يكونُ في الألفاظِ الْمُتَوَاطِئَةِ، كما يكونُ في الألفاظِ المشترَكةِ التي ليست بِمُتَوَاطِئَةٍ، وإن زالَ الاشتباهُ بما يُمَيِّزُ أَحَدَ النوعينِ من إضافةٍ أو تعريفٍ، كما إذا قيلَ: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ } فهناك قد خُصَّ هذا الماءُ بالجَنَّةِ فظَهَرَ الفرْقُ بينَه وبينَ ماءِ الدنيا. لكنَّ حقيقةَ ما امْتَازَ به ذلك الماءُ غيرُ معلومةٍ لنا ، وهو ما أَعَدَّهُ اللهُ تعالى لعِبادِه الصالحينَ مِمَّا لا عينٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ: من التأويلِ الذي لا يَعْلَمُه إلا اللهُ، وكذلك مدلولُ أسمائِه وصِفاتِه الذي يَخْتَصُّ بها التي هي حقيقتُه لا يَعْلَمُها إلا هو) .

التوضيحُ

ومِما سَبَقَ بيانُه من صُوَرِ الاشتباهِ وأَمْثِلَةٍ لطوائفَ ضَلَّتْ في هذا البابِ يَتَبَيَّنُ أنَّ التَّشَابُهَ قد يَقَعُ في الألفاظِ الْمُتَوَاطِئَةِ التي لا يَتَعَدَّدُ معناها, مِثْلَ ألفاظِ نعيمِ الجَنَّةِ وغيرِها، وليس التَّشَابُهُ مَقْصُورًا على الألفاظِ الْمُجْمَلَةِ أو المشترَكةِ التي يَتَعَدَّدُ معناها.

ولكن يَزولُ هذا الاشتباهُ بينَ هذه الألفاظِ عندَ الإضافةِ, فإذا قالَ تعالى : {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ } اخْتَصَّت الأنهارُ والماءُ بالجَنَّةِ, فكانت حقيقةُ تلك الأنهارِ مِمَّا لا يَعْلَمُها إلا اللهُ ، وهكذا سائرُ الْغَيْبِيَّاتِ ، وكلُّ ما ذَكَرَه شيخُ الإسلامِ هنا فيه تَكرارٌ لِمَا سَبَقَ لزيادةِ التأكيدِ, كما هي طريقةُ شيخِ الإسلامِ في مُصَنَّفَاتِه.


الساعة الآن 12:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir