سؤال عن حكم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاحتفال بهذا اليوم من كل سنة وفعل أشياء مخصوصة فيه يصيره عيدا ، وليس للمسلمين إلا عيدا الفطر والنحر؛ وإحداث عيد غيرهما محرم لا يجوز.
ولا سيما إذا كان منشأ هذا الاحتفال من قبل أعداء الدين من الكفار والمنافقين فإنه لا يجوز المشاركة فيه بل يجب على المؤمنين أن يكون لهم استقلالهم ونظرهم وهويتهم التي يتميزون بها عن غيرهم من الأمم ، وأن لا يكونوا تبعاً للأمم الأخرى ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولا ينخدعوا بشعاراتهم الزائفة ودعواتهم المضللة ولا سيما ما يتعلق بالمرأة والطفل والإعلام والتربية ونحوها فإن لأعداء الأمة مكراً كباراً في هذه الميادين يستلزم من المؤمنين حسن التيقظ والتحرز.

وأما إذا كان الأمر ليس فيه احتفال وأمنت فيه المقاصد السيئة ، وإنما هو تنسيق لعمل تعود على المسلمين مصلحته ومنفعته وقد حدد له يوم أو أيام من السنة من باب التنظيم ؛ فيجوز المشاركة في هذا العمل بما يحقق المصلحة للمسلمين بشرط أن يقتصر الأمر على من تدعو الحاجة إليهم من المسلمين ولا يكون الأمر عاماً ولا يكون فيه احتفال.
فإن من ضرورة التعامل مع الأمم الأخرى أن يجرى التنسيق لأمور تدعو الحاجة إليها من بحث بعض الموضوعات وتعاون على أعمال تعود للمسلمين منها منفعة راجحة.
وهذا من باب التنظيم ، ولا بأس به كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصص للنساء يوماً يعلمهن فيه ؛ ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك؛ فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله.
فقال: ((اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا)).
فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلمهن مما علمه الله).
ومن هذا الباب تنظيم الدروس والمحاضرات والندوات والدورات العلمية ومنها ما يكون سنوياً ومنها ما يكون شهرياً ومنها ما يكون أسبوعياً، وكل هذا من باب التنظيم والتيسير على من يشارك في هذا العمل وينتفع به، ولا بأس به.