معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الدعوة بالقرآن (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1016)
-   -   رسالة تفسيرية (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=28636)

أمل يوسف 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م 11:49 AM

رسالة تفسيرية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية
فى قوله تعالى"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
هذه الآيات ابتداء تشريع أحكاما عظيمة للمسلمين لإصلاح جامعتهم وبناء أركانها ليزدادوا يقينا بارتفاعهم على اهل الشرك
ومقصود هذه الآيات تعليم المسلمين فافتتحت هذه الأحكام والوصايا بفعل القضاء المقتضى الإلزام اهتماما به
وابتدىء هذا التشريع بذكر اصل التشريع كله وهو توحيد الله فذلك تمهيد لما سيذكر بعده من الاحكام
فبدا بالنهى عن عبادة غير الله لأن ذلك هو اصل الإصلاح لان إصلاح التفكير مقدم على إصلاح العمل
وفى الحديث"أل وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب"
وقوله وبالوالدين إحسانا"
هذا اصل ثان من اصول الشريعة وهو بر الوالدين
وعطف الامر بالإحسان إلى الوالدين على ما هو فى معنى الامر بعبادة الله لان الله هو الخالق فاستحق العبادة لانه أوجد الناس ولما جعل الأبوين مظهر إيجاد الناس أمر بالإحسان إليهما
ولأن الله جبل الوالدين على الشفقة على ولدهما فامر الولد بمجازاة ذلك بالإحسان إلى ابويه
والإحسان يشمل كل من الاقوال والأفعال والبذل والمواساة
فذكر سبحانه :إن يبلغ احد الأبوين او كلاهما حد الكبر وهما فى كفالتك فوطىء لهما خلقك ولين لهما جانبك
وخص هذه الحالة بالبيان لانها مظنة انتفاء الاحسان بما يلقى الولد من ابيه وامه من مشقة القيام بشئونهما ومن سوء الخلق منهما
وقوله "فلاتقل لهما أف"ليس المقصود النهى نهذه الكلمة بخصوصها وإنما المقصود النهى عن الأذى الذى اقله الأذى باللسان باوجز كلمة
فيفهم منه النهى عما هو أشد اذى بطريق الاولى
ثم عطف عليه النهى عن نهرهما وهو الزجر وأمر بإكرام القول لهما والكريم من كل شىء :الرفيع فى نوعه
وبهذا الامر انقطع العذر بحيث إذا أرد الولد ان ينصح لأحد ابويه أو يحذر مما قد يضرهما أدى إليهما ذلك بقول لين
ثم ارتقى فى الوصاية بالوالدين إلى أمر الولد بالتواضع لهما تواضعا يبلغ حد الذل لهما ذلا ناشئا عن الرحمة لا عن خوف أو مداهنة وذلك لإزالة وحشة نفوسهما إن صارا فى حاجة إلى معونة الولد حيث يبغيان أن يكونا هما النافعين للولد
والقصد من ذلك الامر:ان يتخلق الولد بشكر الوالدين على أنعامهما السابقة عليه
واعتياد النفس على التخلق بالرحمة بأن يستحضر دوما وهو يعاملهما وجوب معاملتهما بالرحمة حتى يصير ذلك له خلقا
ومقتضى الآية التسوية بين الوالدين فى البر وإرضاؤهما معا فى ذلك ولم تتعرض الآية لما عدا ذلك مما يختلف فيه الابوان

كمافي الحديث الصحيح عن أبي هريرة: " أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم مَن أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: ثم أبوك "

وهو ظاهر في ترجيح جانب الأم لأن سؤال السائل دل على أنه يسأل عن حسن معاملته لأبويه.
المصادر:
التحرير والتنوير لابن عاشور
الأسلوب المتبع فى الرسالة:
حاولت الجمع بين الاسلوب المقاصدى مشوبا بالاسلوب الوعظى

أمل عبد الرحمن 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م 11:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم تصحيح الرسالة الأولى بحمد الله، وبناء عليه ينظر كل طالب في رسالته الثانية فإما أن تحتاج إلى تعديل بناء على ما ذكر له من ملاحظات أثناء التصحيح، أو يقرّها على ما هي عليه ويخبرنا بذلك في رد جديد في نفس موضوعه ليتابع تصحيحها بإذن الله.
فأنتظرك أختي الكريمة
بارك الله فيك

أمل يوسف 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م 09:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأعيد كتابة الرسالة بحول الله وقوته
والله المستعان

أمل يوسف 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م 10:58 PM

تفسير قوله تعالى "فأقم وجهك للدين حنيفا"
 
قوله تعالى :فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة وجهه للدين حال كونه حنيفا اى مقبلا على ربه معرضا عما سواه
ومعنى إقامة الوجه للدين:عبر بالوجه لأن إقامة الوجه تبعا لإقامة القلب للدين وإقامة الوجه والقلب للدين تفضى إلى سعى البدن فى مرضات الرب وإخلاص الدين له وحده لا شريك له
والوجه أشرف ما فى الإنسان وإلتفات الوجه لأمر يدل على اهتمامه به وإعراضه عن غيره وانشغاله عنه فمن أقام وجهه للدين فقد جعله إمامه فى كل شئونه الدينية والدنيوية يستقى منه ويسترشد به ومن كان هذا حاله كان كمن قال الله تعالى فيه "فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا "
وأما الحنيفية فالمقصودالملة الحنيفية ملة التوحيد والإخلاص والميل عن الشرك والإقبال على التوحيد بقلبه وبدنه
ثم بين سبحانه وتعالى أن هذا المأمور به يوافق ما فطر الله تعالى العباد عليه فإن الدين الحنيف يوافق الفطرة كما قال تعالى فى الحديث القدسى"إنى خلقت عبادى كلهم حنفاء ثم إن الشياطين اجتالتهم عن دينهم"
والفطرة كما ذكرها السعدى رحمه الله :ما وضعه الله فى قلوب الخلق كلهم من الميل إلى الحق وإيثاره ومحبته
وهى أيضا الاستعداد للتعاليم الإلهية والعمل المشروع

وهذه الفطرة هى الأصل فمن خرج عنها فلعارض عرض له فى فطرته فأفسدها عليه
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول "فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله"
وقال القرطبى فى معنى الفطرة نقلا عن شيخه الذى لم يسميه:إن الله تعالى خلق قلوب بنى آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام وهو الدين الحق وقد دل على صحة هذا المعنى قوله كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء يعنى أن البهيمة تلد ولدها كامل الخلقة سليما من الآفات فلو ترك على أصل تلك الخلقة لبقى كاملا بريئا من العيوب لكن يتصرف فيه فيجدع أذنه ويوسم وجهه فتطرأعليه الآفات والنقائص فيخرج عن الأصل

ففى ضمنه الحث على الحفاظ على الفطرة وتغذيتها بما يوافقها من العلم الذى هو دين الإسلام الحنيف
وأما قوله تعالى "لا تبديل لخلق الله" فمعناه :
نهى فى صيغة الخبر أى لا أحد يبدل خلق الله فيجعل المخلوق على غير الوضع الذى وضعه الله
وقيل هو خبر على بابه ومعناه أن الله تعالى ساوى بين خلقه كلهم فى الفطرة لا يولد أحد إلا على الفطرة المستقيمة
والمراد بخلق الله:دين الله
والدين والفطرة هو الإسلام كما قال البخارى
وقوله تعالى "ذلك الدين القيم"أى التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم الموصل إلى الله وإلى كرامته
وقوله تعالى "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" أى اكثر الناس لا يعرفون هذا الدين القيم وإذا عرفوه لم يسلكوه
قال القرطبى أى لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقا معبودا وإلها قديما سبق قضاؤه ونفذ حكمه
وفى الآية حث على لزوم دين الإسلام والإقبال على الله بكليتنا والإخلاص له وحده لا شريك له فإن سلوك هذا الدين هو أقوم السبل وأهدى الطرق الذى من سلكه أفضى به إلى رضا الله وجنته
المصادر:
-بن كثير
-القرطبى
-السعدى
-التحرير والتنوير
-صحيح البخارى كتاب التفسير سورة الروم

اسلوب الرسالة:
التقرير العلمى


الساعة الآن 12:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir