معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الأسئلة العلمية العامة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=984)
-   -   سؤال: هل قضاء الذنب على العبد يُعد من النعم التي تستوجب الشكر؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35003)

شيماء بنت محمد 15 شعبان 1434هـ/23-06-2013م 11:52 PM

سؤال: هل قضاء الذنب على العبد يُعد من النعم التي تستوجب الشكر؟
 
أثابكم الله فضيلة الشيخ وأجزل لكم المثوبة والأجر،
- في الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله قوله:
اقتباس:

(والمقصود قوله "عدل فيّ قضاؤك"، وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم وسبب ذلك، فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب وهو عدل في هذا القضاء. وهذا القضاء خير للمؤمن كم قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن." أحمد في المسند 3\117،184، عن أنس بن مالك.
قال العلامة ابن القيم:
فسألت شيخنا "الإمام الجليل ابن تيمية" هل يدخل في ذلك قضاء الذنب؟ فقال: نعم بشرطه، فأجمل في لفظة "بشرطه" ما يترتب على الذنب من الآثار المحبوبة لله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذل والبكاء وغير ذلك).
أرجو أن تتفضل علينا فضيلتكم بمزيد بسط لهذه المقطوعة، وهل يعني هذا أن الإنسان يحمد الله على قضاء الذنب إن وُفِّق لتحقيق (شرطه) ويعتبره نعمة تستوجب الشكر والثناء؟

عبد العزيز الداخل 23 شعبان 1434هـ/1-07-2013م 01:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء بنت محمد (المشاركة 112041)
أثابكم الله فضيلة الشيخ وأجزل لكم المثوبة والأجر،
- في الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله قوله:
اقتباس:

(والمقصود قوله "عدل فيّ قضاؤك"، وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم وسبب ذلك، فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب وهو عدل في هذا القضاء. وهذا القضاء خير للمؤمن كم قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن." أحمد في المسند 3\117،184، عن أنس بن مالك.
قال العلامة ابن القيم:
فسألت شيخنا "الإمام الجليل ابن تيمية" هل يدخل في ذلك قضاء الذنب؟ فقال: نعم بشرطه، فأجمل في لفظة "بشرطه" ما يترتب على الذنب من الآثار المحبوبة لله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذل والبكاء وغير ذلك).
أرجو أن تتفضل علينا فضيلتكم بمزيد بسط لهذه المقطوعة، وهل يعني هذا أن الإنسان يحمد الله على قضاء الذنب إن وُفِّق لتحقيق (شرطه) ويعتبره نعمة تستوجب الشكر والثناء؟

قد يخلّي الله بين العبد وبين نفسه فيقع في الذنب؛ فيجد العبد في نفسه من الذل والانكسار لله تعالى والحياء منه والخوف من عقابه ورجاء عفوه وصدق الرغبة في التوبة إليه والتكفير عن ذنبه ما هو أحبّ إلى الله تعالى وأصلح لنفس العبد من بقائه على حالة لا يشعر فيها بذنبه فربّما أصابه من العجب والغرور وآفات النفس ما يهلكه أو يكاد، وكمْ من عبدٍ أذنب ذنباً فكانت حاله بعد الذنب أحسن من حاله قبله.
والعبرة في هذه المسألة بالعاقبة التي تكون بعد الذنب؛ فإن كانت خيراً ومقرّبة إلى الله فهذا القضاء خير للعبد باعتبار عاقبته، وإن كان العبد المذنب إنما زاده هذا الذنب عصيانا وطغيانا وتماديا فهو قضاء شرّ عليه، والعياذ بالله.
والعبد المذنب في فتنة فإنّه إن اتبع هدى الله في هذه الفتنة فتاب وأناب واستغفر واستعتب فهو إلى خير، ويُرجى له خير، وإن أعرض عن اتباع هدى الله وتمادى في غيّه خشي عليه من توالي العقوبات على ذنوبه.
وما يصيب المذنب بعد ذنبه ممّا يسوؤه ويحزنه ويشتدّ عليه دائر بين العقوبة والابتلاء؛ فإن تاب واتبع هدى الله كان ما أصابه بلاء يكفّر الله به عنه سيّئاته ويرفع به درجاته، وإن أعرض وتولّى كان ذلك من عاجل عقوبته.
وإن كان العبد يذنب وهو يوسّع عليه في متاع الدنيا وزينتها فيُخشى عليه أن يكون هذا من الاستدراج والمكر به ليؤخذ أخذاً شديداً على حين غرّة؛ فمن رزقه الله يقظة وتفكّراً رجع إلى الله وأناب ما دام في دار المهلة، وأمّا من طبع على قلبه لشدة إعراضه فهو على خطر عظيم أن يُختم له بخاتمة سوء، والعياذ بالله.


الساعة الآن 07:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir