سؤال عن نون الجمع في القرآن
 

ما ضابط هذه النون وهل لها اسم عند أهل العربية؟

تسمّى نون الجمع، وهي ترد للتواضع كما ترد للتعظيم ، وضابط ورودها لمعنى التواضع أن تكون في الموضع الذي إذا تكلم الإنسان فيه عن نفسه بضمير المفرد أشعر بالعظمة؛ فيتكلم بضمير الجمع لإبهام ذكر النفس، ويُفهم قصد التواضع والتعاظم من دلالة السياق.
ونظير هذا مخاطبة العرب المرأة بخطاب جمع الذكور مبالغة في سترها، ومن ذلك قول جميل بثينة:
إني لأحفظ غيبكم ويسرني .. إذ تُذكرين بصالح أن تُذكري
يا ليتني ألقى المنية بغتة .. إن كان يوم لقائكم لم يقدَرِ

وقد ورد هذا الاستعمال في القرآن الكريم في قوله تعالى عن موسى عليه السلام: {فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا} على بعض أقوال المفسرين، وكذلك في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} لأنّ العابد والمستعين ليس في مقام تعظيم النفس وإنما هو في مقام التواضع والخضوع وإظهار الحاجة والفاقة.