معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=310)
-   -   كتاب الميم - أبواب السبعة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=7046)

ساجدة فاروق 17 جمادى الأولى 1431هـ/30-04-2010م 07:03 AM

كتاب الميم - أبواب السبعة
 
" أبواب السبعة "
282 - باب " ما "
قال أبو زكريا: " ما " في الكلام على ضربين: اسم وحرف، فإذا كانت اسما فهي على خمسة أقسام: -
أحدها: أن تكون خبرا في التعجب لا صلة لها، كقولك: ما أحسن زيدا وما أعلم بكرا. وقد وقعت خبرا لا صلة في قوله [تعالى] {فنعما هي}.
والثاني: أن تكون خبرا بمعنى الذي موصولة. كقوله تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}.
والثالث: أن تكون استفهاما. نحو: ما عندك ؟
والرابع: أن تكون للشرط والجزاء. كقولك: ما تفعل أفعل.
والخامس: أن تكون نكرة موصوفة. نحو قوله [تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة}، ويجوز أن تكون " ما " في هذا الموضع. زائدة.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي في قراءة من رفع بعوضة.
وكذلك ما في قوله [تعالى]: {هذا ما لدي عتيد}، أي: هذا شيء عتيد لدي.
وإذا كانت حرفا فهي على أربعة أقسام: -
أحدها: أن تكون زائدة.
والثاني: أن تكون نافية.
والثالث: أن تكون مصدرية نحو قوله [تعالى]: {بما كانوا يكذبون}، أي: بكذبهم: {ومما رزقناهم ينفقون}.
والرابع: أن تكون كافة عن العمل. نحو: {إنما الله إله واحد ربما يود الذين كفروا}. فقد كفت " أن " و " رب عن العمل.
وقال ابن قتيبة: " ما " و " من " أصلها واحد فجعلت " من " للناس، و " ما " لغير الناس. تقول: من مر بك من القوم.
وما مر بك من الإبل ؟
وذكر بعض المفسرين أن " ما " في القرآن على سبعة أوجه: -
أحدها: أن تكون صلة. ومنه قوله تعالى في البقرة: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها (، وفي آل عمران: {فبما رحمة من الله لنت لهم}، وفي سورة النساء: {فبما نقضهم ميثاقهم}.
والثاني: بمعنى النفي. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وما ظلمونا}، وفي الأنعام: {ما كنا مشركين}، وفي الأعراف: {وما كنا غائبين}، وفي يوسف: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}، وفي المؤمنين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله}، وفي النمل: {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}، وفي حم السجدة: {وما ربك بظلام للعبيد}، وفي ق: {وما أنت عليهم بجبار}.
والثالث: بمعنى التعجب وتقديره أي شيء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فما أصبرهم على النار}، وفي عبس: {قتل الإنسان ما أكفره}.
والرابع: بمعنى " الذي ". ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى}، وفي المؤمنين: {أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}، وفي سبأ: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}، وفي حم السجدة: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}، وفي الزخرف: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}
والخامس: بمعنى " كما " ومنه قوله تعالى تعالى: [في يس]: {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم}. والحقه قوم بقسم " الذي ".
والسادس: بمعنى الاستفهام. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ما تعبدون من بعدي}.
والسابع: بمعنى " من ". ومنه قوله تعالى في الشمس: {والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها}، وفي الليل: {وما خلق الذكر والأنثى}. وقد جعله قوم بقسم (الذي) أيضا، فذكر ابن قتيبة: عن أبي عمرو أنه قال: هي بمعنى " الذي "، قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا الرعد: سبحان ما سبحت له.
283 - باب المسجد
المسجد: اسم لموضع السجود. وجمعه: مساجد، وهو في التعارف اسم للأبنية المتخذة في الإسلام للصلاة ومثله الكنائس لليهود والبيع للنصارى.
وذكر بعض المفسرين أن المسجد في القرآن على سبعة أوجه:
أحدها: البيت المقدس. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه}.
والثاني: المسجد الحرام. ومنه قوله تعالى في براءة: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله}، وفيها: {وعمارة المسجد الحرام}.
والثالث: مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومنه قوله تعالى في براءة: {لمسجد أسس على التقوى}، وقيل هو مسجد قباء.
والرابع: مسجد الضرار. ومنه قوله تعالى في براءة: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا}.
والخامس: مكة والحرم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله}، وفي الفتح: {وصدوكم عن المسجد الحرام}.
والسادس: [جميع] المساجد. ومنه قوله تعالى في الحج: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد}.
والسابع: أعضاء الإنسان التي يسجد عليها. ومنه قوله تعالى في سورة الجن: {وأن المساجد لله} وقد ألحق هذا قوم بالقسم الذي قبله.
284 - باب الموت
الموت: حادث تزول معه الحياة. والموتة: الواحدة من الموت.
والموتان: الموت أيضا، يقال: وقع في الإبل موتان شديد. والموتة: شبه الجنون يعتري الإنسان. ومؤته - بالهمز. أرض بها قتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام. والموتان: الأرض لم تحي بعد بزرع ولا إصلاح وكذلك الموات.
وذكر بعض المفسرين أن الموت في القرآن على سبعة أوجه: -
أحدها: الموت نفسه. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {كل نفس ذائقة الموت}، وفي الزمر: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وفي الجمعة: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}.
والثاني: النطفة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم}، وفي المؤمن: {ربنا أمتنا اثنتين} وأحييتنا اثنتين)، فالموتة الأولى كونهم نطفا.
والثالث: الضلال. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أو من كان ميتا فأحييناه}، وفي النمل: {فإنك لا تسمع الموتى}، وفي الملائكة: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}.
والرابع: الجدب. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {فسقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء}، وفي فاطر: {فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها}، وفي يس: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها}، وفي الزخرف: {فأنشرنا به بلدة ميتا}، كل بلد [ميت] في القرآن فالمراد به الأرض المجدبة.
والخامسة: الحرب. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه}.
والسادس: الجماد - ومنه قوله تعالى في النحل: {أموات غير أحياء}، يعني الأوثان.
والسابع: الكفر. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي}، فالميت ها هنا الكافر. [وبعضهم يلحقه بقسم النطفة].
وقد ألحق بعضهم وجها ثامنا فقالوا: والموت: الطاعون. ومنه قوله تعالى (في البقرة): {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت}، وليس كما قال وإنما معناه حذر الموت بالطاعون، لأنه كان قد نزل بهم، وهذا قول ابن عباس.


الساعة الآن 01:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir