![]() |
الهرولة بين الميلين في بطن الوادي
كم تمنيت في طفولتي أن أحاكي والدي –حفظه الله- في تطبيق سنة الهرولة بين العلمين في المسعى وكلما هممت بتقليده ذكرتني والدتي –حفظها الله – أن هذه سنة خاصة بالرجال.. عقلي الصغير لم يدرك خصوصية تلك الشعيرة بالرجل مع أن الفاعل لها ابتداء امرأة "هاجر" أم إسماعيل عليه السلام ، فلم لا تكون سنة خاصة بنا معاشر النساء ؟!! ومن كرم الله أني نشأت في بيئة شعارها { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا }الأحزاب (36) فأذعنت لأمر ربي وتناسيت سؤالي .. فلما يسر الله لي العمرة قبل أيام ، رأيت امرأة تركض بالمسعى كالمجنونة تبحث عن طفلها الذي فقدته ، حتى لم الله شملها وأقر عينها به ، ذاك المنظر جعلني استحضر مشهد هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وهي تركض خشية الهلاك تبحث عن ما يقيم صلبها وصلب طفلها ، حتى فرج الله عنها ، وخلّد فعلها ، سنة تُذّكر بتفريج الهم ، وتنفيس الكرب لمن توكل على الله كمال التوكل ، وأحسن الظن بمن يملك مقاليد الأمور ، إذا أراد أمرا قال له كن فيكون .. أوقفت شريط مخيلتي ، وأغمضت عيني قلبي لأفتح عيني بصري ، وإذ بفوج من المعتمرين قادم يهرول بين العلمين انتابني شعور من الفخر والاعتزاز فمنظرهم مهيب فيه الشجاعة والقوة والبسالة ومن خلفهم النساء يسرن بحشمة وحياء .. حينها قفز سؤالي الطفولي : لم الهرولة خاصة بالرجال مع أنها إحياء لسنة امرأة تُذّكِر بكرم الله ولطفه وقريب فرجه .. هي رسالة إلهية لنا معاشر النساء استوحيت منها : أي عمل يُخل بحيائنا وحشمتنا وعفتنا فلنحذر إتيانه ، وفعله وإن كان في مجال الخير.. وفيها غلق لباب كل طامع يحاول زلزلة الفضيلة ، واقتحام سور العفة بدعوات آثمة، وشعارات مضللة باسم حرية المرأة ، ومساواتها بالرجل .. |
اقتباس:
أسأل الله ان يحفظنا وبنات المسلمين جميعا |
كلامك رائع... جزاك الله خيرا.
|
شكراً لك أختي حفيدة البخاري
بارك الله فيك موفقة بإذن الله |
الساعة الآن 08:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir