سؤال عن معنى عبارة في مقدمة تفسير ابن كثير
السلام عليكم ورحمة الله
في مقدمة تفسير ابن كثير: لم أفهم مراد ابن كثير رحمه الله من عبارته: اقتباس:
|
اقتباس:
أورد ابن كثير في مقدمة تفسيره أثراً رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر: علي أقضانا، وأبي أقرأنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}. ثمّ عقّب عليه بقوله: (وهذا يدل على أن الرجل الكبير قد يقول الشيء يظنه صوابا وهو خطأ في نفس الأمر؛ ولهذا قال الإمام مالك: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا قول صاحب هذا القبر، أي: فكله مقبول، صلوات الله وسلامه عليه). ومراده بذلك أنّ أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يقرأ ببعض ما يرى عمر أنه منسوخ التلاوة من الأحرف السبعة، وربما خفي النسخ على أبيّ فتمسّك بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم العلم بالناسخ من أسباب الاختلاف في القراءات وفي الأحكام. ومتى تبيّن النسخ وجب الرجوع إلى القول به، لكن من لم يتبيّن النسخ فإنه يعذر بتمسّكه بالأصل وهو عدم النسخ. ولا عصمة لأحد من أفراد الصحابة ولا من بعدهم، فالخطأ قد يقع من أفرادهم، وإنما العصمة لإجماعهم فإن الأمة لا تجمع على ضلالة، وهذا من خصائص هذه الأمة المباركة، ولا يكاد يُعرف قول لأحد من الصحابة فيه مخالفة لدليل صحيح ناسخ أو تأوّله على غير تأويله إلا ويؤثر عن غيره من الصحابة ما فيه تنبيه على القول الصحيح في المسألة. وقول ابن كثير: (ولهذا قال الإمام مالك: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا قول صاحب هذا القبر، أي: فكله مقبول، صلوات الله وسلامه عليه) يريد به أنّ كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلّ مقبول لا يردّ، وأما أقوال غيره من الصحابة والتابعين ومن بعدهم؛ فيقع في كلام كل واحد منهم ما يُقبل وما يُردّ؛ لأنه لا عصمة لهم؛ وللخطأ أسباب كثيرة منها عدم بلوغ النص الناسخ، أو عدم اعتقاد صحة الدليل، أو الغفلة عن معارضة ما استخرجه باجتهاده لدليل صحيح، أو تأوّل الخصوص أو العموم في بعض الأدلة على غير ما دلّت عليه، وغير ذلك. |
الساعة الآن 10:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir