معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   التحبير في علم التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=189)
-   -   النوع التاسع والأربعون: الاستعارة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6481)

ساجدة فاروق 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م 03:41 PM

النوع التاسع والأربعون: الاستعارة
 
النوع التاسع والأربعون: الاستعارة
وهي نوع من المجاز لكنها مختصة باسم وحدّه، وبعضهم يطلق على المجاز كله استعارة، كأنك استعرت اللفظ من مستحقه الذي وضع له ونقلته إلى غيره، ومنهم من يخصها بما لم يذكر المستعار له وعرفها أهل البيان بأنها: مجاز علاقته المشابهة، فإطلاق المِشفر مثلاً على شفة الإنسان إن كان للتشبيه بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، أو لإطلاق المقيد على المطلق من غير قصد التشبيه فمجاز ويسمى: مرسلاً، وهي أقسام كثيرة فمنها: تحقيقية وهي: ما تحقق معناها عقلاً أو حساً نحو: {اهدنا الصراط المستقيم} أي: الدين الحق – {أومن كن ميتاً فأحييناه..} أي: ضالاً فهديناه.
ومنها: تهكمية وتمليحية – وهما ما استعملا في ضده أو نقيضه نحو: {فبشرهم بعذاب أليم} استعير لفظ البشارة للعذاب، وهي موضوعة للسرور تهكماً بهم.
ومنها: مجردة وهي: ما قرن بملائم المستعار له نحو: {فأذاقها الله لباس الجوع..} لم يقل: (فكساها) لأن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك باللمس ولا عكس.
ومنها: مرشحة وهي: ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم..} استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار ثم قرنها بما يلائم الاشتراء من الربح والتجارة.
ومنها: استعارة بالكناية وهي: أن تضمر التشبيه في النفس فلا تصرح بشيء من أركانه سوى المشبه، ويدل عليه بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به، فنفس التشبيه هو الكناية، وإثبات ذلك الأمر للمشبه استعارة تخيلية نحو: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} شبه ما يدرك من أثر الضر والألم بما يدرك من طعم المر البشع فأوقع عليه الإذاقة، فتكون الإذاقة بمنزلة الأظفار للمنية في قوله:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
وكذا قوله تعالى: {جداراً يريد أن ينقض..} شبه ميلانه للسقوط بانحراف الحي فأثبت له الإرادة التي هي من خواص العقلاء، وقوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم..} بأن لا تقبل الحق بالشيء الموثوق المختوم ثم أثبت لها الختم.
ومنها: تبعية وهي: أن يكون المستعار فعلاً أو صفة أو حرفاً كما تقدم في آية: {فبشرهم..} وآية: {إنك لأنت الحليم الرشيد} ومنه قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً} استعيرت لام (كي) التي هي للعلة للغاية.
ومنها: تمثيلية: وهي ما استعمل فيما شُبّه بمعناه الأصلي تشبيه مبالغة نحو: {واعتصموا بحبل الله جميعاً..} شُبه استظهار العبد بالله ووثوقه به والتجاؤه إليه باستمساك الواقع في مهواة مهلكة بحبل وثيق مدلى من مكان مرتفع يأمن انقطاعه، ولها أنواع أخر مبينة في علم البيان والله أعلم.


الساعة الآن 11:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir