![]() |
84: قصيدة رَبيعة بن مَقْرومٍ الضَّبِّيُّ: تذكرْتَ والذكرَى تهيجُكَ زينبَا = وأصبحَ باقي وصلِها قد تَقَضَّبَا
وقالَ رَبيعةُ بنُ مَقْرومٍ الضَّبِّيُّ:
تَذَكَّرْتَ والذِّكْرَى تَهيجُكَ زينبَا = وأصبحَ باقي وصلِها قد تَقَضَّبَا وحلَّ بفَلْجٍ فالأباترِ أهلُها = وشطَّتْ فحلَّتْ غَمْرَةً فمُثَقَّبَا وطاوَعْتُ أمْرَ العاذِلاتِ وقد أُرَى = عليهنَّ أبَّاءَ القَرينةِ مِشْغَبَا فيا رُبَّ خَصْمٍ قد كَفَيتُ دِفاعَه = وقَوَّمت منه دَرْأَهُ فتَنَكَّبَا ومولًى على ضَنْكِ المَقَامِ نَصرتُه = إذَا النِّكْسُ أكبَى زَنْدُهُ فتَذَبْذَبَا وأضيافِ ليلٍ في شَمَالٍ عَريَّةٍ = قَريتُ مِنَ الكُومِ السَّدِيفِ المُرَعَّبَا ووَارِدَةٍ كأنها عُصَبُ القَطَا = تُثِيرُ عَجَاجًا بالسَّنَابِكِ أَصْهَبَا وَزَعْتُ بمِثْلِ السِّيدِ نَهدٍ مُقَلِّصٍ = كَميشٍ إذا عِطْفَاهُ ماءً تَحَلَّبَا وأَسْمَرَ خَطِّيٍّ كَأَنَّ سِنَانَهُ = شِهَابُ غضًى شَيَّعْتَهُ فتَلَهَّبَا وفِتيانِ صِدْقٍ قد صَبَحتُ سُلافَةً = إذا الدِّيكُ في جَوْشٍ مِنَ اللَّيلِ طَرَّبَا سُخَامِيَّةً صَهْبَاءَ صِرْفًا وتَارَةً = تَعَاوَرُ أيديهم شِوَاءً مُضَهَّبَا ومَشجوجةً بالماءِ يَنْزُو حَبابُها = إذا المُسْمِعُ الغِرِّيدُ منها تَحَبَّبَا وسِرْبٍ إذا غصَّ الجَبانُ برِيقِه = حَمَيْتُ إذا الداعي إلى الرَّوْعِ ثَوَّبَا ومَرْبَأَةٍ أَوْفَيْتُ جُنْحَ أَصِيلةٍ = عليها كما أَوْفَى القَطَامِيُّ مَرْقَبَا رَبيئَةَ جَيْشٍ أو رَبيئةَ مِقْنَبٍ = إذا لم يَقُدْ وَغْلٌ مِنَ القَوْمِ مِقْنَبَا فلمَّا انْجَلَى عنِّي الظلامُ دَفَعْتُها = يُشَبِّهُها الرائي سَرَاحِينَ لُغَّبَا إذا ما عَلَتْ حَزْنًا بَرَتْ صَهَوَاتِهِ = وإنْ أَسْهَلَتْ أَذْرَتْ غُبارًا مُطَنَّبَا فما انْصَرَفَتْ حتى أفاءَتْ رِماحُهم = لأعدائِهم في الحربِ سَمًّا مُقَشَّبَا مَغاويرُ لا تَنْمِي طريدةُ خيلِهم = إذ أَوْهَنَ الذُّعْرُ الجَبَانَ المُرَكَّبَا ونحنُ سَقَيْنَا من فَرِيرٍ وبُحْتُرٍ = بكلِّ يدٍ مِنَّا سِنَانًا وثَعْلَبَا ومَعْنٍ ومِن حَيَّيْ جَدِيلَةَ غَادَرَتْ = غَمِيرَةَ والصِّلَّخْمَ يَكْبُو مُلَحَّبَا ويومَ جُرَادَ اسْتَلْحَمَتْ أَسَلاتُنَا = يَزِيدَ ولم يَمْرُرْ لنا قَرْنُ أَعْضَبَا وقاظَ ابنُ حِصْنٍ عانِيًا في بُيوتِنا = يُعالِجُ قِدًّا في ذِرَاعَيْهِ مُصْحَبَا وفارِسَ مَرْدُودٍ أشَاطَتْ رِمَاحُنَا = وأَجْزَرْنَ مسعودًا ضِبَاعًا وأَذْؤُبَا |
شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
84 وقال ربيعة بن مقروم الضبي * 1 تذكرت والذكرى تهيجك زينبا = وأصبح باقي وصلها قد تقضبا 2 وحل بفلج فالأباتر أهلها = وشطت فحلت غمرة فمثقبا 3 وطاوعت أمر العاذلات وقد أرى = عليهن اباء القرينة مشغبا 4 فيا رب خصم قد كفيت دفاعه = وقومت منه درأه فتنكبا 5 ومولى على ضنك المقام نصرته = إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا 6 وأضياف ليل في شمال عرية = قريت من الكوم السديف المرعبا 7 وواردة كأنها عصب القطا = تثير عجاجًا بالسنابك أصهبا 8 وزعت بمثل السيد نهد مقلص = كميش إذا عطفاه ماء تحلبا 9 وأسمر خطى كأن سنانه = شهاب غضى شيعته فتلهبا 10 وفتيان صدق قد صبحت سلافة = إذا الديك في جوش من الليل طربا ـــــــــــــ (*) هي المفضلية رقم 113. وهناك بيت زائد بين الثاني والثالث هنا، وهو: فإما تريني قد تركت لجاجتي = وأصبحت مبيض العذارين أشيبا (2) في المفضليات: «أهلنا» وهو الصواب. (3) في صلب ش «أباء: كثير الإباء. القرينة، يعني نفسه. مشغب: كثير الشعب». (5) في هامش ش «تذبذب: لم يثبت على شيء». (6) في صلب ش «المقطع، مأخوذ من الرعب: قطع السنام». (8) في هامش ش «يعني بالعرق». وفي صلبها «مقلص: طويل القوائم. كميش: سريع». (9) في صلب ش «جعله أسمر لأنه قطع بعد يبس، فهو أصلب. شهاب: نار. غضى: شجر. شيعته: ألهبته». (10) في هامش ش «الجوش: قطعة من الليل». 11 سخامية صهباء صرفا وتارة = تعاور أيديهم شواء مضهبا 12 ومشجوجة بالماء ينزو حبابها = إذا المسمع الغريد منها تخببا 13 وسرب إذا غص الجبان بريقه = حميت إذا الداعي إلى الروع ثوبا 14 ومربأة أوفيت جنح أصيلة = عليها كما أوفى القطامي مرقبا 15 ربيئة جيش أو ربيئة مقنب = إذا لم يقد وغل من القوم مقنبا 16 فلما نجلى عني الظلام دفعتها = يشبهها الرائي سراحين لغبا 17 إذا ما علت حزنًا برت صهواته = وإن أسهلت أذرت غبارا مطنبا 18 فما انصرفت حتى أفاءت رماحهم = لأعدائهم في الحرب سما مقشبا 19 مغاوير لا تنمي طريدة خيلهم = إذا أوهن الذعر الجبان المركبا 20 ونحن سقينا من فرير وبحتر = بكل يد منا سنانًا وثعلبا 21 ومعن ومن حيي جديلة غادرت = غميرة والصلخم يكبو ملحبا 22 ويوم جراد استلحمت أسلاتنا = يزيد ولم يمرر لنا قرن أعضبا 23 وقاظ ابن حصن عانيا في بيوتنا = يعالج قدا في ذراعيه مصحبا 24 وفارس مردود أشاطت رماحنا = وأجزرن مسعودًا ضباعًا وأذوبا ــــــــــــ (11) في صلب ش «سخامية: خمرة لينة. مضهب: مقطع». (12) في صلب ش «تحبب: روى منها». (13) في صلب ش «سرب: قطيع إبل هنا. غص بريقه: من الفرق». (15) في هامش ش مع الإشارة إلى أنه أصل «الوغل: من لا خير عنده». (17) في صلب ش «إذا علت هذه الخيل متنا من الأرض برت صهوات ذلك المتن، أي قطعتها. صهواته: أعاليه. مطنب، أي كان للغبار أطناب، وهو حبال تشد بها البيوت». (19) في صلب ش «تنمي: تنجو. في الحديث:كل ما أصميت ودع ما أنميت». المفضليات «إذا أوهل». (21) المفضليات «عميرة والصلخم». (22) في صلب ش «أسلاتنا: رماحنا. لم يمرر لنا قرن أعضب، كانت العرب تتشاءم بالأغضب، وهو المكسور القرن». (23) في صلب ش «أقام القيظ. عانيا: أسيرًا. المصحب: القد الذي عليه وبره». (24) في صلب ش «أشاطت: عرضته للقتل. أجزرن مسعودًا: جعلته جزرًا للضباع والذياب». [شرح الأصمعيات: 224-225] |
الساعة الآن 11:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir