97: قصيدة بشر بن أبي خازم: أَحقّ ما رأَيت أَمِ احتلاَم = أَمِ الأهوال إِذ صحبِي نيام
قال بشر أيضاً: أَحَقُّ ما رأَيْتُ أَمِ احتِلاَمُ = أَمِ الأهْوالُ إِذْ صَحْبِي نِيامُ أَلاَ ظَعَنَتْ لِنِيَّتها إِدامُ = وكُلُّ وِصالِ غانِيَةٍ رمامُ جدَدْتُ بِحُبِّها وهَزلْتُ حتَّى = كَبْرتَ وقيلَ إِنَّك مُسْتَهامُ وقدْ تَغْنَى بِنا حيناً ونَغْنَى = بِها، والدَّهْرُ لَيْسَ لهُ دوَامُ لَيالَي تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ = كأَنَّ رُضَابَه وَهْناً مُدامُ وأَبْلَجَ مُشْرِقِ الخَدَّيْنِ فَخْمٍ = يُسَنُّ عَلَى مَراغِمِهِ القَسَامُ تَعَرُّضَ جَأْبَهُ المِدْرَى خَذُولٍ = بِصاحَةَ فِي أَسرَّتِها السَّلامُ وصاحِبُها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى = يَضُوعُ فُؤَادَها مِنْهُ بُغَامُ وخَرْقٍ تَعْزِفُ الجِنَّانُ فيهِ = فَيافِيهِ تَحِنُّ بِها السَّهامُ ذَعَرْتُ ظِباءَها مُتَغوِّرَاتٍ = إِذا أدَّرَعَتْ لَوامِعَهَا الإِكَامُ بِذِعْلِبَةٍ بَرَاها النَّصُّ حتَّى = بَلَغْتُ نُضَارَهَا وفنَىَ السَّنَامُ كأَخُنَسَ ناشِطٍ بَاتَتْ عليهِ = بِحَرْبَةَ لَيْلَةٌ فيها جَهَامُ فَباتَ يقُولُ: أَصْبِحْ لَيْلُ، حتَّى = تَجَلَّى عن صَرِيمَتِهِ الظَّلاَمُ فأَصْبَحَ نَاصِلاً منها ضُحَيَّا = نُصُولَ الدُّرِّ أَسْلَمَهُ النِّظَامُ أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي سَعْدٍ رسُولاً = ومَوْلاهُمْ فقَدْ حُلِبتْ صُرَامُ نَسُومُكُمُ الرَّشَاد وَنَحْنُ قَوْمٌ = لِتَارِكِ وُدِّنَا في الحربِ ذَامُ فإِذْ صَفِرتْ عِيَابُ الوُدِّ مِنْكُمْ = ولَمْ يَكُ بَيْنَاَ فيها ذِمَامُ فإِنَّ الجِزْعَ جِزعَ عُرَيْتِنَاتٍ = وبُرْقَةَ عَيْهَمٍ منكمْ حَرَامُ سَنَمْنَعُهَا وإِنْ كانَتْ بِلاَداً = بِها تَرْبُو الخَوَاصِرُ والسِّنَامُ بِهَا قَرَّتْ لَبُونُ النَّاسِ عَيْناً = وحَلَّ بها عَزَالِيَهَا الغَمَامُ وغَيْثٍ أَحْجَمَ الرُّوَادُ عنهُ = بِهِ نَفَلٌ وحَوْذَانٌ تُوأَمُ تَغَالَى نَبْتُهُ واعْتَمَّ حتَّي = كأَنَّ مَنَابِتَ العَلَجَانِ شَامُ أَبَحْنَاهُ بِحَيٍّ ذِي حِلاَلٍ = إِذَا مَا رِيعَ سَرْبُهُمُ أَقامُوا وما ينْدُوهُمُ النَّادِي ولكِنْ = بِكُلٍّ مَحَلَّةٍ مِنهُمْ فِئَامُ وما تَسْعَى رِجالُهُمُ ولكِنْ = فُضُولُ الخَيْلِ مُلْجَمَةٌ صِيَامُ فَباَتْت لَيلةً وأَدِيمَ يَوْمٍ = عَلَي المِمْهَي يُجَزُّ لَهَا الثَّغَامُ فلَمَّا أَسْهَلَتْ مِن ذِي صُبَاحٍ = وسَالَ بها المَدَافِعُ والإِكامُ أَثَرْنَ عَجَاجَةً فَخَرَجْنَ مِنْهَا = كَما خَرَجَتْ مِنَ الغَرَضِ السِّهَامُ بِكُلِّ قَرَارَةٍ من حَيْثُ جَالَتْ = رَكيَّةُ سُنْبُكٍ فيها أنِثِلاَمُ إِذَا خَرَجَتْ أَوائِلُهُنَّ شَعْثاً = مَجَلِّحَةً، نَوَاصِيهَا قِيامُ بِأَحْقِيهَا المُلاَءُ مُحَزَّماتٌ = كأَنَّ جِذَاعَهَا أُصُلاً جِلاَمُ يُبَارِينَ الأَسِنَّةَ مُصْغِيَاتٍ = كَمَا يَتفارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ أَلم ترَ أَنَّ طُولُ الدَّهْرِ يُسْلِي = ويُنْسِي مِثْلَ مَا نُسِيَتْ جُذَامُ وكانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنا = فَسُقْناهُمْ إِلى البَلدِ الشَّآمِي وكُنَّا دُونَهُمْ حِصْناً حَصِيناً = لَنَا الرَّأَسُ المُقَدَّمُ والسَّنَامُ وقالُوا: لَنْ تُقِيمُوا إِنْ ظَعَنَّا = فَكانَ لَنَا وقَدْ ظَعَنُوا مُقَامُ أَثَافيَ مِنْ خُزَيْمَةَ رَاسِيَاتٍ = لَنا حِلُّ المَنَاقِبَ والْحَرَامُ فإِنَّ مَقَامَنَا نَدْعُو عليكمْ = بِأَبْطَحِ ذِي المَجَازِ لَهُ أَثَامُ |
شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
97 وقال بشر أيضا* 1: أحق ما رأيت أم احتلام = أم الأهوال إذ صحبي نيام 2: الا ظعنت لنيتها إدام = وكل وصال غانية رمام 3: جددت بحبها وهزلت حتى = كبرت وقيل إنك مستهام 4: وقد تغنى بنا حينا ونغني = بها، والدهر ليس له دوام 5: ليالي تستبيك بذي غروب = كأن رضابه وهنا مدام 6: وأبلج مشرق الخدين فخم = يسن على مراغمه القسام 7: تعرض جأبة المدرى خذول = بصاحة في أسرتها السلام 8: وصاحبها غضيض الطرف أحوى = يضوع فؤادها منه بغام 9: وخرق تعزف الجنان فيه = فيافيه تحن بها السهام 10: ذعرت ظباءها متغورات = إذا ادرعت لوامعها الإكام 11: بذعلبة براها النص حتى = بلغت نضارها وفنى السنام 12: كأخنس ناشط باتت عليه = بحربة ليلة فيها جهام 13: فبات يقول: أصبح ليل، حتى = تجلى عن صريمته الظلام 14: فأصبح ناصلا منها ضحيا = نصول الدر أسلمه النظام 15: ألا أبلغ بني سعد رسولا = ومولاهم فقد حلبت صرام 16: نسومكم الرشاد ونحن قوم = لتارك ودنا في الحرب ذام 17: فإذ صفرت عياب الود منكم = ولم يك بيننا فيها ذمام 18: فإن الجزع جزع عريتنات = وبرقة عيهم منكم حرام 19: سنمنعها وإن كانت بلادا = بها تربو الخواصر والسنام 20: بها قرت لبون الناس عينا = وحل بها عزاليها الغمام 21: وغيث أحجم الرواد عنه = به نفل وحوذان تؤام 22: تغالى نبته واعتم حتى = كأن منابت العلجان شام 23: أبحناه بحي ذي حلال = إذا ما ريع سربهم أقاموا 24: وما يندوهم النادي ولكن = بكل محلة منهم فئام 25: وما تسعى رجالهم ولكن = فضول الخيل ملجمة صيام 26: فباتت ليلة وأديم يوم = على الممهى يجز لها الثغام 27: فلما أسهلت من ذي صباح = وسال بها المدافع والإكام 28: أثرن عجاجة فخرجن منها = كما خرجت من الغرض السهام 29: بكل قرارة من حيث جالت = ركية سنبك فيها انثلام 30: إذا خرجت أوائلهن شعثا = مجلحة، نواصيها قيام 31: بأحقيها الملاء محزمات = كأن جذاعها أصلا جلام 32: يبارين الأسنة مصغيات = كما يتفارط الثمد الحمام 33: ألم تر أن طول الدهر يسلي = وينسي مثل ما نسيت جذام 34: وكانوا قومنا فبغوا علينا = فسقناهم إلى البلد الشآمي 35: وكنا دونهم حصنا حصنيا = لنا الرأي المقدم والسنام 36: وقالوا: لن تقيموا إن ظعنا = فكان لنا وقد ظعنوا مقام 37: أثافي من خزيمة راسيات = لنا حل المناقب والحرام 38: فإن مقامنا ندعو عليكم = بأبطح ذي المجاز له أثام * جو القصيدة: أولها حديث عن الطيف، وعن رحلة صاحبته وقطعها الوصل، وعما كان بينهما من ود اتصل إلى زمان المشيب. ثم استعاد ذكريات الصبا واللهو، ونعت خليلته ورضابها ووجهها، وشببها بالظبية المطفل. ثم وصف الفلاة الموحشة واختراقه إياها بناقة شبهها في سرعتها بثور الوحش، ونعته في الأبيات 12-14 ثم خاطب بني سعد ومواليهم بأنه قد أعذر إذ أنذرهم من قبل أن يعتصموا بالصلح، ولكنهم أبوا إلا العداء. ثم أشار إلى أنه سيمنعهم نزول أرض ذكرها في البيت 18 وأشار إلى خصب هذه الأرض ثم فخر بقومه، وكيف أنهم يستبيحون ما يشاؤون من خصيب الأرض وممرعها، وأنهم يملؤون نواديهم بكثرة عددهم، وأنهم فرسان يكادون لا يمشون على أرجلهم، لكثرة خيلهم، ونعت هذه الخيل في الأبيات 25-32. ثم تحدث عن قبيلة جذام، وكيف أنهم بغوا على بنو أسد، فأجلوهم هؤلاء إلى الشأم، واستقامت أحوالهم، وخيبوا بذلك آمال جذام. تخريجها: قال أبو عمرو بن العلاء: "ليس للعرب قصيدة على هذا الروي أجود منها، وهي التي ألحقت بشرا بالفحول" وهي في منتهى الطلب 1: 150-151 والبيتان 5، 6 في ابن السكيت 206 والسمط 829 وعجز البيت 6 في ابن السكيت 327 وفي الأمالي 2: 210 ولم ينسبه والبيت 13 في السمط 220 والبيتان 21، 22 في ديوان المعاني 2: 13 والبيتان 33، 34 في الشعراء 146 والموشح 59 والخزانة 2: 262 وانظر الشرح 648-659. (1) احتلام: حلم في المنام. (2) إدام: اسم امرأة. الرمام: الخلق البالي. (4) تغنى بنا ونغنى بها في مجاورتنا، أي: أقمنا وعشنا فيما نهوى. (5) تستبيك: تذهب بعقلك، تصير كالسبي لها. الغروب: أشر في الأسنان الوهن: بعد ساعة من الليل، شبه فاها عند تغير الأفواه بالخمر، (6) وأبلج: أي وبوجه أبلج، والأبلج الواضح الحسن. الفخم: المكسو من اللحم يسن: يصب المراغم: الأنف وما حولها القسام: الحسن. (7) المدرى: القرن. الجأب: الغليظ أراد ظبية غليظة القرن، وأنها صغيرة لأن قرنها غليظ أول ما يطلع ثم يدق إذا كبرت الخذول: التي تتحلف عن قطيعها على ولدها صاحة: بلد الأسرة: بطون الأودية السلام، بكسر السين: شجر، الواحدة سلمة بفتحها، والسلام بالفتح: شجر أو نبت، واحده سلم أو سلامة. (8) صاحبها: يريد ولدها غضيض الطرف: فاتر العين الأحوى: ما لونه بين الشقرة والكمتة يضوع فؤادها: يذهب بقلبها البغام: صوت الظبي. (9) الخرق: الفلاة تنخرق فيها الريح. العزيف: صوت تسمعه كصوت الطبل الجنان: الجن. تحن: تصوت. السهام، بفتح السين: ريح حارة. (10) ذعرت: أفزعت متغورات: قائلات نصف النهار. اللوامع: السراب. الإكام: جمع أكمة وادرعت السراب: لبسته فغطاها. (11) الذعلبة: السريعة، يريد ناقة النص: شدة السير. نضارها: صلابتها وطبيعتها، ونضار كل شيء خالصه. يعني سار عليها حتى ذهب لحمها ورهلها ورجعت إلى جسمها الأول فنى، بفتح النون: لغة طائية في "فني". (12) الأخنس: المتأخر الأنف عن الوجه، وأراد به الثور. الناشط: الخارج من بلد إلى آخر حربة: موضع. الجهام: سحاب قد هراق ماءه. (13) ليس ثم قول، وإنما أراد أن الثور لشدة ما هو فيه كأنه يتمنى الصبح. صريمته: رملته التي كان فيها. (14) ناصلا منها: خارجا من ليلته كما ينصل العقد حين ينقطع خيطه. (15) الصرام: آخر اللبن إذا احتاج إليه الرجل وجهد حلبه، جعله مثلا للحرب وجعل اللفظ علما عليها. (16) نسومكم: نريد ذلك منكم. الذام: العيب وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة ورواه الطوسي. (17) صفرت: خلت. العياب: جمع عيبة، وهي ما يجعل فيه الثياب، أراد بعياب الود القلوب. الذمام: ما حافظت عليه وعنيت به. (18) الجزع: بكسر الجيم: جانب الوادي. عريتنات: واد. البرقة: الرملة يخلطها حصى. عيهم: مكان يقول إذ لم يكن بيننا وبينكم ود منعناكم الرعي في هذه المواضع. (19) تربو: تعظم وتنتفخ، يعني الإبل وأنها تسمن بها. (20) اللبون: ذات اللبن، جعلها ههنا جمعا ولفظها لفظ الواحد. العزالي: جمع عزلاء، وهو فم المزادة الأسفل حيث تربط، يقال للسحابة إذا انهمرت بالمطر الجود "حلت عزاليها". والغمام: جمع غمامة، وقد أعاد الضمير إلى الغمام مذكرا في الفعل ومؤنثا في المفعول، وهذا الاستعمال الفصيح، جاء مثله في كلام الشافعي في الرسالة رقم 950. (21) أحجم الرواد عنه: لمنع أهله إياه. النفل والحوذان: نوعان من النبت. تؤام: ينبت ثنتين ثنتين لكثرة الغيث. (22) تغالى: طال وكثر. اعتم: التف. العلجان: نبت. شام: بين ظاهر كثير، فهو من كثرته وسواده كأنه شام، والشام جمع شامة. (23) أبحناه جعلنا ذلك الغيث مباحا. الحلال: الجماعات من البيوت. واحدتها حلة. ريع: أفزع سربهم: إبلهم أي إذا فزعت إبلهم اقاموا لعزهم. (24) ما يندوهم النادي: ما يسعهم المجلس لكثرتهم. الفئام: الجماعات. (25) يقول: لا يمشون على أرجلهم ولكن لهم فضول خيل يركبونها. الصائم من الخيل: القائم الساكت الذي لا يطعم شيئا. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة. (26) أديم يوم: يعني صدر النهار. الممهى: اسم موضع. الثغام: نبت أبيض الزهر والثمر، أي يجز لها للعلف. (27) أسهلت: صارت إلى السهل. ذو صباح بفتح الصاد وضمها: موضع. المدافع: مدافع الماء إلى الرياض والأدوية. (28) الغرض: الهدف. (29) القرارة: ما اطمأن من الأرض. السنبك: مقدم الحافر. وركيته: أثره في الأرض، وأصلها البئر وسيأتي البيت نفسه له في القصيدة 89 في البيت 48 بتغيير القافية فقط. (30) التجليح: الإقدام على العدو. نواصيها قيام: أي: من الشعث وشدة العدو. (31) بأحقيها: الأحقي جمع حقو. وهو معقد الإزار. الملاء: الأزر، جمع ملاءة. يقول: ألقت أولادها فحزمت بالملاء لخلاء أجوافها ليكون أقوى لها وأصلب لظهورها. جذاع: جمع جذع، وهو الفرس في الثالثة من عمره. أصلا: عشيا، وهي جمع أصيل. الجلام: جمع جلم وهو الجدي. شبهها بها لضمرها وانظر الأصمعية 65: 36. (32) يبارين: أي تباري الخيل أسنة راكبيها بخدودها مصغيات: مميلات رؤوسها إذا اشتد عدوها. الثمد: الماء القليل. يتفارطه الحمام: يتسابق الحمام إليه. (33) جذام: قبيلة. (34) قال الأصمعي: لما قال بشر هذا البيت قال له سوادة ابن أخيه: أقويت، ففهم فلم يعد وانظر الموشح 59. (37) المناقب: الطرق وضرب الأثافي مثلا، يقول: نحن ثلاث قبائل كالأثافي، يعني قريشا وأسدا وكنانة، فالعز يستوي بيننا والشرف، استواء القدر المنصوبة على ثلاث أثاف وخزيمة أبو أسد فيقول: لهذه الأثافي ما كان خارجا عن الحرم وهي الحلال، وحرام المناقب مكة يريد: لنا الحل والحرم. (38) الأبطح: بطن الوادي تخلطه حصى. ذو المجاز: سوق من أسواق العرب. له: للدعاء الذي في "ندعو" الأثام: عقوبة الإثم. |
شرح المفضليات لابن الأنباري
وقال بشر أيضًا 1: أحق ما رأيت أم احتلام.......أم الأهوال إذ صحبي نيام ويروى (انحلام) وهو انفعال من حلم يحلم في المنام وروى هذا البيت الضبي ولم يروه الطوسي. 2: إلا ظعنت لنيتها إدام.......وكل وصال غانية رمام قال الضبي: (إدام) امرأة ورمام متقطع، وروى الطوسي لطيتها وقال: ظعنت ذهبت وسارت تظعن ظَعْنًا وظَعَنًا وقد قرئ بهما جميعًا. والطية والنية وجهك الذي تؤيده وتنويه. و(الغانية): التي استغنت بجمالها ويقال بزوجها، قال الطوسي: قال لي ابن الأعرابي: (الغانية): العفيفة. قال: وإدام موافقة ملائمة لزوجها شبهها بالإدام الذي يكون موافقًا مشتهىً، ويقال أدم الله بينهما يأدم أدمًا، وأصله من أدم الطعام لأن صلاحه وطيبه إنما يكون بالإدام. قال: ويقال فيه أيضًا آدم الله بينهما إيدامًا والرمام الخلق يقول فوصل الغواني خلق لست منه على ثقة، يقال حبل أرمام وأخلاق، والرمة: القطعة من الحبل البالي وأخبرنا أبو موسى هارون بن الحارث قال: وسمي ذو الرمة ذا الرمة وكان اسمه غيلان بقوله: لم يبق غير مثلٍ ركود.......وغير مشجوج القفا موتود أشعث باقي رمة التقليد 3: جددت بحبها وهزلت حتى.......كبرت وقيل إنك مستهام قال الطوسي: يقال جد الرجل في الأمر يجد وأجد يجد فهو جاد ومجد والرجلان مختلفان جدًا هذه مكسورة لا غير، وجد النخل يجده جدًا إذا صرمه والجد في الانكماش مكسور و(الجد): الحظ والبخت والجدان أبو الأب وأبو الأم، والجد عظمة الله تعالى وقد جددت يا رجل تجد إذا صرت ذا جدٍ، قال: ولقد يجد المرء وهو مقصر، وهزلت أي لعبت والهزل ضد الجد، قال الكميت: أرانا على حب الحياة وطولها.......يجد بنا في كل يومٍ ونهزل وقد هزل الرجل في بدنه هزلاً وهزالاً، و(أهزل) الرجل إذا هزل ماله وعياله وقد هزل ماله وعياله و(المستهام): الذاهب العقل هام يهيم. 4: وقد تغنى بنا حينًا ونغنى.......بها والدهر ليس له دوام قال الطوسي: تغنى بنا ونغنى بها في مجاورتنا، يقال غنينا بمكان كذا وكذا أقمنا به وعشنا فيما نهوى قال حاتم: غنينا زمانًا بالتصعلك والغنى.......فكلاً سقاناه بكأسيهما الدهر التصعلك: الفقر والصعلوك: الفقير وكذلك السبروت. 5: ليالي تستبيك بذي غروبٍ.......كأن رضابه وهنا مدام قال الضبي: (تستبيك): تذهب بعقلك تصير كالسبي لها، و(الغروب): أشر في الأسنان، و(الرضاب): قطع الريق والوهن بعد ساعةٍ من الليل، و(المدام): الخمر شبه فاها عند تغير الأفواه بالخمر. قال الطوسي: يرف كأنه وهنًا مدام، قال: و(الغروب) حد يعني حد ثناياها وذلك لحداثتها أي بثغر ذي غروب وغرب كل شيء حده وقال الغروب أشر في الأسنان بمعنى القول الأول. ويرف: يبرق وقد رف يرف رفًا إذا برق ورف يرف ورف يرف إذا أكل، قال الأصمعي: يصيد لي العير يرف الندى.......يحفر في مبتكر الراعد يقول: هذا الفرس يصيد لي العير وهو يأكل البقل ومبتكر الراعد أي: أوله والندى ههنا البقل قال الشماخ: كثور العداب الفرد يخبطه الندى.......تعلى الندى في متنه وتحدرا الندى الأول من المطر والثاني من البقل والعداب الرمل يصف ثورًا. ويقال: أتيتك بعد وهنٍ من الليل وبعد سعواء من الليل وجوشٍ وهدأة من الليل وهو كثير. 6: وأبلج مشرق الخدين فخمٍ.......يسن على مراغمه القسام قال الضبي: بوجهٍ أبلج، و(الفخم): الجليل و(يسن): يصب و(المراغم): الأنف وما حولها الواحد مرغم و(القسام): الحسن وقال الطوسي: (الأبلج) يعني الوجه الواضح الحسن قد بلج يبلج بلجًا و(الفخم): المكسو من اللحم يقول ليس بمعروقٍ. قال: وقال ابن الأعرابي: الشن والسن واحد وهو الصب. قال: وقال ابن الأعرابي: القسمة ما بين مقط الأنف وأعلى الجبهة قال: كذا سمعت الأعراب يقولونه، قال: ويقال القسمة العرنين وقال أحمد بن عبيد: أخبرني ابن الكرار العامري وأنشدني: ترى اللؤم مكتوبًا على قسماتهم.......كما سطر الوراق في سورة النحل ثم قال أتراني آثمًا حين قلت هذا، قال: فسألته عن القسمات فضرب بيده على صفحتي الأنف ثم قال ثم يكون القسام يعني الحسن وقال الآخر: كأن دنانيرًا على قسماتهم.......وإن كان قد شف الوجوه لقاء قال الضبي: قوله (جأبة المدرى) يريد ظبية، قال الأصمعي: هي جأبة المدرى ما دام قرنها أملس وهو أول ما يطلع غليظ فإذا طال دق وأسرتها: طرائقها و(السلام): شجر الواحدة سلمة وقال علي بن عبد الله الطوسي: جابة يهمز ولا يهمز فمن همزه أراد صلابته وشدته ومن لم يهمز أراد حين جاب الرأس أي: حين طلع. 7: تعرض جأبة المدرى خذولٍ.......بصاحة في أسرتها السلام و(المدرى) القرن. و(الخذول) التي تتخلف عن قطيعها على ولدها. صاحة بلد. و(الأسرة) بطون الأودية مثل أسرة الكف. ويقال أسرة الظبية موضعها الذي ترعى فيه. ويجوز أن يعود الهاء على صاحة. و(الأسرة) تكون أيضًا في الوجه والزجاجة. قال عنترة: بزجاجةٍ صفراء ذات أسرة.......قرنت بأزهر في الشمال مفدم قال الضبي: (يضوع فؤادها) أي: يذهب بقلبها. وقال الطوسي: (الغضيض) الفاتر الطرف وقد غض بصره يغضه غضًا إذا لم يستوف نظره، ومنه قول العرب: لا أغضك من حقك درهمًا، ومنه قول جرير: 8: وصاحبها غضيض الطرف أحوى.......يضوع فؤادها منه بغام فغض الطرف إنك من نمير.......فلا كعبًا بلغت ولا كلابا ويروى فغض وغض مثل مد ومد ومد. وقال الأحوى قال أبو عبيدة في لونه بين الشقرة والكمتة. قال وأما يضوع فيروع من الروع ضاعه يضوعه ضوعًا، قال أبو ذؤيب: فريخان ينضاعان في الفجر كلما.......أحسا دوي الريح أو صوت ناعب و(البغام) الصوت يقال بغمت الظبية تبغم بغمًا وبغامًا. 9: وخرقٍ تعزف الجنان فيه.......فيافيه تحن بها السهام رواها الطوسي: وأرضٍ تعزف الجنان فيها، قال ويروى: يطير بها السهام. قال وتحن رواية ابن الأعرابي. قال: و(الجنان) والجن سواء كما أنشدنا ابن الأعرابي وغيره: أبيت أهوي في شياطين ترن.......مختلفٍ نجراهم جن وحنٍ قال: و(الحن) ضرب من الجن. قال: و(العزيف) صوت تسمعه قال أبو زيد: كصوت الطبل. قال: وقال ابن الأعرابي وأبو عبيدة: (السهام) ريح حارة. قال وقال الأخفش البغدادي: الرواية السهام وهو الذي يقال له مخاط الشيطان. و(الخرق): الأرض تنخرق فيها الريح. 10: ذعرت ظباءها متغوراتٍ.......إذا أدرعت لوامعها الإكام قال الضبي: (لوامعها) سرابها. وقال الطوسي: وقد حفزت لوامعها الإكام، وقال: (ذعرت) أفزعت. (متغورات) نصف النهار وقد غور القوم إذا قالوا في ذلك الوقت. وحفزت: دفعت. ويقال أكمة وأكم وإكام وأكم. 11: بذعلبةٍ براها النص حتى.......بلغت نضارها وفنى السنام قال الضبي: (الذعلبة): السريعة. و(النص): شدة السير، و(النضار) والنجار سواء أي: سرت عليها حتى ذهب لحمها وقوتها إلى أن صارت تمشي بكرمها. وقال الطوسي: قال ابن الأعرابي: (نضارها) صلابتها وطبيعتها ونضار كل شيء خالصه. يعني: أنه ذهب لحمها ورهلها ورجعت إلى جسمها الأول كما قال ذو الرمة: كأنها حمل وهم وما بقيت.......إلا النحيزة والألواح والعصب وكما قال الآخر: في بدنه خظوان لحمه زيم.......وذو بقية ألواحٍ إذا شسبا (وفنى): بمعنى فني وهي لغة طائية، وأهل هذه اللغة يقولون أخذت بناصاة الفرس وفلان من أهل الباداة. ومنه قول امرئ القيس: غير باناةٍ على وتره، في كثيرٍ من مثله وأنشدني في النضار أنه الخالص من كل شيء. ونحن لعلةٍ وبنو حريثٍ.......تربتنا لدن أنا صغار (الأخنس): الثور. و(الناشط): الخارج من بلد إلى بلد آخر. و(حربة): موضع. و(الجهام): سحاب قد هراق ماءه. وقال الطوسي الرواية: كموشي القوائم أحرجته * بحربة. الموشي يعني الثور وذلك لسوادٍ في قوائمه، أحرجته: ألجأته إلى كذا وكذا وأجاءته بمعنىً، قال الله تعالى: {فأجأها المخاض إلى جذع النخلة} بمعنى: ألجأها وقال الشاعر: ولقد يجاء إلى ذوي الأضغان. توارثنا الحوادث منذ كنا.......كما يتوارث النحت النضار 12: كأخنس ناشطٍ باتت عليه.......بحربة ليلة فيها جهام 13: فبات يقول أصبح ليل حتى.......تجلى عن صريمته الظلام (صريمته): رملته التي كان فيها، هذا قول الضبي. وقال الطوسي: فبات يعني الثور. وليس ثم قول وإنما أراد أن الثور لشدة ما هو فيه كأنه يتمنى الصبح كما يتمنى الإنسان. وهذا مثل قول امرئ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي.......بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل قال: وقال ابن الأعرابي: (صريمته): رملته التي هو فيها. قال أبو عبيدة: يقال لليل صريم وللصبح صريم. قال الطوسي: والمعنى عندي أن هذا ينصرم وهذا ينصرم. قال الطوسي: ويروى: عن صريميه الظلام، قال: حكاه لنا الأخفش يعني البغدادي قال: وصريماه أول الليل وآخره. 14: فأصبح ناصلاً منها ضحيًا.......نصول الدر أسلمه النظام قال الطوسي: يعني أصبح الثور ناصلاً منها يعني من ليلته خارجًا منها وقد نصل ينصل كما نصل العقد حين ينقطع خيطه. 15: ألا أبلغ بني سعدٍ رسولاً.......ومولاهم فقد حلبت صرام قال الضبي: قال أبو عبيدة: (الصرام) آخر اللبن بعد التغريز إذا احتاج إليه الرجل وجهد حلبه. قال الطوسي: قال ابن الأعرابي والأخفش: صرام يعني الحرب، يقول هي مصرمة من اللبن ليس ههنا نتاج وإنما تحلب السلاح والدماء. و(المولى): ابن العم والمولى المعتق والمولى المعتق والمولى الحليف من والاك والمولى الولي والمولى الجار وأنشد الأصمعي: نبئت حيًا على سهمان أفردهم.......مولى اليمين ومولى الدار والنسب قال: مولى اليمين الحليف ومولى الدار الجار ومولى النسب ابن العم والقريب القرابة. وروى الطوسي بعد ألا بلغ بني سعد بيتًا ولم يروه الضبي وفسره الطوسي وهو: 16: نسومكم الرشاد ونحن قوم.......لتارك ودنا في الحرب ذام قال ابن الأعرابي: (نسومكم) نريد ذاك منكم سمته أسومه سومًا وكذلك سمته بسلعةٍ أسومه سومًا. وقوله (في الحرب ذام) يقول من ترك صلحنا ولم يصر إلى ما أردنا صار إلى ما يكره ولحقه في ذلك ذام وعيب، يقال ذمته أذيمه ذيمًا والذيم والذام والعيب والعاب واحد. 17: فإذ صفرت عياب الود منكم.......ولم يك بيننا فيها ذمام قال الضبي: من ترك ودنًا فله العيب. وقال الطوسي: (عياب الود) يعني القلوب، و(صفرت): خلت. ومنه قولهم: ما أصفرت لك فناءً ولا هرقت لك إناءً، ومنه قولهم في المرأة صفر الوشاح أي أنها ضامرة البطن والذمام ما حافظت عليه وعنيت به. 18: فإن الجزع جزع عريتناتٍ.......وبرقة عيهم منكم حرام قال الضبي: يقول إذ لم يكن بيننا وبينكم ود منعناكم الرعي في هذه المواضع. وروى الطوسي: (وبرقة عيهم). و(الجزع) جانب الوادي و(الجزع) بالفتح الخرز وجزعت الوادي أجزعه جزعًا قطعته. وعريتنات وادٍ. (والبرقة): الرملة يخلطها حصىً. وعيهم: مكان. وقوله (منكم حرام) يقول لا تقدرون عليه ولا تنزلونه قد منعناه منكم. 19: سنمنعها وإن كانت بلادًا.......بها تربو الخواصر والسنام (تربو): تعظم وتنتفخ يعني الإبل يقول تسمن بها. 20: بها قرت لبون الناس عينًا.......وحل بها عزاليها الغمام ويروى: (عزاليه). (الغمام): جمع غمامة. قال الطوسي: أي رأت ما قرت به عيونها وما سرها من المرعى. و(اللبون): ذات اللبن فجعلها ههنا جمعًا ولفظها لفظ واحد وجمعها لبن ويقال كم لبن غنمك تخفيف لبن أي: كم فيها من ذوات اللبن. 21: وغيثٍ أحجم الرواد عنه.......به نفل وحوذان تؤآم قال الضبي: (أحجم): كف وامتنع. وقال الطوسي: أحجم الرواد عنه كفوا عنه وهابوه لم يقدروا عليه لمنعه أهله فرعيناه نحن وأبحناه غيرنا لعزنا ومنعتنا. و(الحوذان) والنفل نبت. و(تؤآم) ينبت ثنتين ثنتين لكثرة الغيث. 22: تغالى نبته واعتم حتى.......كأن منابت العلجان شام قال الضبي: (شام) بين ظاهر كثير يقال ما أنت إلا شامة أي مرك ظاهر بين. وقال الطوسي: (تغالى): طال وكثر والتف. و(العلجان): نبت و(الشام): جمع شامة والشامة تكون في الجسد بغير لونه إلى السواد. فيقول هو من كثرته وسواده كأنه شام. 23: أبحناه بحيٍ ذي حلالٍ.......إذا ما ريع سربهم أقاموا وروى الطوسي: أبحناه لمن يرعى بحيٍ.......إذا فزعت مسالحهم أقاموا وقال: المسالح موضع السلاح والحرب. يقول فلا يهولهم شيء يقيمون على المكروه ويثبتون لا يبرحون. قال الضبي: (أبحناه) أخذناه يعني بذلك الغيث. و(الحلال): الجماعات من البيوت يقال حي حلال إذا كان كثيرًا الواحدة حلة وسربهم إبلهم. وريع أفزع أي إذا فزعت إبلهم أقاموا لعزهم. 24: وما يندوهم النادي ولكن.......بكل محلةٍ منهم فئام قال الضبي: قوله (وما يندوهم النادي) أي: ما يسعهم المجلس لكثرتهم و(الفئام): الجماعات، وقال الطوسي: يقال بنو فلان ما يندوهم النادي وذكر مثله. 25: وما تسعى رجالهم ولكن.......فضول الخيل ملجمة صيام لم يرو هذا البيت الضبي، ورواه الطوسي وقال: قال ابن الأعرابي: يقول لا يمشون على أرجلهم ولكن لهم فضول خيلٍ يركبونها. قال: وقال فيه معنى آخر قال: حكاه الأخفش البغدادي: يقول لا يسعون في الحمالات يطلبونها من غيرهم ولكن لهم فضول خيلٍ وجلدٍ. قال أبو الحسن: وقول ابن الأعرابي في هذا أحسن. وقال: الصائم القائم الساكت الذي لا يطعم شيئًا ومنه قول النابغة: خيل صيام وخيل غير صائمة.......تحت العجاج وخيل تعلك اللجما والعذوب نحو الصائم والصافن القائم ومن هذا ما روي عن النببي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سجد قمنا خلفه صفونًا والصافن: القائم من الخيل على ثلثٍ غير متمكن من الرابعة. وقال أحمد بن عبيد: الصافن القائم على يديه ورجليه والقائم على ثلثٍ المريح. 26: فباتت ليلةٍ وأديم يومٍ.......على الممهى يجز لها الثغام قال الضبي: (باتت) يعني الخيل و(الممهى) موضع بعينه و(الثغام) شجر أي يجز لها لتعلفه. قال الطوسي: يقال باتت الخيل يومًا (وأديم) يومٍ وهو صدره. قال: و(الثغام) ما قد يبس وابيض من النبات يقال كأن رأسه ثغامة إذا غلب عليه الشيب، يقول يقطع لها هذا الثغام فتعلفه وقال الآخر: رأته كالثغام يغل مسكًا.......يسوء الفاليات إذا فليني قال الضبي: (أسهلت): صارت إلى السهل. و(ذو صباح): موضع. و(المدافع): مدافع الماء إلى الرياض والأودية. 27: فلما أسهلت من ذي صباحٍ.......وسال بها المدافع والإكام (والإكام): جمع أكمة وهو ما ارتفع من الأرض وقال الطوسي: يقال أتيته ذا صباح أي عند الصباح وقال أكمة وأكم وإكام. 28: أثرن عجاجةً فخرجن منها.......كما خرجت من الغرض السهام قال الطوسي: (العجاجة): الغبرة. قال: وقوله: (كما خرجت من الغرض السهام)، أرد من السرعة يقول نفذت وجازت كما خرج السهم من الغرض. وقال أحمد بن عبيد: معنى من الغرض أي إلى الغرض وقال كذا أخبرنا أبو عبيدة وقال كذا قول الأعشى: أأزمعت من آل ليلى ابتكارًا.......وشطت على ذي هوىً أن تزارا أي: إلى آل ليلى. 29: بكل قرارةٍ من حيث جالت.......ركية سنبكٍ فيها انثلام قال الطوسي: (القرارة) ما اطمأن من الأرض (وركية) يعني حيث أثرت الخيل بسنابكها في الأرض. و(السنبك) مقدم الحافر ومؤخره دابرته. وقال أحمد بن عبيد: فيها انثلام مثل قوله: فيها انهيار وإنما يريد طول الحافر. 30: إذا خرجت أوائلهن شعثًا.......مجلحةً نواصيها قيام قال الضبي: أي: هي شعثة ليست نواصيها بمطمئنة. وقال الطوسي: هي (مجلحة) يقال جلح بهذا الأمر ويقال قد جلح إذا حمل على العدو، وقد جلحت الإبل رؤوس الشجر إذا اعتلفته. و(نواصيها) قيام من الشعث ومن شدة العدو و(الشعث) تنفش الشعر يقال لم الله شعثك أي: جمع الله متفرق أمرك. 31: بأحقيها الملأ محزماتٍ.......كأن جذاعها أصلاً جلام ويروى: بأحقبها الثياب، يعني الدروع يستحقبها القوم خلفهم فإذا لقوا العدو لبسوها. و(الملاء): الأزر. و(جذاعها) جذاع الخيل، و(الجلام) الجداء جمع جدي شبهها بها لضمرها، ويقال الجلام التيوس، هذا تفسير الضبي. وقال الطوسي: (أحق) جمع حقو مثل لحي وألح ودلو وأدل فإذا كثر فهو الحقي، يقول ألقت أولادها فحزمت بالملاء لخلاء أجوافها ليكون أقوى لها وأصلب لظهورها وأصلاً عشيًا وهي جمع أصيل، وقال ابن الأعرابي: جلام جمع جلمٍ يقول ضمرت حتى كأنها جلام حديدٍ. 32: يبارين الأسنة مصغياتٍ.......كما يتفارط الثمد الحمام قال الضبي: أي تباري الخيل الأسنة بخدودها، و(تباري): تعارض أي تعارض ظل الرماح. و(الثمد): الماء القليل. و(يتفارط): يتوارد شيئًا بعد شيء. وروى الطوسي: يبارين الأعنة. ويروى: ينازعن، وقال (يبارين) يعارضن وينازعن يجاذبن. و(المصغي): المميل رأسه، وذلك إذا اشتد عدوه، و(التفارط): التسابق، وأصله من الفارط وهو الذي يتقدم إلى الماء قبل الوارد فيصلح الأرشية ويملأ الحياض، ويقال هذه فارطة آل فلان أي بئر كل من سبق إليها سقى. قال: والثمد الماء القليل والثمد الماء الذي يشرب منه أهله شهرًا أو شهرين من ماء مطرٍ ليست له مادة. 33: ألم تر أن طول الدهر يسلي.......وينسي مثل ما نسيت جذام ورواها أحمد بن عبيد: (وينسى). قال الطوسي: يقال أسلاني عنك كذا وكذا وسليت أنا أسلى وسلوت أسلو سلوًا. قال: وقال أبو عبيدة: (جذام) أكبر من أسد بن خزيمة وأقدم وادعاء بني أسد إياهم باطل، قال أبو الحسن: أخبرني بذلك عنه ثقة. قال: وقال الأخفش: جذام ابن أسد. 34: وكانوا قومنا فبغوا علينا.......فسقناهم إلى البلد الشآمي قال الضبي: قال الأصمعي: لما قال بشر هذا البيت قال له سوادة ابن أخيه: أقويت ففهم فلم يعد. 35: وكنا دونهم حصنًا حصينًا.......لنا الرأس المقدم والسنام قال الطوسي: (المقام): الإقامة والمقام موضعك الذي تقوم به يقول فقالوا لنا إنكم ستتبعوننا فأقمنا فلم نتبعهم. 36: وقالوا لن تقيموا إن ظعنا.......فكان لنا وقد ظعنوا مقام 37: أثافي من خزيمة راسياتٍ.......لنا حل المناقب والحرام ورواها الطوسي: (أثافٍ من خزيمة راسيات)، قال: وقال أبو عبيدة: يقول نحن إخوة قريش. قال أبو الحسن: وأنشدنا ابن الأعرابي في نحو من هذا: ونحن خزيمة لم ننتسب.......سواه ونحن ولدنا الرسولا قال: وقوله (أثافي) أي مجتمعون كالأثافي، و(الراسيات): الثابتات وقد رست ترسو رسوًا. ويروى لها حل والهاء للأثافي والمناقب الطرق الواحد الواحد منقب، قال النابغة: إلى ظعن بكرت غدوة.......سراعًا تتابع في منقب و(حل المناقب) حلالها: يقول لنا الحل والحرم. 38: فإن مقامنا ندعو عليكم.......بأبطح ذي المجاز له أثام قال الطوسي: (الأبطح) بطن الوادي تخلطه حصىً. و(ذو المجاز): سوق من أسواق العرب. وعليكم يعني على جذام. و(أثام): إثم يلحقكم، والهاء في قوله له ترجع على الدعاء لما قال ندعو عليكم، قال القطامي: قرم إذا ابتدر الرجال عظيمةً.......سبقت إليه يمينه الأيمانا يعني إلى الابتدار، لما قال ابتدر كان معنى الابتدار، قال الله جل ذكره: {فإذا أفضتم من عرفات}، قال: واذكروا كما هداكم ثم قال: {وإن كنتم من قبله لمن الضالين}، الهاء: للهدى، لما قال هداكم. قال أبو الحسن: كذا حكاه لنا الطوال ولها نظائر. [شرح المفضليات: 648-659] |
الساعة الآن 02:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir