معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة علم السلوك (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=979)
-   -   سؤال: كيف يجمع المسلم بين الخوف من عذاب الله والأمن من مكر الله تعالى مع إحسان الظن به، وعدم الرضا عن النفس؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=34763)

شيماء بنت محمد 7 محرم 1434هـ/20-11-2012م 07:53 PM

سؤال: كيف يجمع المسلم بين الخوف من عذاب الله والأمن من مكر الله تعالى مع إحسان الظن به، وعدم الرضا عن النفس؟
 
شيخنا أثابكم الله:
كيف يضبط المسلم نفسه ويجمع بين حسن الظن بالله عز وجل، وعدم الرضا عن النفس أو الأمن من مكر الله تعالى؟


عبد العزيز الداخل 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م 03:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء بنت محمد (المشاركة 102717)
شيخنا أثابكم الله:
كيف يضبط المسلم نفسه ويجمع بين حسن الظن بالله عز وجل، وعدم الرضا عن النفس أو الأمن من مكر الله تعالى؟

لا تعارض بين حسن الظن بالله والخوف من عذابه، بل إن الله تعالى أثنى على عباده المؤمنين بقوله: {والذين هم من عذاب ربهم مشفقون . إن عذاب ربهم غير مأمون}
وقال تعالى: {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}
فالمؤمن يخاف من مكر الله ويحسن الظن بالله ، وليس بين الأمرين تعارض؛ ذلك أن مكر الله تعالى ليس مكراً سيئاً كما يمكر أهل السوء من أهل الدنيا بالاحتيال والكذب والخداع والتغرير وإخلاف الوعد ؛ فالله تعالى يتنزه عن ذلك ويتعالى عنه علواً كبيراً ، والله تعالى لا يمكر إلا بمن أعرض عن ذكره وأساء الظنّ به واستهان بعقوبته، وأما من ينيب إلى الله تعالى ويخشاه ويعمل الأعمال الصالحة فهو موعود بالهداية والسكينة والطمأنينة والأجر العظيم
ومن تحقق بهذا الأمر كان أخوف ما يخاف من ذنوبه كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لا يخافنَّ أحدكم إلا ذنبه ولا يرجونَّ إلا ربه).
لأن المؤمن يستعظم ذنوبه وتقصيره ويعلم أنه لو عاقبه الله على ذنوبه وتفريطه لم يفلح؛ فيدفعه هذا الخوف المصحوب بالرجاء وحسن الظن بالله إلى خشية الله تعالى والإنابة إليه، ويدفعه إلى اتهام النفس بالتقصير ومطالبتها بالتوبة وإحسان العمل.
وأما الفاجر فإنه يستهين بذنبه ويعرض عن ذكر الله ولا يبالي ويغترّ بنفسه ، كما في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مر على أنفه فقال به هكذا - أي بيده - فذبه عنه).

والمقصود أن الله تعالى لا يمكر بأوليائه مكراً سيئاً وإنما يبتليهم فمن اتبع هدى الله هداه الله وأدناه، ومن أعرض عن الله استحق العقوبة على إعراضه.


الساعة الآن 09:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir