معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=478)
-   -   سورة الليل (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=13495)

نورة آل رشيد 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م 02:41 PM

سورة الليل
 
سورة الليل
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (لا يصلاها إلّا الأشقى) مع أن الشقي أيضًا يصلاها: أي يقاسى حرها وعذابها؟
قلنا: قال أبو عبيدة: الأشقى هنا بمعنى الشقي، والمراد به كل كافر، والعرب تستعمل أفعل في موضع فاعل ولا تريد به التفضيل.
وقد سبق تقرير ذلك والشواهد عليه في سورة الروم في قول تعالى: (وهو أهون عليه)، وقال الزجاج: هذه نار موصوفة معينة، فهو درك مخصوص ببعض الأشقياء، ورد عليه ذلك بقوله تعالى: (وسيجنّبها الأتقى) والأتقى يجنب عذاب أنواع نار جهنم كلها، والمراد بالأتقى هنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإجماع المفسرين، ولهذا قال الزمخشري: إن الأشقى ليس بمعنى الشقي بل هو على ظاهره، والمراد به أبو جهل أو أمية بن خلف.
فالآية واردة للموازنة بين حالتي أعظم المؤمنين وأعظم المشركين، فبولغ في صفتيهما المتناقضتين، وجعل هذا مختصًا بالمصلى كأن النار لم تخلق إلا له لوفور نصيبه منها وجاء قوله تعالى: (وسيجنّبها الأتقى) على موازنة ذلك ومقابلته، مع أن كل تقي يجنبها، قال بعض العلماء: هذه الآية تدل على أن أبا بكر رضي الله عنه أفضل الصحابة لأنه وصفه بالأتقى، وقال تعالى:
[أنموذج جليل: 574]
(إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم) وإذا كان أكرم عند الله أفضل.
[أنموذج جليل: 575]


الساعة الآن 11:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir