معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   المحصنات (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=13877)

ريم الحربي 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م 06:50 PM

المحصنات
 
54- المحصنات

وأما قوله «المحصنات» على كذا وجه: فالمحصنة هي التي دخلت في حصن العفة، وحصن العفة: وجود النكاح، وإذا دخل الرجل الحصن: استقر، فكذلك إذا وجد النكاح، وقضى الشهوة: استقر فصار في حصن العفة.
55- الشهيد
وأما قوله «الشهيد» على كذا وجه: فالشهيد هو الذي شهد المكان وحضره، وإنما افترق هذا الاسم على افتراق الأحوال:
1- الرسول: وإنما صار الشهيد في مكان «الرسول»: لأنه شهد بقوله موضع الوحي من العرش، وشاهد بقلبه أمر الملكوت، وشهد على الأمة بالقبول يوم القيامة.
2- الشاهد: وإنما صار الشهيد «الشاهد بالأشياء» في مكان
[تحصيل نظائر القرآن: 129]
آخر لأنه نطق بلسانه، وأشهد جميع جوارحه ما نطق به لسانه، أي أحضرهم، كأنه حين نطق إنما نطق عن جميع الجوارح.
3- القتيل: وإنما صار الشهيد في مكان آخر «القتيل»: لأن روحه شاهد عند الله محل الرزق، فهو مرزوق عنده من الجنة: ولأنه شهد ذلك المجمع الذي عرض فيه على الله، وذلك أنه روى أن الله- تبارك اسمه- لما خلق الموت، استعظمت الملائكة شأنه، فأخبرت الملائكة أنه سيكون لله عباد يتجرعون مرارة هذا الموت، ويسابقون لقائه، فأحبت الملائكة أن ينظروا إلى هؤلاء الصنف من عباده، فعرضت تلك الأرواح عليهم، فمن شهد ذلك العرض سمى شهيدا، أي شهد العرض، وذلك قوله تعالى:
{قل يا أيه الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}.
فالأولياء يتمنون الموت لحب لقاء الله، وللشوق إليه، فإنما يتبين ذلك منهم بأنهم بذلوا أنفسهم لله حتى قتلوا، فلم يبذلوا نفوسهم للقتل إلا للشوق إليه، ولو ساعة من نهار في وقت المحاربة، فمنهم من يظهر هذا
[تحصيل نظائر القرآن: 130]
الشوق عليه أيام حياته كلها لعظيم ما انشرح به من معرفة الله، ولما ترائي لقلبه وانفتح له في الغيب، وامتلأ قلبه من حب الله، فهذا ولى الله، مشتاق إلى الله، باذل نفسه للموت قبل مجيئه، ومنهم من لا يظهر عليه إلا عند الحرب، فيظهر الحمية لله، ويبذل نفسه من أجله للحرب، وييأس من الحياة، وتهون عليه المنية، فحارب حتى قتل، فتبين بهذا القتل أنه كان روح هذا ممن عرض عناك يومئذ وشهد المعرض.
4- الحضور: وإنما صار الشهيد «الحضور» في مكان آخر: لأنه شهد المكان بروحه ونفسه وجميع جوارحه.


الساعة الآن 06:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir