النوع الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: التورية والاستخدام.
النوع الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: التورية والاستخدام.
هذان النوعان من زيادتي، وأفردهما الناس بالتصنيف، وهما مهمان خصوصاً التورية. قال الزمخشري: لا نرى باباً في البيان أدق ولا ألطف من التورية ولا أنفع ولا أعون على تعاطي المشتبهات في كلام الله ورسوله، وهي:أن يطلق لفظ له معنيان: قريب وبعيد، ويراد البعيد، ثم تارة تكون مجردة وهي التي لا تجامع شيئاً مما يلائم القريب نحو: {الرحمن على العرش استوى} فإن الاستواء له معنيان: الاستقرار وهو المعنى القريب المورى به لأنه غير مقصود لتنزيه الحق عنه ـ والاستيلاء وهو البعيد المقصود المورى عنه بالقريب. وتارة تكون مرشحة نحو: {والسماء بنيانها بأيد...} فإنه يحتمل الجارحة وهو المورى به، وقد ذكر مما يلائمه البناء، ويحتمل القوة والقدرة وهو البعيد المقصود. وأما الاستخدام فلهم فيه تعريفان. أحدهما: أن يذكر لفظ له معنيان فأكثر مراداً به أحد معانيه، ثم يُؤتى بضميره مراداً به المعنى الآخر كقوله تعالى: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى...} الآية. فالصلاة يحتمل أن تكون: فعل الصلاة وموضع الصلاة، فأراد الأول بلفظها بقرينة: {حتى تعلموا ما تقولون} والثاني بقوله: {إلا عابري سبيل}. الثاني: أن يؤتى بلفظ مشترك، ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين ومن الآخر الآخر كقوله تعالى: {لكل أجل كتاب} الآية، فلفظ"كتاب" يحتمل الأمد المحتوم، والكتاب المكتوب ولفظ (أجل) يخدم المعنى الأول، و(يمحو) يخدم المعنى الثاني. انتهى. |
الساعة الآن 07:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir