8: المواربة
 

شموس البراعة للشيخ: أبو الفضائل محمد فضل حق الرامفوري
 

8- الْمُوَارَبَةُ:
من الْأَرَبِ، وهوَ الحاجةُ والعقلُ، أوْ منْ وَرَبَ العَرَقُ إذا فَسَدَ، وهيَ في اصطلاحِ هذا الفنِّ: أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ كلامَهُ الذي يَتَوَجَّهُ عليهِ فيهِ المؤاخذةُ، بحيثُ يُمْكِنُهُ أنْ يُغَيِّرَ معناهُ إذا أَنْكَرَ عليهِ شخصٌ بتحريفٍ لكلمةٍ أوْ تصحيفٍ لها أوْ غيرِها منْ زيادةٍ أوْ نَقْصٍ أوْ نحوَ ذلكَ؛ ليَسْلَمَ من المؤاخذةِ ويَتَخَلَّصَ عنها بذلكَ التحريفِ أو التصحيفِ أوْ غيرِهما، كقولِ أبي نُوَاسٍ في خالِصَةَ جاريةِ الرشيدِ:

فلمَّا أَنْكَرَ عليهِ الرشيدُ ذلكَ، قالَ أبو نُوَاسٍ:
لم أَقُلْ إلَّا
فغَيَّرَ المعنى بهذا التحريفِ، وسَلِمَ من المؤاخذةِ بهِ .

شرح دروس البلاغة الكبرى لفضيلة الدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
 

القارئ: المُوَارَبَةُ: هيَ أنْ يَجعَلَ المتكلِّمُ كلامَه بحيثُ يُمْكِنُه أنْ يُغَيِّرَ معناهُ بتحريفٍ أوْ تصحيفٍ أوْ غيرِهما؛ ليَسْلَمَ من المؤاخذةِ، كقولِ أبي نُوَاسٍ:
فلمَّا أنْكَرَ عليهِ الرشيدُ ذلكَ، قالَ: لم أَقُلْ إلَّا:

الشيخ: هذا اللون والمواربة تمكن الشاعر من تغيير طفيف في كلمات بيته، ليتخلص من موقفٍ سببه له البيت السابق، ويذكر من ذلك قول أبي نواس للرشيد:
خالصة هذه جارية من الحواري التي كان يحبها الرشيد، فأنكر الرشيد عليه ذكر، فقال: لم أقل ذلك، وإنما قلت:
وحدث العين وأبدلها بالهمزة، فتغير المعنى من أمرٍ يلام عليه إلى أمرٍ يحمد له، ولذلك قال علق بعض النقاد على هذا البيت، قال: هذا بيت قلعت عيناه فأبصر، ولذلك العين في ضاع في الشطرين تحولت إلى هموة فتغير المعنى.

الكشاف التحليلي لمسائل دورس البلاغة
 

· المؤاربة:
§ المؤاربة لغة:من الأَرَبِ، وهوَ الحاجةُ والعقلُ، أوْ منْ وَرَبَ العَرَقُ إذا فَسَدَ
§ المؤاربة اصطلاحاً:هيَ أنْ يَجعَلَ المتكلِّمُ كلامَه بحيثُ يُمْكِنُه أنْ يُغَيِّرَ معناهُ بتحريفٍ أوْ تصحيفٍ أوْ غيرِهما؛ ليَسْلَمَ من المؤاخذةِ،
° مثاله قول أبي نواس: