![]() |
نظم الغزوات
إِنَارَةُ الدُّجَىٰ
فِيْ مَغازِيِّ خَيْرِ الْوَرَىٰ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعَلاَّمَةِ أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَدَوِيّ الشِّنقِيطِيّ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَىٰ قال الناظم رحمه اللهُ تعالى : حَمْداً لِمَنْ أَرْسَلَ خَيْرَ مرسَلِ = لِخَيْرِ أُمَّةٍ بِخَيْرِ الْمِلَلِ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ والسَّلاَمِ = عَلَى لُبَابِ صَفْوةِ الأَنَامِِ وَآلِهِ أَفْنَانِ دَوْحَةِ الشَرَفِ = وَصَحْبهِ وَالتَّابِعِي نِعَْمَ السَّلَفْ مَا أَرْهَفَتْ وَأَرْعَفَتْ يَرَاعَهُ = فِي مُهرِقٍ يَنَابِعُ البَرَاعَهْ وجَلْجَلَ الرَّعدُ وَسحَّ مُزْنُهُ = وَهَبَّ شَمْأَلٌ وَمَاسَ غُصْنُهُ وَبَعْدُ فَالعِلْمُّ أَهَمُّ مَا الهِمَمْ = تَنَافَسَتْ فِيهِ وَخَيْرُ مُغْتَنَمْ وَخَيْرُهُ وَالْعِلْمُ تَسْمو رُتْبَتُهُ = مِنْ فَضْلِ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ سِيرَتُهْ فَهَاكَ مِنْهَا نُبْذَةً لَيْسَتْ تُمِلْ = وَلَمْ تَكُنْ بِمُعْظَمِ القَصْدِ تُخِلْ أُرْجُوزَةً عَلَى عُيُونِ الأثَرِ = جُلُّ اعتِمادِ نَظْمِهَا فِي السِّيَرِ وَشَدَّ مَا اجْتَرَأْتُ فِي ذَا الْهَدَفِ = إذْ لَمْ أَكُنْ أهْلاً لِصَوْغِ النُّتَفِ فَكَيْفَ بِالْعَقْدِ لِمَا كَانَ انتَثَرْ = عَنْ كَثْرَةٍ وَفِي المَهَارِقِ ابْذَعَرْ لَكِنْ تَطَفَّلْتُ عَلَى بَرَكَتِهْ = وَجَاهِهِ بِنَظْمِ بَعْضِ سِيرَتِهْ لَعَلَّهَا بِالنَّظْمِ هَلْهَلاً عَلَى = مَنْ رَامَهَا نَظْماً تَكُونُ أَسْهَلاَ وَلِحُضُورِهِ بِكُلِّ ذِهْنِ = عَنْ ذِكْرِهِ بِمُضْمَرٍ أسْتَغْنِي وَاللهَ أَسْأَلُ سَدَادَ النَّظَرِ = وَعِصْمَةَ الْخَاطِرِ مِنْ ذَا الْخَطَِرِ وَأَنْ يَكْونَ لِي وَلاَ عَلَيَّا = وَعِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ مَرْضِيَّا وأن يكون للثوابِ قانِصاً = لِوجههِ عزّض وجلَّ خالصا مِمَّا يُلبسُ به إِبليس = وللهوى في طيهِ تدليس بجاهِ أفضل الورى محمد = صلى عليه الله طُولَ الأبَدِ ( 1) غزوة ودَّان أَوَّلُ غزوةٍ غزاها المصطفى = ودانَ فالأبواء أو ترادَفا (2) غزوة بواط ثُم بواطٌ خرجوا لِعيرِ = أُمَيَّةَ بن خلفِ السَّفسير (3) غزوة العُشيرة ثمَّ العشيرة إلى عير أبِي = سفيان في ذهابها للأربِ (4) غزوة بدر الأولى فَبَدرٌ الأولى بإثرِ ناهبِ = سرح المدينة مغذٍّ هاربِ كُرز بن جابر وبعدُ استنقذا = لِقاحه ممن عليه استحوذا (5) غزوة بدر الكبرى فبدر الكبرى لعير صخر = آئبةً من شأمها بالكثير واعتقبوا في ذلك المسير = كل ثلاثة على بعير ولم يكونوا أوعبوا للحرب = إذ ما غزوا لغير نهب الركب وليس عندهم من السيوف = غير ثمان للعدا حتوفِ ولا من الخيل سوى اثنتين = وقد كفتهم أهبة التمكين واستنفر النفير صخرٌ لهم = وجاء خير مرسل ألبهم فأخبر الناس بهم ممتحنا = وقال سعد ما رأى وأحسنا وكان من رواية المقداد = أن رضي السير إلى الغماد وعمرُ استقل جيش الحنفا = واستكثر الذي إليه زحفا واستبقوا صخراً لبدر وانتحى = وأخذوا واردَةً وزحزحا عنها النبي الضرب إذ قال هما = واردة النفير واستفتاهما وعندما أمِن صخرٌ أرْسلا = إلى النفيرِ أن يَؤوبَ قُفلاَ ورد الاخنس المسودُ على = حلف بني وهرةَ وازداد علاَ وابن هشام قالَ لا أو نردا = بدراً فننحر ونُرهب العدا فطاوعوه ومضوا وباتوا = بشرِّ ما بات خير مرسل بخير ليلةٍ وأصبح على = أثبت أرضٍ للخطا وارتحلا فنزلوا أدنى المياه للعدا = وغوروا جميعهن ما عدا قليبهم وجعلوا الأواني = في جدول فهي لهم دواني وأقبلت بالخُيلا والكبريا = إلى المصارع الزحوف الأشقيا لو طاوعُوا عتبة أو حكيما = أو ابنَ وَهب ما رأوا أليما لِكونهم إلى القفول أرشدوا = من بعد ما أشفوا على ما وردوا وقال عمروٌ وبأنفه شمخْ = ثانيةً سَحَرُ عتبةَ انتفخ واستند ابن الحضرميِّ الثَّأرَا = فحش حرباً بينهم وشرَّا فقام للوليد نجل عتبة = حيدرةٌ وحمزة لشيبةِ نجل ربيعةٍ وعتبة أخوه = قام له عبيدة إذ رشحوه وقطعت قدمه واحتملوه = وهو أسنُّ الجيش فيما نقلوه وهو إذا أخذت في نعم النسب = عبيدةُ بن الحارث بن المطلب وشهد المشهد هذا أخواه = أعني الحصين والطفيل مشبهاه وابن غَزيَّةٍ سواد استنتلا = من صفة ورامَ أنْ يعتدلا نبينا فمسه كشْحِهِ = وقال إذ آلم مس قِدحهِ أوجعتني نخساً فأعطني القود = وجدّ في أنْ كان باشرَ الجسد وخفق النبي حين المعركة = وفي عريشه رأى الملائكة على ثنايا جبرئيل النقع = وفي عريشه رأى شسواها الجمع وقيل : لم تقاتل الملائكة = إذ ريشةٌ منهم لقوم مهلكه لكنهم لعدد ومدد = وطبلهم هناك طول الأبدِ وجاء أن جبرئيل يحضر = من مات مؤمناً وقومٌ أنكروا نزوله بعد رسول الله = والحق أنْ ليس له تناهي وراقب الجمعين شخصان لكي = ينتبها من مدبري الجمعيين شيْ فرأيا الملك وهو منطلق = فانِشقَّ واحدٌ والآخرُ صًعِق وابن معاذٍ مبتني العريش = وحارس النبي من قريش يكره إبقاء الأُسارى ويرى = إهلاكهم أوَّل قتلٍ أجدرا وهكذا عمر كان وهي من = موافقاته التي بعد تعنّ عن قتل آله نهى إذ خرجوا = وفي خروجهم عليه حرجُ وعن أبي البختري إذ لم يُؤذه = وصكُ نبذهم سعى في نبذهِ وجاءه المجذر بن ذياد = وقال عنك قد نهى خيرُ العباد فقال والزميل قال المصطفى = لم ينه عن قتل الزميل الحنفا فقال والنخوة تأبى والإبا = عن تركه جبنا وحكم الظبا لا يسلم ابن حرةٍ زميله = حتى يموت أو يرى سبيله وإذ نهى عن قتل عمه هفا = أبو حذيفة وقال سخفا وكفرت هفوته الشهادة = يوم اليمامة لها أرادة وإذ رآه المصطفى تضجراً = من جر عتبةٍ أبيه اعتذرا بأنه كان يرى أن اباه = يحجزه عن ميتةِ السوء حجاه وإذ معاذٌ بن عمرو بن الجموح = أطن ساق ابن هشام الطموح فطرح ابنه الهزبر عكرمة = عاتقه وجرّه في الملحمه ألصق خير مرسل فالتصقا = عاتقه لما عليه بصقا فرعون الأمة النبي عرفَّا = بجحشه ركبته إذا اختفى بين الهوالك وكلم النبي = جثتهم موبخاً للخشبِ وعاين الناس المصارع التي = أخبرهم بها مقيم الملة فحقق الله له ما وعدا = وأوهن الكفر وأيد الهدى لهم من كتاب الله سابقُ = لذاك ما اشهدها منافق يومٌ له ما بعده في الكفر = وقد أتى منوِّها في الذكر بأنه العذاب واللزامُ = وأنه البطش والانتقام وأنه الفرقان بين الكفر = والحق والنصر سجيس الدهر في الأجر والمغنم قسَّم النبي = لنفرٍ عن الزحاف غيب لطلحة ولسعيد أرسلا = للركب ينظران أين نزلا ولابن عفان ولابن الصمة = وابن جبير كسرا عن همه وابن عدي عاصم العجلاني = خلّفه خير بني عدنان على العوالي وعلى المدينه = أبا لبابة الربيط الزينه ثامنهم رد من الروحاء = وهو ابن حاطب إلى قباء وابن عمير مصعب مر على = شقيقه مستأسراً للفضلا فحضهم أن شددوا إن له = أما مليةً تفك كبلهُ وابن الربيع صِهرُ هادي الأمّةِ = إذ في فداه زينبٌ أرسلت بعقدها الذي به أهدتها = لَه خديجةٌ وزففتها سرحه بعقدها وعهدا = إليه أن يردها له غدا فردها وبعد ذاك تجرا = لنفسهِ وساكني أم القرى فانتهت الأصحاب عير القلب = فجاء واستجار بابنة النبي فصرحت ولم تجمجم البتول = بأن أجارته وأمضاه الرسول فرد ماله عليه أجمع = تلك الصهارة بها يستشفع أوصى به من حيث الاكرام ابنته = لكن نهاها أن تكون بعلته وما ارتضى من بعد إسلام ابنته = وكفره بقاءها في عصمته لو أنه يحل أو يحرم = بمكة عنها الحليل يحسم وسُئل الإيمان كي يحوزا = مال قريش وبه يفوزا فهاب أن يبدأ بالخيانه = إيمانه ويدع الأمانهْ فردها لأهلها وأسلما = وآب إذ إلى قريش أسلما فردها إليه خير مرسل = بالعقد الأول على القول الجلي وأمه هالة أخت صهرته = والمصطفى رضي عن صهارته والمسلمون خيَّروا بين الفدا = وقدْرُهم في قابل يُستشهدا وبين قتلهم فمالوا للفدا = لأنه على القتال عضَدا وأنه أدى إلى الشهادة = وهي قصارى الفوز والسعادة وهو بقدر وسعهم والمملق = من خطَّهِ عشرةً يُحذَقُ ومن مشاهير الأُسارى عمْرو = نجلُ أبي سفيان ثم الصهر والعم وابنا أخويه وهما = عقيل نوفلٌ وبعد أسلما وخالد أخو أبي جهلٍ وقد = أسلم أيضاً وسهيلٌ الأسدْ ومكرز ٌركز في مركزه = حتى أتى فداؤه لعزهِ وابن أبيٍّ وأبو وداعهْ = أول مفديٍّ من الرِّباعهْ وخالد بن الأعلم الذي افتخر = فكان قبل كل هوهةٍ عجَرْ ومن مشاهير الممات حنظلة = منبهٌ وصنوه وابنانِ له وهم نبيه حارث والعاصي = أحد رهط غير ذي خلاصِ من مكة لكونه مستضعفاً = في زعمه ويوم بدر زحفا مع قريش وتوفت ظالمي = أنفسهم ملائك الملاحم وهم عليُّ بن أمية الرَّدي = والحارث بن زمعة بن الأسود وابنانِ للفاكهي والوليد = وأين هم من ابنة المجيد سَمِيِّه وأخوي فِرْعَوْنا = شقيقٍ أو للأم ذاقا الهوْنا سلمةٍ عياشٍ المستضعفين = قنت لاستنقاذهم طه الأمين واستشهدت ستٌ من المهاجرين = عبيدةُ المكورُ في المبارزين ثم عُميْرُ بن أبي وقاص = وابن البكير عاقلٌ ألشاصي وذو الشمالينِ ومهجع عمرْ = صفوانُ بيضاء الذي بها اشتهر واثنان للأوسِ ابن عبد المنذرِ = مبشرٌ سعدُ ابنُ خيثمَ الجرِي وستةُ الخزرجِ هُم يزيدُ = عوفٌ معوذٌ أخوه الصِّيْدُ حارثةٌ وابنُ المعلَّى رافعُ = ثم عميرُ بنُ الحُمَامِ النازعُ لرَبَّهِ وهْوَ يقُولُ أَفَمَا = بيني وبين جنةٍ إلا الحما (6) غزوة بني سُليم (7) غزوة بني قينقاع فَلسليم فلقينقاعِ = ألمتصدِّينَ إلى القِراع هم كَشَفوا إزارَها عن مسلمَهْ = فهاجَ حربٌ بينهم والمسلمهْ لو آمنت من اليهود كلها = زُهاءُ عشرةَ اهتدوا لأِجلها عادوا للافسادِ فعادَ الله = وقينقاعُ العمَّهُ العزاهُ أوَّلُ من غدر من يهودا = وابنُ أبيٍّ سألَ القُرُودَا نَبِيَّنَا وَهُمْ أُسارى سطْوَتِهْ = فأُطْلِقُوا وطُردُوا مِنْ طَيْبتهْ ومنهم الشاهدُ عبداللهِ = نجلُ سلامٍ العظيمُ الجاهِ (8) غزوة السويق فغزْوةُ السويقِ في إثرِ أبي = سفيانَ أن حَرَّقَ نخلَ يثربِ وَغَالَ نَفْسَيْنِ وكَانَ آلَى = لا يَقْرَبُ النِّساءَ أوْ يَنالا وكانَ يُلْقِي جُرْبَ السَّوِيقِ = مَخَافَةَ اللُّحُوقِ فِي الطَّرِيقِ ( 9) غزوة ذي قرقرة فسُمِّيت بذاكَ ثم بعدها = قرقرةُ الكُدر لقومٍ عندنا (10) غزوة ذي أمر وغطفان وبعدها ذو أمر وغَطَفانْ = كلاهما تُدعى به وتُستبَانْ لغَطَفَانَ وجُمُوعِ ثعلبَهْ = جَمَعَهَا دُعْثُورُ صاحبُ الظُّبَهْ وَهْوَ الَّذي وجَدَ خَيْرَ مُرسَلِ = يُجِفُّ ثَوْبَيْنِ لَهُ بِمَعْزِلِ فَسَلَّهَا وَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَا = فصَدَّهُ جبريلُ عَمَّا انتُهَكَا وفيهِ أو في غَوْرَثٍ أَوِ النَّضيرْ = {إذْ همَّ قَوْمٌ} أُنزلتْ على البَشِيرْ (11) غزوة بحران وبَعْدَها غزوةُ بُحرانٍ إلى = أُمِّ القُرى أَو لسُلَيْمَ الجُهَلاَ (12) غزوة أحد فَأُحُدٌ بِرِبْحِ عِيرِ صَخْرِ = تَأَهَّبُوا لِيرُوا مِنْ بَدْرِ وخَرَجُوا بِـ (يَهِ) ظُعْنٍ وَهُمُ = جِيمُ أُلُوفٍ والخيُولُ لَهُمُ راءٌ وَمَا لِلْمُسْلِمِينَ فَرَسُ = وَفِي زُرُوعِ قَيْلَةٍ إحتَبَسُوا وَقِيلَ : فيهمْ فرَسٌ تحْتَ أَبِي = بُرْدَةٍ النَّدْبِ وأُخرى للنبي وقدْ رَأى في نومه خيرُ الأُمَمْ = أنْ كانَ في ذُبابِ سَيْفِهِ ثَلَمْ وأَنَّهُ أَدْخَلَ فِي دِرْعٍ يَدَهْ = وبقراً يُذْبَحُ أيضاً وَجَدَهْ فالثَّلَمُ العَمُّ وَأمَّا البقَرُ = يُذبحُ فهوَ النَّفَرُ المُعَفَّرُ مِنْ صحْبِهِ ودِرْعُهُ الحَصِينَهْ = أَدْخَلَ فيها يَدَهُ المَدِينَهْ واستكرَهُوا خَيرَ الوَرَى فَأَخْرَجُوهْ = وبعْدَ ما استلأَمَ فيها استَثْبَطُوهْ فرَاحَ نَحْوَ أُحُدٍ وابتكَرَا = وخَامَ عنهُ ابنُ أُبَيٍّ وامتَرَا واستلَّ سيفَ رَجُلٍ ذبُّ فرَسْ = فقال شمْ سيفَكَ والحَرْبَ افترسْ وَكَانَ لا يَعتافُ إلاَّ أنَّهُ = يُعجِبُهُ الفَألُ إذا عنَّ لَهُ ومَرَّ في طريقِهِ بالحَاثِي = فِي أوْجُهِ القومِ وَكانَ رَاثِي أَجَازَ أبناءَ يَهٍ واستصغَرَا = مَنْ دُونَهُمْ والجيشُ ذالاً انبرى وقالَ مَنْ يأخُذُ هذَا السَّيفَا = بِحَقِّه فنَالَهُ واستوفَى أبوُ دُجَانٍ وخالَ إذْ مَشَى = ومَشْيُهُ مِنْ بُغضِهِ جلَّ حَشَا واستأصَلُوا أهلَ اللوا فانهزَمُوا = وشَمَّرتْ عن سُوقهنَّ الحُرَمُ مُوَلْوِلاتٍ إثرهُم ورغِبَا = في المَغْنَمِ الرُّماةُ حينَ استُلِبَا وخَالَفَ الرُّماةُ أَمْرَ المصطفى = بالصبر والثبات خلف الحُنَفا فتَركوا ظُهورهُمْ لخالدِ = فكَرَّ راجعاً بكُلِّ حَارِدِ وحَالَتِ الرِّيحُ ودارَتِ الرَّحى = وذاقَ مَنْ خالفَهُ ما اجترحَا وصَرَخَ الصَّارِخُ أن ماتَ النبي = فارتهبوا لذاك كلَّ الرَّهَبِ وقالَ إذْ ذلكَ : "لو كانَ لنا" = من دهسٍ قائلهم فافتَتَنا ونَجْلُ مُطعمٍ جُبَيْرٌ إذْ قَتلْ = حمزةُ عمَّهُ طُعَيمَةَ احتفَلْ لقتلِه بأن عليه ذمَّرا = وحْشيَّهُ يومئذٍ وحَرَّرا ودقَّهُ في شدقهِ ابنُ حَرْبِ = فقال : "ذق عُقَق" أي ذق حربي أبلى بلاءً حسناً قُزمَانُ = على الحفاظِ فله فلهُ الخُسرانُ وعكْسُهُ الأُصَيرِمُ المُخَردلُ = ليس لهُ غيرَ القتالِ عَمَلُ وثبتَتْ مع النبي اثنا عشر = بينَ مُهاجرٍ وبينَ منْ نَصَرْ منهُم أبو دجانةٍ وابنُ أبي = وقَّاصٍ الذي افتداهُ بالأَبِ وطلحةٌ وفيه شلَّتْ يدُهُ = إذ اتَّقى النبلَ بها يصمُدُهُ وتحتهُ جلس أن جهضَهُ = دِرعاهُ والجراحُ فاستنهضَهُ والعُمرانِ وعلِيٌ وعفَا = إلهنا عن الذي منهمْ هَفَا وَثبتَتْ نسيبةُ المبايعهْ = قبلُ وعنْ خير الورى مُدافعَهْ وجُرِحَتْ فيه وشلَّتْ يدُها = وللتبرُّكِ الورى تقصِدُهَا في حفرةٍ وقع خيرُ مُرسلٍ = فناشَهُ طلحةُ والصِّهْرُ علِي إذ عُتْبَةٌ هشَّ رباعِيتَهُ = وشقَّ من شِقوَتِهِ شفَتَهُ وشجَّهُ ابنُ قمئَةٍ وابنُ شهابُ = صلى عليه اللهُ ما سَحَّ سحابْ وازدردَ الدَّمَّ أبو الخُدرِيِّ = وانتزَعَ الحلقَةَ في النَّبِيِّ أبو عبيدةٍ فكان أثْرَمَا = بساقِطِ الثَّنِيَّتَيْنِ أعْلَمَا بملءِ دَرْقَةٍ من المهْراسِ = جاءَ ليشرَبَ شفيعُ النَّاسِ حيدَرَةٌ فَعَافَهُ ورَحَضَا = عن وجههِ الدَّمَّ ففازَ بالرضا قتَادَةٌ ذُو الْعَيْنِ ردَّهَا النَّبِي = بقَوْسِهِ وقَدْ تشَظَّظَتْ حُبِي أوَّلُ مَنْ عرَفَهُ فبَشَّرَا = به ابنُ مالكٍ قَرِيعُ الشُّعَرَا فعَاوَدُهُ وتسَاقَطُوا عَلَيْهْ = ونهَضُوا للشَّعْبِ إذ أوَوْا إليهْ فبَايعُوا على المماتِ المُجتَبَى = صلَّى عليه اللهُ مَا هبَّ الصَّبَا وبَعْدَ ما اطمأَنَّ في الشِّعْبِ عَلَتْ = عاليةٌ من فوقِهمْ فأُنزلَتْ صلَّى بهم وقعدُوا وقَعدَا = ظُهراً لمَا من الجِراحِ أُجهدا واستبدلَتْ هِندٌ من اللآلي = قلائداً من آنُفِ الرِّجالَ وطَوَّقَتْ وحشيَّهَا الفَرِيدَا = وأَدْبَرَتْ تُرَدِّدُ النَّشِيدا نَحْنُ جزَيناكُم بيومِ بدْرِ = والحَربِ بعد الحرب ذاتُ سُعْرِ ما كان عن عُتبةَ لي من صبْرِ = ولا أخي وعمِّهِ وبِكْرِ كِلاَ المُجَدَّع وسعدِ المُفتدى = وسعدٌ الفتْكَ به أرادَهْ أمَّا المُجَدَّعُ فللشهادهْ = وسعْدٌ الفتْكَ به أرادَهْ وإذْ أبُو رُهْمِ الغفاريُّ نُحِرْ = بِرِيقِهِ في الحِينِ قَامَ مُسْتَمِرْ واستشهَد اللَّذَانِ قدْ تخلَّفَاَ = لكِبَرٍ فلَحِقَا وزَحَفَا هُمَا حُسَيْلٌ اليَمَاني أَسْلَمَهْ = حُذيفةٌ إذ أهلكَتْهُ المُسلِمَهْ وثابتُ بنُ وَقْشٍ المُستَشْهَدُ = أخوهُ وابْنَاهُ وكُلٌّ وَتَدُ وابنُ الرَّبيعِ سعدٌ اللَّذْ سأَلاَ = نبيُّنَا عنْهُ فأُلْفِيَ على شَفَا الشَّهَادَةِ فَأرْسَلَ الرِّضَا = إلى النَّبيِّ بالسلامِ والرِّضَا وَذُو الوصَاياَ الجُمِّ للبَشِيرِ = وهْوَ مُخَيْريقُ بَنِي النَّضِيرِ ومُصْعَبٌ شَمَّاسُ والمُجْدَّعُ = بِحَمْزَةَ المُهَاجِرُونَ أَرْبَعُ حَنْظَلَةُ الغسيلُ نجلُ الفاسِقِ = زوْجُ جَميلَةَ ابْنَةِ المُنَافِقِ أجنَبَ منها فاستخَفَّهُ القِتَالْ = عنْ شِقِّهِ أوْ عن جميع الاغتسالْ وقال صخْرٌ إذ رآهُ قتَلَهْ = شَدَّادهُمْ حنظلةٌ بِحَنظَلَهْ واستشهدَ الأعرجُ عمرُو بنُ الجمُوحْ = وعنْ حياةِ المصطفى أبا الفُتُوحْ سأل صخرٌ وانَنى يُغَرِّدُ = مَوْعِدُكُمْ بدرٌ وقالَ المَوْعِدُ وارتَقَبُوا إنْ يجْنُبُوا فهُم قُفُلْ = أَوْ يسرِجُوا فهمْ لِطيْبَةٍ نُسُلْ وبأُبَيٍّ مَرَّ بعْدُ ابنُ عُمَرْ = وهْوَ الذي رمَاهُ خالقُ البَشَرْ مُسلسلاً صدْيانَ فاستسْقَاهُ = والسَّقيُ عنهُ ملَكٌ نهَاهُ ومرَّ أيضاً بأبي جهلٍ لدى = بدرٍ به أضَرَّ لاعِجُ الصَّدَى (13) غزوة حمراء الأسد وبعدها غزوةُ حمراءِ الأسَدْ = كانتْ لإرهَابِ صبيحةَ أثحُدْ وأمر النبيَّ أن لا يَخْرُجا = إلا الذي بالأمسِ كان خرَجَا ولابْنِ عبدِ اللهِ جابِرٍ سَمَحْ = بالغزوِ إذْ لأخواتِهِ جنَحْ بِالأَْمْسِ ، إذْ قالَ أَبُوهُ يَا بُنَيْ = مَا كُنتُ أؤْثِرُكَ بالغزوِ عَلَيْ وفَتَكُوا بجَدٍّ عبدالملكِ = لأمِّهِ سبطِ أبي العاصِ الذَّكي وهْوَ المُمَثِّلُ بعمِّ أحمَدِ = وبِمُعَاويَةَ يُعْرَفُ الرَّدِي وَبالَّذِي عليهِ قبْلُ أشْفَقَا = نَبِيُّنَا ثُمَّ ارْتَجَى أَنْ يُطْلَقَا ثَانِيَةً أَنْ كانَ ذَا بَنَاتِ = وهْوَ أَبُو عَزَّةَ ذُو الهَنَاتِ (14) غزوة بني النضير ثُمَّ النَّضيرُ هَاجَها أنْ جَاءَهُمْ = مستَوْهِباً من ديةٍ ما نَابَهُمْ فَأصْعَدُوا أَحَدَهُمْ ليُلْقِيَا = عليهِ صَخْرَةً تُريحُ الأَغْبِيَا وأَخبرَ ابنُ مشْكَمٍ أنْ يُخْبَراً = وزَجَرَ الرَّهْطَ فلَمْ ينزجِرا وجاءَهُ الخبَرُ منْ ربِّ السَّمَا = وفي حِصَارِهَا العُقَارُ حُرِّمَا والحشرُ أُنزلت بها ونقضَا = نجلُ أُبي عهدهمْ ورفضَا وفيئهم والفيءُ في الأنفالِ = مَا لَمْ يكُنْ أُخِذَ عن قِتَالِ أمَّا الغنيمَةُ ففي زِحَافِ = والأخذِ عنوةً لدَى الزِّحافِ لخيرِ مُرسلٍ وخصَّ فئتَهْ = وَفي رضا أنصارهِ عطِيَّتَهْ كانَ التَّرَحُّمُ على الأنصارِ = أنْ آثروا به بني نزارِ وشاطروهمْ ما لهم ونزلُوا = عن الحلائلِ لهُمْ وأَوَّلُ منْ سنَّهُ مُخيِّراً بينَ اثنتينْ = إبنُ الرَّبيعِ لابنِ عوفٍ المَكينْ فتركُوهُنَّ لَهُم تعفُّفَا = فعَفَّ هَذَاكَ وذاكَ أسرفَا (15) غزوة ذات الرقاع ثُمَّ إلى مُحارِبٍ وثعلَبَهْ = ذاتِ الرِّقَاعِ ناهَزُوا المضاربهْ ولم يكُن حربٌ وغورَثٌ جرى = فيها له الذي لدعثور جرَى مع النبِّيِّ وعلى المُعتَمَدِ = جرَتْ لواحدٍ بلا تعدُّدِ (16) غزوة بدر الأخيرة ثُمَّ لميعادِ ابنِ حَرْبٍ بَدْرُ = وكَعَّ عَنْهَا نجْلُ حَرْبٍ صَخْرُ (17) غزوة دومة الجندل فَدُومَةُ الجَنْدَلِ هَاجَهَا زُمَرْ = بدُومةٍ يظلمْنَ من بهنَّ مَرْ (18) غزوة الخندق ثُمَّت لمَّا أجليت يهودُ = وأوغرَتْ صُدورَهَا الحُقُودُ وحزَّبَتْ عساكراً عناجُها = إلى ابنِ حَرْبٍ وقُريشٌ تاجُها وجعلُوا كيْ يتِرُوا خيرَ الورى = لغطَفَانَ نِصفَ تمرِ خيبرا خَندقَ خيرُ مرسلٍ بأمرِ = سلمان والحوربُ ذاتُ مكْرٍ كم آيةٍ في حفرِهِ كالشّبَعِ = منْ حفْنةٍ وسَخْلةٍ للمَجْمَعِ وكمْ بشارةٍ لخيرِ مُرسَلِ = من الفتوحِ تحتَ ضرْبِ المعوَلِ وكعبٌ بنُ أسدٍ إذ فتَنَهْ = عن عهده حُيَيُّ أعطى رسَنَهْ فغدرت قريظَةٌ لغدرِهِ = يومئذٍ إذ هُوَ أُسُّ نجْرِِهِ وأرسلَ السعدين خيرُ مرسلِ = وابنَ رواحةٍ لَهُم لينجلي ما هم عليه ، فإذا هم عضلُ = وسَرَّ خير الخلقِ ذاك الخذَلُ قالت جنوبٌ للشمالِ انطلِقِ = ننصُرُ خيرَ مرسلِ في الخندقِ فقالت الشمالُ إنَّ الحُرَّهْ = لم تَسْرِ باليلِ فذاكَ عُرَّهْ فأرسَلَ الله الصَّبَا والمَلَكَهْ = فنصرَا نبيَّهُ في المعركهْ وغطَفانُ رام أن يُخوَّلُوا = ثلث تمرِ طيبةٍ ليعدلوا وأنف السعدان من صلحِ النبي = وحكَّما حدَّ شفار القُضُبِ معتبٌ نجلُ قُشيرِ قالا = وعدنا النبيُّ أن ننالاَ كُنوزَ قيصَرٍ وكسرى ونرى = أحدنا اليومَ يخافُ المُخترى ونوفلٌ من طيشهِ ونزَقِهْ = أوْثَبَ طِرفهُ حفير خندقِهْ فوقعا فيه وأعطى فِدْيتَهْ = إخوانُهُ فاستوْهَبُوهُ جُثَّتَهْ فقال فيه أكرمُ البريَّةِ = خبيثُ جيفَةٍ خبيثُ ديَّةِ عمرو بن عبدِ وُدٍّ إذْ قامَ لَهُ = حيدَرَةٌ بسيفهِ خردلهُ وفضَّ جمعهمْ نعيمُ الأشجعي = إذ نمَّ بينهمْ بكل مجمَعِ وعندما إلى التشتُّتِ الزُّمَرْ = أجمع أمرهمْ دعا خيرُ البشرْ من يأت بالخبرِ عنهم يكُنِ = غداً رفيقنا ومنهُمْ يأمَنِ فلمْ يقُمْ إليهِ غيرُ ابنِ اليَمَانْ = من شدَّةِ الذُّعرِ ومن برْدِ الزمانْ وقال خيرُ الخلقِ لن تغزوكمْ = قريشُ بعدَ اليومِ والغزوُ لكُمْ وشغل النبيَّ زحفُ الخندقِ = عنْ ظُهرهِ وعصرهِ للشفقِ (19) غزوة بني قريظة ثم قريظةٌ إليها جبرئيلُ = ولم يضع سلاحهُ استدعى رعيلْ وقادهُ وزلزلَ الحُصونَا = وقَذَفَ الرُّعْبَ ولا يدرونا واستذْمَرَ النبيُّ خيلَ اللهِ = وعن صلاة العصرِ قامَ النَّاهي إلاَّ بهم ولم يعبْ من أخَّرا = إلى العشاءِ إذْ يراهُ ائتَمَرَا وخيَّرَ ابنُ أسدٍ قُريْظَتَهْ = بينَ ثلاثٍ وازدرَوْا رويَّتَهْ أن تؤمنوا فيأمنوا فقد درَوْا = في كُتبهمْ ما عنهُ إذْ جاءَ أبَوْا أو يحصدوا النساءَ والصِّبيانا = فلم يُخلُّوا خلفُهُمْ إنسانا أو يفتِكُوا في السَّبْتِ إذْ يأمنُهُمْ = جبشُ العرمْرَم ولا يأبَنُهُمْ وضاقت الأرضُ بهم لرُعبِهِمْ = وجهلوا كيفَ النِّكايَةُ بهمْ واستنبؤُوا أبا لُبابةَ الخَبَرْ = فرَقَّ للعهدِ الذي بهمْ غَبَرْ أن جأَرَتْ في وجْهِهِ الصِّبيَانُ = واستعْطَفَتْ رحمتَهُ النِّسْوانُ ففتنُوهُ وانتحَى عنْ بلدِ = عصى به وشَاطَ نحوَ المَسْجِدِ فقام فيه بُرهَةً مرتبطَا = معذِّباً لنفسهِ مُوَرِّطَا فتاب من هفْوَتِهِ اللهُ عَلَيْهْ = وحَلَّهُ خيرُ الأنامِ بيَدَيْهْ وحكَّمَ النبيُّ فيهم سعْدَ الاوْسْ = إذْ غاظَهُمْ إطلاقُهُ عنْ كُلِّ بُؤْسْ لابن أُبَيٍّ حُلفاءَ الخَزْرَجِ = وكانَ في التَّحْكيمِ حسمُ الهرجِ وحمَلُوا سعْداً علَى حِمارِ = منَ المدينةِ إلى المُختارِ وعندما انتهى إلى النَّدِيِّ = سوَّدَهُ خيرُ بَني لُؤَيِّ على الجميعِ أو على الأنصارِ = لا غَيْرِهِمْ عندَ بَني نِزَارِ ورَاوَدَتْهُ قَوْمُهُ أن يَحْكُمَا = بِغَيْرِ ما حكم فيهم فاحتمى لدمهم خندقَ أفضلُ لُؤَيْ = ومعهم في كلِّ كُربةٍ حُيَيْ وعندما انتهى الحصارُ استشهدَا = واهْتزَّ عرشُ اللهِ حينَ برَدَا وخَفَّ نعشُهُ على عظَمَتهْ = إذ الملائكةُ منْ حملتِهْ (20) غزوة بني لحيان ثمَّ غزا لحْيَانَ جرَّاءَ الرَّجيعْ = فاحتضنوا بكل باذخٍ منيعْ بعثُ الرَّجيع ستَّةٌ أو عشرَهْ = لِحيانُ حيٌّ من هُذيلٍ غُدَرَهْ والعضلُ والقارَةُ نجلاَ الهُونِ = نجلِ خزيمةٍ سعوا في الهُونِ وأربعُوا بئر معونةَ الغُرَرْ = إبنُ الطفيل عامرٌ فيهمْ خفَرْ أبا براءِ وكِلاَ البعثيْنِ = قد أُرسلا ليرشدا للدِّينِ (21) غزوة الغابة ( غزوة ذي قرد) فغزْوَةُ الغابة وهي ذو قرَدْ = خرجَ في إثر لقاحِهِ وجَدْ وناشَهُم سلمَةُ بنُ الأكوع = وهوَ يقولُ اليومُ يومُ الرُّضَّعِ وفرضَ الهادي لهُ سهمينِ = لسبقهِ الخيلَ على الرِّجْلَيْنِ واستنقَذُوا من ابن حصنٍ عشْرَا = وقسم النبيُّ فيهمْ جُزْرَا وأقبلتْ إمرأَةُ الغفاري = قتيلِ نهبِ إبلِ المختارِ وهيَ على راحلةٍ من ذي الإبلْ = قدْ نذرتْ إهلاكها حينَ تصلْ ومرَّ في طريقهِ بالمالحِ = بيانِ ذا اللقبُ غيرُ صالحِ فغيَّرَ اسمَهُ وغيَّر الإلهْ = صفتَهُ وبعدَ ذلك اشتراهْ طلْحَةُ بالفيَّاضِ سمَّاهُ النبي = إذ قد تصدَّقَ به ليثربِ فالطَّلَحاتُ خمسةٌ سوى العلَمْ = فطلحةُ الجُودِ ابنُ عمِّهِ الخَضَمْ وطلحةُ الخير وطلحةُ النَّدى = إلى الحُسينِ وابنِ عوفٍ أُسنِدا وطلحةُ الدَّراهم العتيق = جدُّ أبيه بالعُلا حقيقُ سادسها طلحتُها الخزاعي = أجودُهم كُلا بلا نزاعِ في سنةٍ وهب ألفَ جاريهْ = فأولدت عُفاتُهْ جواريهْ ألفَ غُلامٍ باسمه سمَّى إلاما = جميعُهُمْ لمثلها فهيئَمَا وبعدها انتهبها الأولى انتهوْا = لغايةِ الجهد وطيبةَ اجتووا فخرجوا وشربوا ألبانها = ونبذوا إذْ سمنُوا أمانها فاقتصَ منهم النبي أن مثَّلوا = بعبده ومُقلتيه سمَلُوا (22) غزوة المريسيع (بني المصطلق ) ثم المريسيع أو المصطلقُ = كلاهُمَا على الغزاةِ يطلقُ لم ينفَلِتْ منهمْ أنيسٌ وسبَا = غيرَ رجالٍ عشرةٍ قدْ نهبا أعمارهُم وسُبِيَتْ جُويريَهْ = ووهَبَ السَّبْيَ لها لتدْرِيَهْ وأسلموا بعدُ وفي منْ فُسِّقَا = أرسلَهُ الهادي لهُم مصدِّقا {إن جاءكم فاسق} انزلَ وهُمْ = خُزاعةٌ مصطلقٌ جدٌّ لهُمْ وأفزَعَتْ ريحٌ خيارَ النَّاتِ = فقال لا باس بموتِ عاتِ فوجدوا كهف المنافقينا = رفاعَةً يومئذٍ دَفينا وهو النِّفاقُ في الشُّيوخِ لا الشَّبَابْ = والخيرُ كلُّ الخير في عصر الشَّبابْ ووردت واردةُ العَرَمْرَمِ = فافتَتَنَ الواردُ في المُزْدَحَمِ فاستصرخ الأنصار فارطٌ لهمْ = لطَمَهُ من نَالَهُ معروفُهُمْ واستصرَخَ المهاجرين اللَّذْ كَسَرْ = عصَا النبي جهجَاهُ عاملُ عُمَرْ وقال فيها ابنُ أُبيٍّ منكرا = وعاه زيدٌ مُوقناً وما امترى وحلف الفاجرُ ما قال المقالْ = وصدَّقَتْهُ للمكانةِ رجالْ فأنزل الله لئن رجعنا = إلى المدينةِ ليخْرِجَنَّا وعرَك النبيُّ أُذنِ الواعي = زيدِ بن أرقمٍ ذي الاستمتاعِ أن شهدَ الله على المنافقين = بالكذبِ المحضِ وأوْلاَهُ اليقينْ والإفكُ في قفولهم ونُقِلا = أن التيمُّم بها قد أنزلاَ (23) غزوة الحديبية ثمَّ الحدييبةُ ساقَ البُدْنَا = معتمراً وما بحرْبٍ اعتنى ومن سوى المخلفين استنفرا = عرمرما وصدَّ عن أمّ القرى وما انثنى بالجيش حتى اقعنسستْ = عن مكة ناقته إذ حبستْ فاستنزل الناس ولا ماء لهم = فاستنبطوا بالسهم ما أعلَّهم وعلّهم أيضا بهذي الغزوةِ = ما كان عن صُبابةٍ في ركوةِ وجمعوا له بقايا الزاد = فخُولوا منها سوى المعتادِ وكم قليل غير ذاك كُثِّراَ = وكم قليبِ بالمعين فجِّرا وبايعوه بيعةَ الرضوانِ = إذ قيل قدْ عدوا على عثمان وعقروا جمَلَهُ الثعلب إذْ = أرسله تحت الخزاعيِّ المُغِذْ وكانَ ممَّن بعثوه يسترِدْ = نبيَّنا مكرَزُ عُروَةُ الحَرِدْ والحارثيُّ المُتَأَلِّهُ الذي = هو لهم بردِّ أحمدٍ بذي ولم تزلْ بينهمُ المراجعهْ = حتى أتى سُهَيْلُهُمْ فاسترْجَعَهْ لولا نبيُّ الرحمةِ المُوَفَّقُ = للرُّشدِ في آرائهِ لمُزِّقُوا أسلَمَ بعدَ عوْدِهِ بالعُظَمَا = أكثرُ ممَّنْ كان قبلُ أسلَمَا وفسروا بذلك الفتح المبين = وفيه إبقاءٌ على المستضعفين وبعثوا جملَ عمرو بن هشامْ = هدياً وإنكاءً إلى البيت الحرام ونحروا وحلقوا وحملتْ = شعورهم للبيت ريحٌ قد غلتْ وأغلظوا في الصلح حتى أبرما = ومنه ردُّ من أتاه مسلما وهمْ عليهم بعد ردِّهم وبال = إذ أخذوا الطرق على صهبِ السِّبالْ وانتدبوا لقوله في الندب = سيدهم هذا محشُّ حربِ واستعطفوا خيرَ الورى بالرَّحم = في صرفهم إليهم عن أرضهم و (سورة الفتح) لدى القفولِ = أنزلها الله على الرسولِ (24) غزوة خيبر ثم لخيبرٍ ورشح النبي = حيدرةً وبالعقاب قد حبي وفازَ بالفتح وكان ترَّسا = ببابِ حصن لا يزاحُ إِذ رَسَا وغلَّ قاتِل سليل مسلَمهْ = لصنْوِهِ محمدٍ وأسلمهْ وغال مرحباً وقدَّ حجرا = من يابس الصخر به تمغفرا وعامر بن الأكوع استنشده = خير الورى وقال إذ أنشده والله لولا الله ما اهتدينا = ولا تصدقنا ولا صلينا وإذ ترحم للإنشاد عليه = هلك من رجوع سيفهِ إليه واستشعر الفاروق أن يستشهدا = وأخبر الهادي به بادٍ بدا وقلت تسعون من يهودا = واستشهدت (يهٍ) ولا مزيدا (25) غزوة وادي القرى ومرّ راجعاً إلى وادي القرى = فشاطرت يهوده خير والورى وأهلكوا غلامهُ ذا الشملَهْ = أغلها فهي عليه (26) غزوة مؤتة ثم إلى الروم النبيُّ استفرا = بمؤتةٍ جيشاً عليه أمرا زيدَ بن حارثة ثم جعفرا = فابن رواحة ولأياً انبرا ورفُعت للهاشميِّ المعركهْ = فعاين الذي أتوا وأدركه (27) غزوة الفتح الأعظم ثم إلى الفتح الخزاعيُّ ذمَرْ = عشرةَ آلافٍ فعزَّ وانتصرْ وهوَ الذي تهللتْ لنصره = سحابةٌ ومن بليغ شعره يا ربِّ إني ناشدٌ محمدا = حلَفْ أبينا وأبيه الأتلَدَا لدعوة النبي أُخِّرَ الخبرْ = عن مكةٍ فلم يُورِّ بَل جَهضرْ وخاب صخرٌ إذ أتى يرْأبُ مَا = أَثْآهُ غَدْرُ قَومِهِ فَانْفَصَمَا وحاطبٌ إبنُ أبي بلتعةِ = أرسل إذ زحوفه شرعت فأخبر الهادي بها فأرسلا = من جاءه كرها بها وامتثلا وللنبي عرض ابن عمته = ونجلُ عمِّهِ عزيز فِئته وعنهما أعرض جرَّا مأثمه = فاستشفعا له بأُم سلمهْ وأقبلت جنود صفوةِ الأممْ = أمامهُ حتى انتهوا إلى الحرم وضربت له هناك قبهْ = أرضى بها الله وأرضى حزبه فاحترم الحرم إذ هو الحرمْ = محرمٌ مؤمنٌ ممن هجمْ وحِينَ حلَّ بإزاء الحرمِ = أمَرَ أنْ يُوقدَ كل مسلمِ ناراً فأبصرَ أبو سفيانا = وكان يرتَقِبُهُ النيرَانا فارتاع فانسل إذنْ عمُّ النبي = فالتقيا فجا به عن كثبِ وزعم ابنُ قيسٍ أن سيُحْفِدا = رجالهم خلته وأنشدا إن يغلبوا اليوم فما لي علَّهْ = هذا سلاحٌ كاملٌ وألهْ وشهدا المأزق فيه حطما = رمزُ (يبٍ) من قومهِ فانهزما وجاء فاستغلقَ بابه البتولْ = فاستفهمتهُ أين ما كنتَ تقولْ فقال والفزعُ زًَعفرَ دمهْ : = إنكِ لو شهدتِ يومَ الخندِمَهْ إذ فرَّ صَفْوان وفرَّ عِكرمهْ = واستقبلتنا بالسيوفِ السلِمهْ وفاذ من لاذ بهِ واسترْحمه = يومئذٍ إذ هو يومُ المرحمهْ كابنِ أبي سرحٍ وزير الخلفا = وناخسِ البكرِ ببنتِ المصطفى وهلكت لنخسهِ وألقت = ذا بطنها والبرحَ منه لاقت بحرقهِ أمرَ ثم رجعا = لقتلهِ والنارَ عنه دفعا وبعد ما أشفى على الإحراقِ = تداركته رحمة الخلاَّق فحقن الله بالإسلام دمهْ = سبحانه من راحم ما أرحمهْ أحنى وأرأف من الأم بنا = وهكذا رسوله كان لنا يدخلنا الجنة إلا من شرَدْ = عنه وعن توحيده أبي وصدْ يقرب بالذراع أو بالباعِ = للمُدَّني بشبرٍ أو ذراعِ ومن أتى يمشي أته هرولهْ = فضاعف الأجر له وأجزلهْ يُضاعف الأجر لسبع مئة = ففوقُ يؤجر بحسن النِّيةِ من لُطفهِ أن صحائف الذنوبْ = وهي عَظيمةٌ تروِّع القلوبْ لا تزن التهليل في بطاقهْ = كأنها الظفر في الدقاقهْ بسببه من سبَّهُ آنسهُ = نبينا أن عيروه نخسه صلى عليه الله ما أحلمهُ = عنْ سيء الحوبِ وما أكرمهُ وكأبي سفيان وابن عمته = وكابن عمهِ وأهل بكتِهْ واختلفوا فيها فقيل أمنيتْ = وألحق عنوةً وكرهاً أُخذتْ وأخبر النبيَّ بارئُ النسمْ = بقولهم يسكن بعدها الحرمْ وبالذي قالوه إذ لم يُرهقا = تداراكته رحمةٌ فأشفقا وبالذي قالوه في المؤذنِ = وبالذي به فضالةٌ عني وأخذ المفتاح ثم ردهُ = عنْ رَغمْ قومه الذين عنده (28) غزوة حنين ثم إلى وادي حنين انحدرْ = عن مكةٍ من الألوف اثنا عشرْ فوجدوا هوازناً تأهبوا = بكل مخْرمٍ لهم وألبوا وبينما الجيش إليهم ينحدرْ = بغلسٍ شدوا إليه وهو غِرْ فاستنفروا بهمْ لذلك الرِّكابْ = وأدبرت تخدي بهم غلبُ الرقابْ واستنزلوا وادَّرَعوا وهي تَمُرْ = مرَّ جهامٍ بالبهاليل نفرْ فاقتحموا عنها وآبوا للنبي = وزحزحوا عنهُ زحوفَ العرب فأرسل الله جنود الفرج = وقبضةُ الترب قضت بالفلح وثبتْ مع النبي طائفهْ = من أهل بيتهِ وممنْ ألفهْ حيدرةٌ والعمران وأبو = سفيان جعفر ابنهُ المنتخب وعمه ربيعةُ العباسُ = وفضلهُ أسامة الأكياسُ وأيمنُ ابن أمهِ والعبدري = شيبةُ رامَ غدر خير مضرِ فصده عما نوى فضربه = نبينا في صدره فجذبه ووقف السبي إلى أن رجعا = من طائفٍ لعل أن يسترجعا أعطى عطايا شهدت بالكرم = يومئذٍ له ولمْ تُجمجِمِ وكيف لا ومستمَدُّ سيبهِ = من سيبِ ربٍّ ذي عنايةٍ به أعْطى عطايا أخجلت دُلحَ الدِّيمْ = إذ ملأتْ رُحبَ الفضا من النَّعَمْ زُهاء ألفيْ ناقةٍ منها وما = ملأ بين جبلين غنما لرجلٍ وبله ما لحقهْ = منها ومن رقيقهِ وورقهْ منها أفاد العمَّ ما ناء به = فهال منه عمُّهُ عن ثوبهِ ووكلَ الأنصار خير العالمين = لدينهم إذ ألف المؤلفينْ فوجدوا عليه أنْ منعهم = فأرسل النبي من جمعهم وقال قولاً كالفريد المونِقِ = عن نظمِهِ ضعفَ سِلْكُ منطقي وأدك الفلَّ بأوطاسَ السَّري = عم أبي موسى الشجاع الأشعري وغال تسع إخوةٍ مبارزه = وفرَّ عاشرٌ لدى المبارزة وإذ توى دوخهم حفيده = وجاء بالفلِّ وهم عبيدهُ ( 29) غزوة الطائف فلثقيفٍ وهي في حصونِ = بطائفٍ أقْبلَ من حنينِ فسألوه الكف عن قطع الكرَمْ = بالله والرحم فارتادوا الكرمْ فهابه والمنجنيقَ ضربَا = وسئلَ الدعا عليهم فأبى ونوفل استشاره في أمره = فقال همْ كثعلبٍ في حجرهِ (30) غزوة تبوك ثم لرومٍ بتبوك استنفرا = (لامَ) أُلوفٍ عامَ عُسرٍ اعترى ومعهم لحربه ألب له = غسِّانُ لَخْمٌ وجُذامُ عاملهْ وحضَّ الاغْنِيَا على الحملانِ = ونكصوا دونَ مدى عثمانِ على بعيرٍ عشرةٌ تعتقبُ = وعزّ مطعمٌ وعزَّ مشربُ يقتسم النَّفرُ تمرةً ومنْ = فرثٍ الأباعِرِ شرابٌ قد يعنْ وقعد الباكون والمعذرونْ = وعسكرت فربتِ المنافقونْ وقعد الثلاثةُ الذينا = تابَ عليهم ربنا يقينا كعب بن مالك مُرارةُ الربيعْ = وابن أُميَّةٍ هلالٌ الرفيعْ وأبَوا خيثمةٍ وذرِّ = قدْ لحقا وجاء أرضَ الحجرِ فذبَّ عن مياههِ وأمرَا = أن لا يمرَّ أحدٌ كما يرى فعقَّهُ المخنوقُ فوقَ مذهبهِ = ومن وفودُ طيىءٍ أتته بهْ فأصبح الناس ولا ماء لهم = فأرسل الله سحابةً تؤمْ على تخلُّفٍ بطيبةٍ علي = خُص بسهمين بسهمه العَلِي وسهم جبريل وكان حضرا = وبذْلهُ به النبي أمراً وقال إذا أضل راحلتهُ = مجرمهمْ ما قال فانتبه ونزلت ْ يومئذٍ في مخشنِ = وصحبهِ {كنا نخوض} فاعتنِ [ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ] شَرَحها القاضي حسن بن محمد المَشَّاط. |
الشيخ محمد يحي بن سيد احمد المجلسي
|
الساعة الآن 11:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir