سؤال: أي القولين أصح: «الرَّبُّ هو المعبودُ»، «من معاني الرب المعبود»؟
قال الشيخ عبدالله الفوزان :
اقتباس:
|
اقتباس:
فالربوبية لها معنيان: ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لجميع المخلوقات وربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ. والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها فهذا هو معنى لفظ (الرب) ويطلق في النصوص ويراد به المعبود ، لأن العبادة من لوازم الربوبية، كما في كما في سؤال العبد في قبره: من ربك؟ المراد به من معبودك الذي تعبده؟ والرب الحق هو الله ، وهو المعبود الحق، فهذه المعاني تجتمع في حق الله تعالى اجتماعاً صحيحاً وأما ما عبد من دون الله، فليس معبوداً بحق، وليس برب على الحقيقة، وإنما اتخذ رباً ، واتخذ إلها، كما في الآية المستشهد بها في السؤال، وكما في قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) قال عدي بن حاتم: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه ؟ قال عدي: بلى قال صلى الله عليه وسلم : ( فتلك عبادتهم ) رواه أحمد والترمذي وحسنه جماعة من أهل العلم. ففهم عدي - رضي الله عنه - من هذا اللفظ معنى العبادة، لأن اتخاذ الشيء رباً معناه عبادته، لأن الربوبية تستلزم العبادة ولذلك قال الله تعالى في أول أمر في القرآن الكريم: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم...). فإذا قيل: الرب هو المعبود، فهذا الإطلاق صحيح باعتبار وإذا قيل: من معاني الرب فصحيح باعتبار آخر. |
الساعة الآن 01:08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir