سؤال عن سبب قول ابن رجب: «أن البخاري يرى أن الإسلام والإيمان مترادفان»
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع السؤال عن صحتكم، وبعد:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "فتح الباري" لما شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)): اقتباس:
أفيدونا بارك الله فيكم. |
اقتباس:
أورد البخاري هذا الحديث في أوّل كتاب الإيمان وبوّب له بطرف الحديث ثم شرع في بيان اعتقاد أهل السنّة في زيادة الإيمان ونقصانه ثم أسند الحديث؛ فقال: (كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس.." وهو قول وفعل يزيد وينقص قال الله تعالى: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} .. إلخ آخر ما قال رحمه الله؛ ثم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان)). وهذا لا يقتضي أن الإسلام بمعنى الإيمان مطلقاً عند البخاري؛ ولكن لفظ الإسلام إذا أطلق فهو متضمّن لمعنى الإيمان؛ فإن شهادة التوحيد لا تكون شهادة صحيحة إلا بالإيمان الصادق وكذلك إقامة الصلاة لا تكون بغير الإيمان وهكذا سائر أركان الإسلام. وقد بيّن رحمه الله ما يدلّ على ذلك في موضع آخر من صحيحه فقال: "باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة" واستدلّ بآية الحجرات ثم قال: (فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جلّ ذكره: {إن الدين عند الله الإسلام}). فالإسلام والإيمان من الألفاظ التي يقول فيها العلماء: إذا افترقت اتّفقت وإذا اجتمعت اختلفت؛ كما لا يخفى عليكم. |
الساعة الآن 06:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir