![]() |
85: قصيدة عبد الله بن عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ: أَشَتَّ بلَيلى هَجْرُها وبِعادُها = بما قد تُوَاتِينا ويَنْفعُ زادُها
وقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ:
يَمْدَحُ الحَوْفَزَانَ، وهو الحارِثُ بنُ شَرِيكٍ: أَشَتَّ بلَيلى هَجْرُها وبِعادُها = بما قد تُوَاتِينَا ويَنْفَعُ زَادُهَا سَنَلْهُو بلَيلى والنَّوَى غيرُ غَرْبَةٍ = تضمَّنها من رَامَتَيْنِ جِمَادُها لَيَالِيَ ليلى إذْ هِيَ الهمُّ والهَوَى = يُريدُ الفؤادُ هَجْرَهَا فيُصادُها فلمَّا رأيتُ الدارَ قَفْرًا سَأَلْتُها = فعَيَّ علينا نُؤْيُها ورَمَادُها فلم يَبْقَ إلاَّ دِمْنَةٌ ومَنازلٌ = كما رُدَّ في خطِّ الدَّواةِ مِدادُها إذا الحارِثُ الحرَّابُ عادَى قَبيلةً = نَكَاها ولم تَبْعُدْ عليه بلادُها سَمَوْتَ بجُردٍ في الأَعِنَّةِ كالقَنَا = وهُنَّ مَطَايَا لا يَحِلُّ فِصَادُها تُعَلِّقُ أضغاثَ الحَشيشِ غُواتُها = وتُسْقَى لِخِمْسٍ بعدَ عِشْرٍ مُرَادُها يُطَرِّحْنَ سَخْلَ الخيلِ في كلِّ منزلٍ = تَبَيَّنُ منه شُقْرُها ووِرَادُها لهُنَّ رَذِيَّاتٌ تَفُوقُ وحاقِنٌ = مِنَ الجُهْدِ والمِعْزَى أبانَ كُبَادُهَا كفاكَ الإلهُ إذ عَصَاكَ مَعَاشِرٌ = ضِعَافٌ قليلٌ للعدوِّ عِتادُها صُدورُهُم تَغلي عليك شَنَاءَةً = فلا حُلَّ من تلك الصدورِ قِيَادُها بأيديهم قَرْحٌ عن العَكْمِ جالِبٌ = كما بان في أيدي الأُسَارَى صِفَادُهَا قد اصفَرَّ مِن سَفْعِ الدُّخَانِ لِحَاهُمُ = كما لاحَ في هُدْبِ المُلاءِ جِسَادُهَا لِئَامٌ مُبِينٌ للعَشيرةِ غشُّهم = وقد طالَ مِن أَكْلِ الغِثَاثِ افْتِئَادُهَا فآبَ إلى عُجْرُوفَةِ باهِلِيَّةٍ = يُخَلُّ عليها بالعَشِيِّ بِجَادُهَا حُذُنَّةُ لمَّا ثابَتِ الخيلُ تَدَّعِي = بمُرَّة لم تُمْنَعْ وطارَ رُقَادُها تقولُ له لمَّا رَأَتْ خَمْعَ رِجْلِهِ: = أهذا رئيسُ القومِ؟ رادَ وِسَادُهَا رَأَتْ رَجُلاً قد لاحَهُ الغَزْوُ مُعْلِمًا = له أُسرةٌ في المَجْدِ راسٍ عِمَادُها فبَاتَتْ تُعَشِّيهِ الفَصِيدَ وأَصْبَحَتْ = يُفَزَّعُ مِن هَوْلِ الجَنَانِ فُؤَادُها وإني على ما خَيَّلَتْ لأَظُنُّها = سيأتي عُبَيْدًا بَدؤُها وعِيادُها سَيَأْتِي عُبَيْدًا راكِبٌ فيَقُودُهُ = فيَهْبِطُ أرضًا ليسَ يُرْعَى عَرَادُها فلولا وَجَاها والنِّهابُ الذي حَوَتْ = لَكَانَ على أبناءِ سَعْدٍ مَعادُها |
شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
85 وقال عبد الله بن عنمة الضبي * يمدح الحوافزان، وهو الحارث بن شريك 1 أشت بليلى هجرها وبعادها = بما قد تواتينا وينفع زادها 2 سنلهو بليلى والنوى غير غربة = تضمنها من رامتين جمادها 3 ليالي ليل إذ هي الهم والهوى = يريد الفؤاد هجرها فيصادها 4 فلما رأيت الدار قفرًا سألتها = فعي علينا نؤيها ورمادها 5 فلم يبق إلا دمنة ومنازل = كما رد في خط الدواة مدادها 6 إذا الحارث الحراب عادي قبيلة = نكاها ولم تبعد عليه بلادها 7 سموت بجرد في الأعنة كالقنا = وهن مطايا لا يحل فصادها 8 تعلق أضغاث الحشيش غواتها = وتسقى لخمس بعد عشر مرادها 9 يطرحن سخل الخيل في كل منزل = تبين منه شقرها وورادها 10 لهن رذيات تفوق وحاقن = من الجهد والمعزى أبان كبادها ـــــــــــــ (*) هي المفضلية 112. (1) في صلب ش «بما قد تواتينا، أي هذا بذاك. أي هجرها بمؤاتاتها». (2) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «جماد: أرض صلبة». (7) في هامش ش مع الإشارة إلى الأصل «سموت: ارتفعت إلى عدوك بهذه الخيل». في المفضليات «ما يحل». (8) في صلب ش «يروى: رعاتها. والأضغاث الحزم [من] الحشيش اليابس، فإن رش عليه ماء فهو رطب، بفتح الراء. وما كان رطبًا من أصله فهو بضم الراء». في المفضليات: «يعلق». «بخمس» و«مرادها» بفتح الميم. (10) في صلب ش «الكباد: داء يأخذ المعزى فيهلكها. رذيات: معيبات ساقطات». 11 كفاك الإله إذ عصاك معاشر = ضعاف قليل للعدو عتادها 12 صدورهم تغلي عليك شناءة = فلا حل من تلك الصدور قيتادها 13 بأيديهم قرح عن العكم جالب = كما بان في أيدي الأسارى صفادها 14 قد اصفر من سفع الدخان لحاهم = كما لاح في هدب الملاء جسادها 15 لئام مبين للعشيرة غشهم = وقد طال من أكل الغثاث افتئادها 16 فآب إلى عجروفة باهلية = يخل عليها بالعشي بجادها 17 خذنة لما ثابت الخيل تدعى = بمرة لم تمنع وطار رقادها 18 تقول له لما رأت خمع رجله: أهذا رئيس القوم؟ راد وسادها 19 رأت رجلا قد لاحه الغزو معلمًا = له أسرة في المجد راس عمادها 20 فباتت تعشيه الفصيد وأصبحت = يفزع من هول الجنان فؤادها 21 وإني على ما خيلت لأظنها = سيأتي عبيدًا بدؤها وعيادها 22 سيأتي عبيدا راكب فيقوده = فيهبط أرضًا ليس يرعى عرادها 23 فلولا وجاها والنهاب الذي حوت = لكان على أبناء سعد معادها ــــــــــــــ (12) المفضليات: «صدورهم شناءة فنفاسة» و«قتادها» كتبت في الأصل هنا لتقرأ بالتاء والياء. وفي المفضليات: «قتادها» بالتاء فقط. (13) في صلب ش: «الجلبة: قشرة رقيقة تعلو الجرح. أي ليس أعداؤك فرسانًا ولا ملوكًا – في النسخة فرسان وملوك – أي هم لا يضرونك. العكم: شد الأحمال، أي أعداؤك من هذا الجنس». (14) في صلب ش «أي هم أبرام يتبعون نيران الناس. الجساد: الزعفران، شبه لحاهم به». (15) في صلب ش «الغثات: المهازيل، يقال لحم غث. الافتئاد: الاشتواء». (16) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «أي يرجع إلى عجوز. بجادها: كساؤها». (17) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «حذنة: اسم قبيلة». (18) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «راد وسادها: خلي وسادها». (19) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «لاحه: غيره. راس: ثابت». (23) في هامش ش مع إشارة إلى الأصل «الوجى: وجع في الحافز». [شرح الأصمعيات: 226-227] |
الساعة الآن 02:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir