معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة أصول الفقه والقواعد الفقهية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=981)
-   -   سؤال عن الاستطاعة التي هي مع الفعل وهي مناط الثواب والعقاب (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35150)

ليلى باقيس 18 ربيع الأول 1435هـ/19-01-2014م 08:42 PM

سؤال عن الاستطاعة التي هي مع الفعل وهي مناط الثواب والعقاب
 
بارك الله فيكم
جاء في درس معنى الاستطاعة من شرح العقيدة الطحاوية: أن الاستطاعة التي هي قبل الفعل هي مناط التكليف والأمر والنهي، والاستطاعة التي هي مع الفعل هي مناط الثواب والعقاب.
فإذا أمكن أريد توضيحا أكثر للنوع الثاني من الاستطاعة، واستدل له الشارح بقوله تعالى: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون}
وجزاكم الله خيرا

عبد العزيز الداخل 30 ربيع الأول 1435هـ/31-01-2014م 07:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس (المشاركة 118137)
بارك الله فيكم
جاء في درس معنى الاستطاعة من شرح العقيدة الطحاوية: أن الاستطاعة التي هي قبل الفعل هي مناط التكليف والأمر والنهي، والاستطاعة التي هي مع الفعل هي مناط الثواب والعقاب.
فإذا أمكن أريد توضيحا أكثر للنوع الثاني من الاستطاعة، واستدل له الشارح بقوله تعالى: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون}
وجزاكم الله خيرا

أما قول الله تعالى: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} فالمختار في تفسيره أنهم من شدّة إعراضهم عن الحق ونفورهم منه وتولّيهم عنه كانوا بمنزلة الذي لا يستطيع سماع الحق ولا إبصاره، وهذا كما قال الله تعالى في وصفهم: {صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون} ؛ فالأصم لا يستطيع السماع، والأبكم لا يستطيع التكلم، والأعمى لا يستطيع الإبصار، وهذا هو قول قتادة فيما رواه ابن جرير عن في تفسيره لهذه الآية قال: (صم عن الحقّ فما يسمعونه، بكم فما ينطقون به، عمي فلا يبصرونه، ولا ينتفعون به)
وفي رواية عنه في مصنف عبد الرزاق وتفسير ابن جرير أنه قال: (ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا خيرًا فينتفعوا به، ولا يبصروا خيرًا فيأخذوا به).
فهذا يقع عليهم أولا من شدّة إعراضهم ونفورهم من الحق وكراهيتهم له ؛ ثمّ يعاقبون على إعراضهم بأن يعرض الله عنهم ويختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم كما روى معاوية ابن أبي صالح عن على بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال: (أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فإنه قال: {ما كانوا يستطيعون السمع}، وهي طاعته {وما كانوا يبصرون}، وأما في الآخرة فإنه قال: {فلا يستطيعون . خاشعة} ). رواه ابن جرير.

وعدم الاستطاعة هذه ليس بسبب عدم قدرتهم على امتثال ما أمر الله به من جهة التكليف؛ بل هم قادرون على ذلك، ولم يكلّفهم الله ما لا يطيقون، فلأجل ذلك يستحقون العقاب لأنّهم لم يريدوا اتباع الحق، وهذا مراده رحمه الله بالاستطاعة التي هي مناط الثواب والعقاب، والاستطاعة الأولى مناط التكليف.
وفي هذه الآية قول آخر ، وهو أن وصف {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} عائد للأولياء الذين يدعونهم من دون الله ؛ كقوله تعالى: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون}.
والله تعالى أعلم.


الساعة الآن 01:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir