معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   مقدمة كتاب المجروحين لابن حبان (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=349)
-   -   ذكر التغليظ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23112)

محمد أبو زيد 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م 09:11 PM

ذكر التغليظ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ الْبُسْتِيُّ (ت: 354هـ): (ذكر التغليظ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بين إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
قال أبو حاتم رضي الله عنه: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالتبليغ عنه من بعدهم مع ذكره إيجاب النار للكاذب عليه دليل على أنه إنما أمر بالتبليغ عنه ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أو ما كان من سنته فعلا أو سكتا [سكوتا] عند المشاهدة
[المجروحين: 1/ 15]
لا إنه يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ» المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب، إلا من أدى صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سقيمه، وإني خائف على من روى ما سمع من الصحيح والقيم أن يدخل في جملة الكذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عالما بما يروى، وتعيين [تمييز] العدول من المحدثين والضعفاء والمتروكين بحكم المبين عن الله تبارك وتعالى.
ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه
حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمين بن أبي ليلي، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
حدثنا عبد الله بن محمد المديني، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت ميمون بن أبي شبيب، يحدث عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من روى عني حديثا وهو يرى أن كذب فهو أحد الكاذبين».
قال أبو حاتم: في هذا الخبر دليل على صحة ما ذكرنا أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما تقول عليه، وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكاذبين، على أن ظاهر الخبر ما هو أشد، وذاك أنه قال صلى الله عليه وسلم: «من
[المجروحين: 1/ 16]
روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب» ولم يقل إنه يتيقن أنه كذب.
فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر، ولو لم يتعلم التاريخ وأسماء الثقات والضعفاء ومن يجوز الاحتجاج بأخبارهم ممن لا يجوز إلا لهذا الخبر الواحد، لكان الواجب على كل من ينتحل السنن أن لا يقصر في حفظ التاريخ، حتى لا يدخل في جملة الكذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأقل ما يثبت به خبر الخاصة حتى تقوم به الحجة على أهل العلم هو خبر الواحد الثقة في دينه المعروف بالصدق في حديثه، العاقل بما يحدث به، العالم بما يحيل معاني الحديث من اللفظ المنسري على التدليس في سماع ما يروى عن الواحد مثله في الأحوال التي وصفتها حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سماعا متصلا.
ذكر خبر ثالث يدل على صحة ما ذهبنا إليه
حدثنا أحمد بن يحيي بن زهير بتستر، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن إشكاب، قال: حدثنا علي بن حفص المدائني، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع».
قال أبو حاتم: في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما يسمع حتى يعلم على اليقين صحته، ثم يحدث به دون ما يصح على حسب ما ذكرناه قبل). [المجروحين: 1/ 17]


الساعة الآن 05:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir