سؤال: كيف يربي طالب العلم نفسة تربية ذاتية؟
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الذي أوصي به نفسي وإخواني وأخواتي في التربية الذاتية الخاصة :
1: العناية بتدبر القرآن العظيم ففيه بيان سبيل النجاة والسلامة من الفتن والضلال (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
2: قراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره والاستئناس بها في وحشة الطريق فهو إمامنا وقدوتنا، وسيرته نبراس لنا، وحديثه غذاء لأرواحنا، وإذا رزق العبد حسن فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم عرف قيمته وجلالة معانيه ، وعظيم مكانته فاستأنس به حتى ربما ذهب عليه الوقت وهو لا يشعر
كما نقل عن الحافظ الكبير ابن ديزيل وكان من خاصة طلاب المحدث الكبير عفان حتى لقب بدابة عفان
وكان العلماء يتعجبون من حفظه وجلده في استماع الحديث وتكراره وحفظه وكتابته حتى لقبه بعضهم بسيفنة وهوطائر لا يكاد يحط على شجرة إلا أكل ورقها حتى يعريها.
يريدون أنه يذهب إلى الشيخ فيلازمه حتى يأخذ كل ما عنده من الحديث ثم يذهب إلى غيره وهكذا حتى اجتمع له علم كثير
وكان كثير الكتابة للحديث قال عن نفسه فيما نقله الذهبي عن شيرويه : (
كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيرا، وكتبت ما لا أحصيه حتى عييت، ثم خرجت أتأمل السماء، فكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت إلى أن عييت ثم خرجت فإذا الوقت آخر الليل، فأتممت جزئي وصليت الصبح، ثم حضرت عند تاجر يكتب حسابا له، فورخه يوم السبت فقلت، سبحان الله ! أليس اليوم الجمعة ؟ فضحك، وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع ؟ قال: فراجعت نفسي، فإذا أنا قد كتبت، لليلتين ويوما).
وإذا أحس طالب العلم من نفسه ضعفاً وفتوراً وخشي عليها من الفتن استحب له بعض أهل العلم أن يقرأ ما يذكره ويرقق قلبه من أحاديث الفتن وأشراط الساعة والرقائق والزواجر عن الكبائر، وما أعد الله لأهل الجنة من النعيم.
وطالب العلم المتكن من القراءة كالطبيب في الصيدلية أنواع الأدوية أمامه وليس بينه وبينها إلا أن يتناول ما يناسبه منها
وعماد ذلك كله دوام الالتجاء إلى الله والاعتصام به والافتقار إليه والنية الصادقة على سلوك سبيل النجاة.
3: أن يتخذ له رفقة صالحة ويكثر من غشيان مجالس الصالحين فإنها مجالس مباركة تحضرها الملائكة وتنفر منها الشياطين وتتنزل فيها الرحمات لما فيها من ذكر الله تعالى والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
4: أن يقرأ في كتب السلوك والرقائق ومن أمثلها كتب ابن القيم رحمه الله تعالى وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب ابن الجوزي وغيرها.

5: أن يعتني بقراءة سير الصالحين فإنها تحفز الهمة وترقق القلب ، وتذهب العجب، وتعين على الاستقامة.
وكم من إنسان عصم بإذن الله من بعض الفتن بسبب موقف تذكره لأحد الصالحين.
وكم من إنسان دفع خاطرة سيئة بمثل هذه المواقف لو استرسل فيها لربما أهلكته أو كادت.