سورة الفرقان
 

وفي العدد الفرقان عم زعيمه = وكل بروجا لم يعد ولم يجر
وفيها السبيل اعدد وبالألفات خذ = لديها وفي الأحزاب إلا التي تبري
[معالم اليسر: 140]

شرح ناظمة الزهر في علم الفواصل للشيخ عبد الفتاح القاضي
 

«سورة الفرقان»
وفي العدد الفرقان عم زعيمه
وكل بروجا لم يعد ولم يجر

وفيها السبيل أعدد وبالألفات خذ
لديها وفي الأحزاب إلا التي تبرى

اللغة: عم شمل – الزعيم الكفيل – ولم يجر من الجريان وهو المتابعة. تبرى من الإبراء.
الإعراب: وفي العدد متعلق بعم والفرقان مبتدأ وجملة عم زعيمه خبر. وضمير زعيمه يعود على الفرقان وكل مبتدأ والتنوين عوض عن المضاف إليه أي وكل علماء العدد ولم يعد خبره، وبروجا مفعول يعد. ولم يجر الواو للحال من لفظ بروجا وفيها متعلق بأعدد والسبيل مفعول أعدد. وبالألفات متعلق بخذ ولديها ظرف متعلق بخذ أيضًا وفي الأحزاب عطف على لديها إلا أداة استثناء والتي مستثنى من الأحزاب وجملة تبرى صلته.
المعنى: أفاد أن عدد آي هذه السورة سبع وسبعون عند جميع أهل العدد كما دل على ذلك العين والزاي. وقد علم ذلك من الإطلاق ومن الإشارة بقوله عم. وقوله «وكل بروجا الخ» يعني أن في هذه السورة مما يشبه الفواصل كلمة واحدة وهي {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} فجميع علماء العدد لا يعدونها، وقوله ولم يجر أي لم يجر هذا اللفظ على زنة فواصل السورة ولهذا ترك من العدد. ثم أمر بعد لفظ السبيل في هذه السورة وهو {أم هم ضلوا السبيل} فهو معدود اتفاقًا وإن كان مخالفًا لفواصل السورة كما أشار إلى ذلك بقوله. وبالألفات خذ يعني أن جميع فواصل هذه السورة مبنية على الألف إلا لفظ السبيل السابق وكذلك فواصل سورة الأحزاب كلها بالألف فلا تعد فيها فاصلة بغير ألف إلا الآية التي ذكرت في مقام الإبراء من عادات الجاهلية وهي {وهو يهدي السبيل} فهذه الآية ذكرت لتحصيل البرء من عادات الجاهلية وضلالاتهم. وقد
[معالم اليسر: 140]
يقي مما يشبه الفاصلة في هذه السورة وليس بمعدود {وهم يخلقون} {أساطير الأولين} {لهم فيها ما يشاءون} {خالدين} {قوم آخرون} {التي وعد المتقون} ولم ينبه عليها الناظم استغناء عن التنبيه بقوله. وبالألفات خذ أي لا تأخذ في هذه السورة إلا ما كان مبنيًا على الألف والله تعالى أعلم.
[معالم اليسر: 141]