وصية أم لعروس اليوم
كانت أبرز قطعة للمطالعة أيام المدرسة بعنوان وصية أم لابنتها يوم زفافها و التي تكررت معنا عبر المراحل الدراسية فقد كان من المعهود وقتها الزواج المبكر جداً للبنات و التي لا تزال في ذاكرتي ، و منذ مدة كنت في حوار مع نفسي و فكرت هل هذه الوصية مناسبة في عصر التقنية المعلوماتية ؟
لا اعتقد أن النظافة الشخصية هاجس يهدد الحياة الزوجية لوجود سبل كثيرة من عطور و مستحضرات لم تكن متوفرة إلى ما يقارب خمسين عام مضت و شعرت وقتها أن الأم لا بد من أن تجدد في نصيحتهم بما يتناسب مع عصر العولمة فكتبت شيء مما شعرت أنه من الواجب أن أقوله لبناتي و غيرهن من بنات المسلمين . قد يخالفني البعض فيما كتبت لكن الوجه الذي دفعني هو أن العولمة و التغريب غيرت كثير من البديهيات و أصبحت المرأة ترى نفسها ندا للرجل رغم أنها في الحقيقة و إن حازت أعلى المراكز و حصلت على أكبر المكاسب تظل كائن ضعيف خلق من ضلع ، و ردة فعل الرجل تجاه جنوح المرأة كانت قاسية و كبيرة فزادت المشاكل و تضاعفت حالات الطلاق و العودة للرواسخ سبيل لتحسين الموقف ، و الله أعلم وصية أم لعروس اليوم كان يوم زفاف أبنتها الكبرى فقالت لها ناصحة : بُنيتي إنك اليوم تنتقلين من بيتٍ أعزك و أكرمك إلى بيتٍ اسأل الله أن يجعلك فيه عزيزةً مُكرمة و تنتقلين من صُحبة أهلك لصُحبة رفيقٍ جديد لم تألفيه و لم تعرفيه من قبل. فاستوصي به خيراً في نفسك و نفسه و بيته و ولده واعلمي أن أعز عزيزٍ عليه أُمه فلا تتكلمي عنها بما يسيء إليها و أحسني إليها و إن أساءت إليك و أعينيه على برها. واعلمي أنه إن كان صعباً فأكرميه يَسهل بين يديك فيكون لك كما تحبين. و إن كان كريماً فاعرفي له قدره يرفع لك قدرك و إن كان حليماً فاحذري أن تستهيني بمضايقته فالحليمُ أولى أن يُهاب. و اعلمي أن الرجل يحب المرأة القوية المطيعة لعلمه أنها لم تطعه خوفاً بل لمعرفتها لحقه و مكانته فأطيعيه في الله و أطيعي الله فيه و أحبيه و لا تبالغي في حبه لأن من أحب شيءً غير الله عذب به. و ثقي به فلا تُكثري عليه الأسئلة فيعتبرها تحقيقاً و آزريه و أنصحي له بما يرضي الله. و أصدقيه و لا تكذبيه. و كوني واضحةٌ شفافة مثل كأس البلور يُعرف ما فيه بمجرد النظر إليه يمنحك ثقةً بل حدود. و أحسني إليه و إن أساء و اغفري له الزلة و غضي الطرف عنها وإن حكمتي فاحكمي بالعدل. و لا تُفشي له سراً و كوني له سترا.ً و أعينيه و لا تعيني عليه. و لا تُكثري عليه اللوم و العتاب فهما بابٌ لذهاب الحب و المودة. و كوني دوماً جديدةٌ متجددة رطبةٌ عذبة. و أعلمي أن حال المرأة مع زوجها بين حالين فإما تعينه على نفسه و شيطانه بالخير فترفع مكانه و مكانته عند الله و بين الناس و إما أن تعينَ نفسه و شيطانه عليه فتزِلُ معه إلى شرِ مكانٍ و مكانة. بقلم / ميساء باشا |
الساعة الآن 04:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir