سؤال عن حكم الأذان الأول الذي يكون قبل الفجر والجمعة، وهل يشرع إجابة المؤذن لهما؟
 

ما حكم الأذان الأول يكون في بعض البلدان في الفجر والجمعة، وهل يستحب أن نقول مثله وندعوا كما الشأن في الأذان المعلم بدخول الوقت؟
جزاكم الله عنا خيرا

أمّا الأذان قبل الفجر فإن كان لأجل أن يتهيّأ الناس للصلاة ويعرفوا به قرب طلوع الفجر وكان يمكنهم التمييز بين الأذان الأول والأذان الثاني فلا بأس، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت).
لكن إذا كان يمنع الناس من سحورهم لعدم التمييز فقد نصّ الإمام أحمد على كراهته، ولا سيّما في البلدان التي لم يعتد أهلها الأذانين فإنه ربما منع بعض الناس من سحورهم وما يحلّ لهم وقد يحدث ذلك فتنة واضطراباً فالأولى تركه في مثل هذه الأحوال.
وقد كان الصحابة يميّزون أذان بلال من أذان ابن أمّ مكتوم لاختلاف الصوتين.
والأذان الأول تشرع إجابة المؤذّن فيه والدعاء بما ورد لعموم حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في ذلك.
وأمّا الأذان الأول للجمعة فأوّل من وضعه عثمان بن عفان رضي الله عنه لأجل أن يتهيّأ الناس للجمعة، وهو خليفة راشد من الخلفاء الذين أمرنا بالأخذ بسنّتهم، وقد أخذ عامّة المسلمين بسنّته رضي الله عنه، وقد كان مؤذّنه يؤذّن بمكان يقال له الزوراء في سوق المدينة، بينه وبين الحجرة الشريفة نحو 250متراً.
وهذا الأذان يسمّيه بعض الفقهاء الأذان الأول، ومنهم من يسميه الأذان الثالث.
فتسميته بالأذان الأول باعتبار الوقت، وتسميته بالأذان الثالث باعتبار أن الأذان الذي يُرفع عند جلوس الخطيب على المنبر هو الأذان الأول، والإقامة هي الأذان الثاني تغليباً؛ فيكون أذان عثمان هو الثالث.
وفي صحيح البخاري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: (كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء).