معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: هل يجوز أن يقابل المسلم قدح من يقدح فيه بقدح بمثله؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35135)

سليم سيدهوم 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م 08:03 PM

سؤال: هل يجوز أن يقابل المسلم قدح من يقدح فيه بقدح بمثله؟
 
- قد حصل مشكل في مدينتي وهو أنه يوجد بعض الإخوة -إذا رأوا خصومة بين شيخين وأن أحدهما يجرح الآخر- يلزمون الآخرين بجرح وتبديع أحدهما ويجعلون هذا كقاعدة فنصحتهم وأخبرتهم بأن هذه القاعدة لم تذكر في كتب علم الحديث وأنه ينبغي لطالب العلم ألا يدخل في مثل هذه الأمور فما قبلوا. فما نصيحتكم؟
أفيدونا بارك الله فيكم

عبد العزيز الداخل 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م 11:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم سيدهوم (المشاركة 286350)
- قد حصل مشكل في مدينتي وهو أنه يوجد بعض الإخوة -إذا رأوا خصومة بين شيخين وأن أحدهما يجرح الآخر- يلزمون الآخرين بجرح وتبديع أحدهما ويجعلون هذا كقاعدة فنصحتهم وأخبرتهم بأن هذه القاعدة لم تذكر في كتب علم الحديث وأنه ينبغي لطالب العلم ألا يدخل في مثل هذه الأمور فما قبلوا. فما نصيحتكم؟
أفيدونا بارك الله فيكم

يجب على المسلم أن يحفظ لسانه لأنه في عافية حتى يتكلّم؛ فإذا تكلّم فإمّا له وإما عليه، وأعراض المسلمين مصونة محرّمة، وإنما أبيح التحذير من أهل البدع والزندقة والفجور نصيحة للمسلمين ودفعاً للفتنة في الدين؛ فأمّا من كان معروفاً بالعلم والخير فإنّه لا تباح غيبته ولو حصل منه أخطاء فإنّه لا يعتقد في أحد العصمة من الخطأ، والواجب على المسلمين التآخي والتآلف ونبذ أسباب الفرقة والنزاع، ومن وقع في شيء من الخطأ فإنه يناصح برفق وتُحبّ له الهداية، وأمّا ما يفعله من يترصّد أخطاء إخوانه من أهل العلم وطلابه ويتتبّع عثراتهم ويفرح بزلاتهم فإن ذلك علامة على زيغ في قلبه نسأل الله العافية.
بل لو بلغك أن أحداً تكلّم فيك وأنت تعرف من حاله أنه صاحب سنّة وإنما أخطأ في حقّك بكلام لم يتبّت فيه لم يجز لك أن تتكلّم فيه لأجل كلامه فيك؛لأن ذلك من خصال الجاهلية؛
وقد ذكر ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة أن رجلاً سأل الإمام أحمد: نكت عن محمد بن منصور الطوسي؟
فقال: إذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن يكون ذلك؟!! مرارا
فقال له الرجل: إنه يتكلم فيك.
فقال أحمد: (رجل صالح ابتلي فينا فما نعمل؟!)
فلم يحمله أنّه تكلّم فيه على أن يقابله ببيان بعض أخطائه؛ فإنه لا يكاد يخلو عالم من خطأ ، والإمام أحمد واسع المعرفة بصير بالرجال لا يعييه أن يتلمّس أخطاء هذا الرجل الصالح ويشنّع عليه بها، ولو تكلّم فيه الإمام أحمد بكلمة واحدة لعُدّت قدحاً فيه؛ لكنّه صان نفسه عن الكلام فيه لأنه معروف عنده بالعلم والصلاح واتباع السنة.
وهكذا يجب أن تكون أخلاق طلاب العلم؛ فلا يحملهم قدح من يقدح فيهم على أن يقابلوا القدح بمثله؛ فإنّ من تحرّى الإنصاف والعدل والإحسان رفعه الله وأكرمه، وجعل لكلامه وزناً في قلوب الناس، ومن كان جريئا على الكلام في الناس غير متثبّت ولا متحرٍّ للعدل والإنصاف وإنما يدفعه الغضب والحسد والحميّة لشيخ أو بلد أو حزب فإنّه لا يكاد يؤبه لقوله بل الغالب أنه يخمل ذكره وتكون عاقبته سيئة.


الساعة الآن 05:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir