النوع الثالث: في الترصيع، النوع الرابع: في الموازنة
النوع الثالث: في الترصيع وهو حقيقة في العقد، وهو: أن يجعل في كل من جانبيه من الجواهر واللآلئ ما في الآخر. وهو في الصناعة: استواء ألفاظ فصلي الكلام في الوزن، فإن استوت مع ذلك في القافية فهو التام، وإلا فهو الناقص. مثال الأول، قوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم}. وقول الحريري: (فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه). وكقول ابن نباتة: (الحمد لله عاقد أزمة الأمور بعزائم أمره، وحاصد أئمة الغرور بقواصم مكره)، ونظائره كثيرة. مثال الثاني، قوله عليه السلام في كتاب الله: (بيت لا تهدم أركانه، وعز لا يهدم أعوانه). فإن (عز) ليس على قافية (بيت). وقول تأبط شرًا: حمال ألوية، شهاد أندية = قوال محكمة، جواب آفاق فإن حمال ليس على قافية شهاد، ومحكمة ليست على قافية أندية، ولا وزن آفاق. وكذا في قول الخنساء: [الإكسير في علم التفسير: 342] حامي الحقيقة، محمود الخليقة، = مهدي الطريقة، نفاع وضرار. وقول الآخر: سود ذوائبها، بيض ترائبها = محض ضرائبها صيغت من الكرم وقول البحراني: من كف خرعبة حر مراشفها = بيض سوالفها سود مآقيها وقوله: سمام العدى، جم الندى، دافع الردى بعيد المدى، يعلو به من تطاول النوع الرابع: في الموازنة وهي استواء أوزان الفواصل. وللكلام به رونق وطلاوة، لما في ذلك من الاعتدال المطلوب طبعًا. وذلك كقول الله تعالى: {وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم}. ونحو: {فإنه يحمل يوم القيامة وزرًا * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً}. ونحو: {أو يحدث لهم ذكرًا} إلى قوله: {وقل رب زدني علمًا}. [الإكسير في علم التفسير: 343] |
الساعة الآن 02:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir