![]() |
53: قصيدة مُهلهِل بن رَبيعَة: أليلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيِري = إذا أنتِ انقَضَيت فلا تَحُوري
وقالَ مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيعَةَ:
أَلَيْلَتَنَا بِذِي حُسُمٍ أَنِيِرِي = إذَا أنْتِ انقَضَيْتِ فلا تَحُورِي فإنْ يكُ بالذِّنَائِبِ طالَ لَيْلِي = فقدْ يُبْكَى مِنَ اللَّيْلِ القَصِيرِ فلوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ = فيُخْبِرَ بالذَّنَائِبِ أيُّ زِيِرِ بيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ لَقرَّ عَيْنًا = وكيفَ لِقاءُ مَنْ تحتَ القُبُورِ فإِنِّي قدْ تَرَكْتُ بِوارداتٍ = بُجَيْرًا في دمٍ مثلِ العَبِيرِ وهمَّامَ بنَ مُرَّةَ قدْ تَرَكْنَا = عليهِ القَشْعَمَانِ مِنَ النُّسُورِ وصبَّحْنَا الوُخُومَ بيومِ سَوْءٍ = يُدَافِعْنَ الأَسِنَّةَ بالنُّحُورِ كأنَّا غُدْوَةً وبَنِي أبِينَا = بجَوْفِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُدِيرِ فلَوْلا الرِّيحُ أسْمَعَ أهلَ حَجْرٍ = صَلِيلَ البَيْضِ يُقْدَعُ بِالذُّكُورِ |
شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
53 وقال مهلهل بن ربيعة * 1 أليلتنا بذي حسم أنيري = إذا أنت انقضيت فلا تحوري 2 فإن يك بالذنائب طال ليلى = فقد يبكي من الليل القصير 3 فلو نبش المقابر عن كليب = فيخبر بالنائب أي زير ـــــــــــ (*) ترجمته: المهلهل لقب له، واسمه امرؤ القيس بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جثم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. قالوا: سمى مهلهلاً لأنه أول من هلهل الشعر، أي أرقه أو أرق المرائي. ويقال إنه أول من قصد القصيد. قال الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأول وهو خال امرئ القيس بن حجر صاحب المعلقة، وهو كذلك أخو كليب الذي هاجت بمقتله حرب البسوس. وانظر الخزانة 1: 303 – 304 والأغاني 4: 141، 148، 149 والأمالي 2: 129 والشعراء 164 – 166. جو القصيدة: قال هذا الشعر لما أدرك بثأر أخيه كليب. وجعل يذكر ما كان بينهم وبين أعدائهم من حروب وأيام تكفلت بها كتب أيام العرب. تخريجها: هي في الأوربية برقم 33. وقصيدة الأبيات في أمالي القالي 2: 129 – 1 في ثلاثين بيتًا. و1 في الخزانة 1: 303 واللسان 15: 25 و13: 384. و2، 3 في اللسان 1: 378 – 379. و1 – 5، 9 في البلدان، 4: 198. و1، 2، 5 وبيت آخر في البلدان 8: 378. و3 في الأمالي 1: 24. و3، 4 في شواهد المغني 1: 362. و3، 4، 5 وبيت، 6 في العيني 4: 463 – 465 و3 – 6 في اللآلي 111 – 112 وعجز 6 في بيت آخر غير منسوب في اللسان 15: 385. و8 في الخزانة 3: 520 و8 مع بيتين آخرين قبله في البلدان 6: 234. و9 في العمدة 2: 59 والمرزباني 331. (1) ذو حسم، بضمتين: موضع. أنيري: أسفري عن صبحك. لا تحوري: لا ترجعي. (2) الذنائب: موضع به قبر كليب بن ربيعة. القصير: في اللسان: «يريد فقد أبكى على السرور، لأنها قصيرة». (3) «لو» هنا شرطية أشربت معنى التمني، فجعل لها جوابان، جواب منصوب بعد الفاء، وجواب باللام، وهو «لقر» في البيت بعد. الزير: الذي يخالط النساء ويريد حديثهن لغير شر. وفي الأمالي: «أراد فيخبر بالذنائب أي زير أنا. وذلك أن كليبًا كان يعيره فيقول: إنما أنت زير نساء». 4 بيوم الشعثمين لقر عينا = وكيف لقاء من تحت القبور 5 فإني قد تركت بواردات = بجيرًا في دم مثل العبير 6 وهمام بن مرة قد تركنا = عليه القشعمان من النسور 7 وصبحنا الوخوم بيوم سوء = يدافعن الأسنة بالنحور 8 كأنا غدوة وبني أبينا = بجوف عنيزة رحيا مدير 9 فلولا الريح أسمع أهل حجر = صليل البيض يقدع بالذكر ـــــــــــــ (4) يوم الشعثمين: يوم نسب إلى الشعثمين، فذهب القالي في الأمالي 2: 131 إلى أنه موضع، وقال البكري في اللآلي «الشعثمان: شعثم وشعيث ابنا عامر بن ذهل بن ثعلبة» وأيده الرجكوتي بما نقل عن ابن إسحاق قال: «وقتل مهلهل يوم واردات الشعثمين ابني معاوية، وهما سيدا ذهل وفارساها». (5) واردات: موضع كان فيه يوم معروف بين بكر وتغلب. بجير: هو ابن الحرث بن عباد بن مرة، قتل ذلك اليوم. العبير: أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران. (6) القشعم: المسن من الرجال والنسور والرخم، وهو صفة، وقد أراد بالمثنى معنى الجمع. وعجز هذا البيت في بيت آخر في اللسان 15: 385 غير منسوب. (7) الوخوم: بهامش الشنقيطية: «الوخوم: من بني عامر بن ذهل». وقد مضى في المفضلية 52: 2 أن بني الوخم هو بنو عامر بن ذهل بن ثعلبة. (8) عنيزة: موضع. قال البغدادي في الخزانة 3: 520 نقلاً عن الطبرسي: «وللعرب قصائد قد أنصف قائلوها أعداءهم، وصدقوا عنهم وعن أنفسهم، فما اصطلوه من حر اللقاء، وفيما وصفوه من أحوالهم في إمحاض الإخاء، قد سموها المنصفات، ويروى أن أول من أنصف في شعره مهلهل بن ربيعة» ثم ذكر هذا البيت. (9) حجر، بفتح الحاء: مدينة باليمامة. الذكور: أراد أجود السيوف وأيبسها وأشدها. وقد أفرط في المبالغة، إذ جعل صليل السيوف يسمع باليمامة لولا الريح، وقد كانت حربهم بالجزيرة، وبين الموضعين عشرة أيام، كما في العمدة 2: 59، وفي الأمالي 2: 134 عن أبي العباس الأحول أن هذا أول كذب سمع في الشعر. يقدع، بالدال: أي يضرب، يقال «هو الفحل لا يقدع أنفه»، وفي طبعة أوربة وباقي الروايات «تقرع» بالراء. [شرح الأصمعيات: 154-155] |
الساعة الآن 10:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir